الأخبار الرئيسيةتقارير

أمن الخرطوم.. (هشاشة) و(تطور في الجريمة)

السودان

الخرطوم : طارق عبد الله

استخدم الناطق الرسمي لقوات الشرطة، أسلوب الصدمة في حديثه لبرنامج (كالآتي) على فضائية النيل الأزرق وهو يعترف بـ(هشاشة) أمنية وتطور في ارتفاع معدلات الجريمة، بيد أنه اكد على مقدرة الشرطة في تحقيق الأمن والاستقرار، ذلك الاعتراف يؤكده الواقع بازدياد ظاهرة عصابات النهب وعصابات انتحال الشخصية، فقد كشفت أجهزة المباحث العديد من العصابات متورطة في جرائم نهب بوسط الخرطوم، على رأسها جريمة نهب تاجر الاسبيرات بالمنطقة الصناعية الخرطوم والذي داهمته عصابة قامت بتفتيش محله بدعوى عمله في تجارة العملة، وقامت عناصرها بسرقة ما يقارب الـ(4) مليارات جنيه سوداني ذلك بخلاف الإنجازات المتعددة لفرق المباحث الفيدرالية والجنائية بولاية الخرطوم التي تشير بوضوح أن العفو الذي اصدره مجلس السيادة في حكم المحكومين لم يتم وفق دراسة استراتيجية، لا سيما وأن معظم الذين القي القبض عليهم كانوا من ضمن الذين اطلق سراحهم في ذلك العفو!

عربات (ميرية)

يقول المواطن عوض عبد الفتاح، إنه نجا ثلاث مرات من محاولة اختطاف هاتفه الجوال وحقيبة كان يحملها أثناء سيره بالمحطة الوسطى ببحري، وان الكثير من أصدقائه ومعارفه قد تعرضوا لجرائم نهب من قبل مجموعة تقود عربات (ميرية)، وقال إن احد اقربائه يسكن بحي شمبات داهمته قوة مسلحة بأسلحة ثقيلة وان كاميرات الرقابة عدت (15) فرداً وسلاح دوشكا كانوا مع تلك القوة التي لا يعرف أحد لمن تتبع، موضحاً أن الشئ الطبيعي أن يتم التفتيش بواسطة قوة من الشرطة لديها اذن تفتيش وهذا ما لم يحدث، مما اضطر قريبه لفتح بلاغ لدى الشرطة دون ان يصل لنتائج، ما قاله عبدالفتاح يحدث شبه يومياً داخل ولاية الخرطوم التي في طريقها أن تكون عاصمة غير آمنة نتيجة تحركات تلك العصابات التي تتحرك بكل وسائل النقل وترّوع المواطنين، لا سيما عودة عصابات النيقروز التي روّعت العاصمة في احدى الليالي ووصلت لكل الأحياء مما اضطر أئمة المساجد لتنبيه الناس قبيل صلاة الصبح، تلك المهددات تدق ناقوس الخطر لانفلات امني قادم.

(عفو عائشة)

فتح الرحمن فضل المولى عضو سابق بالمباحث الاتحادية يقول لـ(النورس نيوز)، إن الحالة الامنية الحالية نتيجة طبيعية للسيولة الامنية التي اعقبت سقوط الحكومة السابقة بوجود عصابات تغلق الطرق وتروج المخدرات في ساحة الاعتصام، وتمارس عمليات النهب، وتمدد تلك العصابات جاء بعد تراجع الاجهزة الامنية بتحجيم دور جهاز الامن والمخابرات الوطني الذي كان مسيطراً على عصابات النيقروز وعصابات تجارة العملة باستخدام قانونه الاكثر تشدداً من القانون الجنائي، بجانب تراجع دور الشرطة ثم تصفية قياداتها بنسبة كبيرة، وجاءت الطاامة الكبرى بإطلاق سراح معتادي جرائم النهب والسلب في عفو عضوة المجلس السيادي (عائشة موسى)، الذي تم دون دراسة وافتقد للبرنامج المصاحب للعفو بتسليم المفرج عنهم أموالاً لبدء حياة جديدة واخضاعهم لبرنامج تأهيل نفسي يعيد استقامتهم، مشيراً أن فتح ابواب السجون لـ(4270) نزيلا، في وقت كانت الحياة فيه متوقفة بسبب (كورونا) أحد الأسباب الرئيسية لحالة الانفلات التي تعيشها العاصمة.

الضائقة الاقتصادية

يقول الخبير الدكتور لواء شرطه (م) محمد الطاهر فضل، إن حالة الغلاء الطاحن وقلة الموارد التي يعاني منها سكان الولاية في ظل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد تعتبر أكبر محفزات الجريمة خاصة الجرائم المتعلقة بالمال مثل السرقة والنهب والاحتيال، وهذا أيضاً يلقي علر شرطة الولاية مزيدا من الأعباء، فهي تواجه تحديات وإخفاقات القطاعات الأخرى بالدولة وتجد نفسها دوما وحيدة تصارع كل الظروف وتتحمل كل الأخطاء والأخطار، ولهذا ينبغي على الدولة الإسهام في مساندة الشرطة ومساعدتها بتوفير احتياجات المواطنين الضرورية جنباً الى جنب مع توفير المعينات التي تمكن الشرطة من اداء الواجب، وقال الطاهر إن مدير عام الشرطة الفريق اول شرطة عز الدين الشيخ استطاع ان يبني علاقة ممتازة بينه وبين الشارع العام السوداني، وذلك عبر مواقفه الشجاعة وهو يقبل التحدي ويبتدر فترة عمله كمدير عام لقوات الشرطة بتدشين حملات البرق الخاطف التي حدت بشكل واضح من انتشار الجريمة.

(البرق الخاطف)

فشل (النورس نيوز) في الحصول على إحصائيات رسمية من الشرطة حول أعداد البلاغات اليومية لحوادث النهب وجرائم الاختطاف، وعزا مصدر رفيع عدم تصنيف دقيق لجرائم السرقات وتندرج تحت بند (الاعتداء على المال العام)، واكتفى بالقول بان لها نسبا مقدرة وان الشرطة نجحت في القبض على عدد من المتهمين، فالواضح أن الشرطة استدركت خُطُورة الأمر، فوجّه المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول عز الدين الشيخ، شرطة العاصمة بإطلاق حملات عاصفة على أوكار المُجرمين والنّهّابين، في أعقاب ازدياد كبير في جرائم الاختطاف والنهب في الطرقات العامّة، وقطع مدير شرطة الخرطوم الفريق د. ياسر عبد الرحمن فضل المولى، أن الشرطة ستختطف أفراد عصابات الاختطاف والنهب، التي روّعت المُواطنين في الأيام الماضية، وأكد أن الحملات أطلق عليها (البرق الخاطف) لاختطاف المُجرمين وكل من تسوّل له نفسه المساس بحقوق المُواطنين وترويعهم بالعاصمة القومية، ودك حصون الإجرام وبسط الأمن والطمأنينة بمُختلف المحليات، وذهب الى أنّ الشرطة جاءت لتقديم الخدمات الأمنية والجنائية للمواطن وهي في خدمة الشعب، لتتواصل (البرق الخاطف) وتنتظم في كل أحياء وأسواق العاصمة والسكن العشوائي داخل المُخطّطات، وقال فضل المولى مخاطباً، القوات المُشاركة بساحة الحرية، إن عمليات (البرق الخاطف) بمحليتي بحري وأم درمان نجحت في بسط هيبة الدولة وإنفاذ القانون، وأشار إلى أن (البرق الخاطف) تعمل على غرس الطمأنينة في نفوس المُواطنين، وتُؤكِّد قُدرة شرطة الولاية على جلب الحقوق وحفظ الأرواح والمُمتلكات ولا تهاب المُجرمين.

تعليق واحد

  1. تطور الجريمة وانتشارها يستدعي تطور الشرطة لمكافحتها بتوفير اجهزة رصد وتتبع ووسائل اتصالات حديثة مرتبطة مع أقسام الشرطة الدوريات واستحداث قطاع جوي وقوات للمهام الخاصة فالأمن والاستقرار هو أساس نهضة الشعوب وتقدمها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *