الفنان حمد الريح …”حمام الوادي ياراحل”

اغنياته شكلت وجدانناً عاطفياً ووطنياً، عرف وسط زملائه المطربين بانتقائه لجميل المفردات انطلاقة مشواره الفني كانت في العام 1957 واعتلى يومها خشبة المسرح ليغني للعمال في عيدهم، انه الفنان حمد الريح الذي فجع جمهوره برحيله صباح امس الثلاثاء وورى الثرى عند الرابعة صباحا بمقابر بري.

 

الخرطوم : رندة بخاري

 

برزت قدراته في الغناء

صرحة ميلاد الفنان  حمد الريح كانت  في عام 1940 في جزيرة توتي التي تتوسط مقرن النيلين الأزرق و الأبيض بالعاصمة السودانية الخرطوم. ونشأ وسط أسرة تمتهن الزراعة بحقول تلك الجزيرة وبدأ تعليمه في المدارس القرآنية بالجزيرة ثم التحق بالمدارس النظامية حتى المرحلة المتوسطة. وفي تلك الفترة برزت قدراته في الغناء خاصة في صفوف المدرسة حيث كان يؤدي الأناشيد المدرسية، مثل نشيد «صه يا كنار» للشاعر السوداني محمود أبوبكر و«عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن» للشاعر المصري أحمد شوقي. واقترن فنه بهواية أخرى هي الرياضة حيث اشتهر بلعبة كرة القدم في المدرسة وتأهل فيها ليلعب بفريق أشبال المريخ في نهاية خمسينيات القرن الماضي مع لاعبين اصبحوا كبارا فيما بعد مثل عز الدين الدحيش و علي قاقرين.

 

مدارس شعرية متنوعة

مسيرة الفنان الراحل حمد الريح الغنائية ذات مدارس شعرية متنوعة اذ كون ثنائيات غنائية مع عدد من الشعراء منهم عبد الرحمن مكاوي صاحب السهم الوافر في مشوار الريح، بيد ان ثمة اغنيات نجدها لازمت تجربته منها اغنية حمام الوادي للشاعر اسحق الحلنقي، الذي قال لـ(النورس نيوز) إن حمد رحمة الله عليه فنان استثنائي اغنية حمام الوادي وصلت اليه عن طريق صديق اسمه نصر الدين، كان صاحب شركة انتاج فني اذ يقوم بتسجيل الاسطوانات لكبار الفنانين مثل وردي وعثمان حسين وغيرهم وطلب مني ان اقدم له هذه الاغنية، التي قال إنها تشبه حمد وقد كان وذات مساء ذهبت الى دار اتحاد الفنانين بالموردة، ووجدت الفنان حمد الريح يجري بروفة للأغنية التي لحنها له ناجي القدسي واضفى حمد بصوته بعدا جماليا اخر للأغنية التي كلما استعمت اليها اشعر وكأنني كتبتها بالأمس وتوالى التعاون الفني بيننا وقدمت له اغنية شالوا الكلام وشهر شهرين ثلاثة وبرحيله فقدت الساحة الفنية احد اهم المطربين”.

 

استضافني بتوتي

 

ثمة علاقة جمعت الفنان حمد الريح مع الفنان عبد القادر سالم الذي التقى حمد في السبعينات، وهو لازال يتلمس طريقه نحو الفن ويقول سالم عندما جئت الى الخرطوم في بداياتي لأدرس في معهد الموسيقي استضافني حمد بمنزله بضاحية توتي لستة اشهر،  وأضاف”كانت من اجمل ايام حياتي وقد لا يعلم البعض انه تغني في خطوبتي وهو رفيق الايام الجميلة سافرنا معا في عدد من الرحلات الداخلية والخارجية فكان رجل متواضع يحبه الجميع كما كان رئيس لدورتين لاتحاد الفنانين ويحزننا انه لأول مرة ان لا نشيع فنان رحل عن دنيانا اذ توفى الساعة الثانية عشر صباحا ودفن عند الرابعة صباح بمقابر بري لكننا غدا سنفتح ابواب الاتحاد لتلقي العزاء فيه وفقا للاشتراطات الصحية للوقاء من فايروس كرونا”.

 

جمع بين العاطفي والوطني

الناقد الفني مصعب الصاوي دفعنا اليه بسؤال عن تجربة الفنان الراحل حمد الريح الفنية فقال لنا :حمد من طينة كبار الفنانين استطاع عبر مشواره ان يجذب شعراء كبار الي سوح الغناء وكون ثنائية مع الشاعر عبد الرحمن مكاوي وبالرغم من انه ملحن مجيد الا انه تعامل مع ملحنين اخرين مثل ناجي القدسي وود الحاوي وحمد جمع بين الغناء العاطفي والوطني وكثيرين يقولون ان اغنية حمام الوادي هي اغنية وطنية  مرمزة وكذلك اغنية الساقية لسه مدورة و اكثر مما ميز تجربته ايضا غنائه باللغة العربية الفصحي  مثل مريا وصفيرتي وغني ايضا للشاعر ابو القاسم الشابي

ترس البحر

اضاف الصاوي الفنان حمد الريح عمل موظف في جامعة الخرطوم  منارة العلم والثقافة وفيها التقي بشعراء  وقد لا يعلم البعض ان حمد تأثر في بداياته بالفنان حضر بشير الذي كان يأتي  كثيرا الي ضاحية توتي وتأثر ايضا بالفنانين التاج مصطفي وعبد الدافع عثمان وكما لابد من الاشارة الي ان اغنيته عجبوني الليلة جو تعتبر من اشهر الاغنيات التي لازمت مسيرته وعبارة الترس التي استخدمت بقوة في ثورة ديسمبر المجيدة هو رددها قبل سنوات طوال لدرء اثار السيول والفيضانات التي تجتاح توتي في فصل الخريف  وحمد تجاوزت اغنياته المسجلة المائة اغنية