الحفلات الجماهيرية في كورونا.. غياب الوعي الفني!!

السودان

عودة الأنشطة الثقافية ما بعد رفع الحظر في الجائحة الأولى لكورونا بدأ حذراً، مع مراعاة الاشتراطات الصحية، لكن سرعان ما عمّت الفوضى بعض الفعاليات خاصّةً الحفلات الجماهيرية التي نجد أنّ منظميها اعتمدوا فقط على ارتداء الكمّامات، مُعتبرين أنها وسيلة تحمي الجمهور المُتدافع إلى تلك الحفلات التي تُقام على مسارح الخرطوم، وفي ظل الموجة الثانية لفيروس كورونا، نجد أن تلك الحفلات تمثل مُهدِّداً خطيراً لصحة المواطن السوداني وتسهم في سرعة تفشي الجائحة.

الخرطوم: رندة بخاري

حالة الفلس

غياب الحفلات الجماهيرية بسب جائحة كورونا لأكثر من ستة أشهر ونيف، خلق لدى بعض الفنانين حالة من الشره تجاه الحفلات الجماهيرية التي تُعتبر المصدر المالي الأول لهم، وغيابها في الفترات السابقة أدخلهم ومُتعهِّدي الحفلات في حالة من (الفلس).. فطفق كلاهما وراء إقامة حفلات عامة من حين لآخر لتعويض خسائرهم المادية.

بين الاعتزال والعودة

أمس الأول، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور حفل فنان الطنبور محمد النصري، الذي عاد الى الحفلات الجماهيرية بعد قرار اعتزاله للغناء في أكتوبر من العام الماضي، ليتراجع عنه في 2020، والصور المتداولة لحفله الذي أقامه بنادي الضباط، أَكّدَت على نحاجه فنياً وفشله في لعب الدور الاجتماعي تجاه جمهوره والمجتمع على وجه العموم، إذ أنّه في الوقت الذي كان منوطاً به أن يلعب دوره كفنّان صاحب رسالة تجاه جمهوره بتوعيتهم بخطورة فيروس كورونا، أسهم بصورة مباشرة بعد مُراعاة الاشتراطات الصحية في حفله للدفع بجمهوره إلى حافة الإصابة بالمرض!

أداة هدم

الفنان محمد الأمين الذي أنهى تعاقده الفني مع مُتعهِّد الحفلات شلضم بعد علاقة فنية استمرت ردحاً من الزمان، ويمّم وجهه شطر شركة البروف، بعد أن فشل حفله الأخير الذي نظّمه شلضم ووصل سعر تذكرة الدخول عبر السوق الأسود لخمسة آلاف جنية، أقام الباشكاتب حفله الأول عبر شركة ليالي البروف، مُتجاهلاً أيضاً انتشار الموجة الثانية من جائحة كورونا في السودان، وانتقد كثيرون سلوك محمد الأمين الذي يُعتبر قامة فنية يُنتظر منها أن تكون أداة وعي لا هدم!

بين جمال وأحمد الصادق

بدايةً، أعلن عن إلغائه لحفله الجماهيري، نسبةً للأوضاع التي تمر بها البلاد، لكن سرعان ما تراجع عن قراره وأعلن عن حفله الذي أُقيم مساء أمس السبت.. إنه الفنان أحمد الصادق وكذلك الفنان جمال فرفور، الذي يسعى لاستعادة مكانته الفنية التي فقدها بعد ثورة ديسمبر المجيدة بسب انتمائه لحزب المؤتمر الوطني وعمله بجهاز أمنه، أقام جمال حفلين في الجائحة الثانية من كورونا!

غياب الجهات المُختصة

الكاتب الصحفي والناقد الفني طارق شريف الذي قال لـ”النورس نيوز”، إن ما بدر من مجموعة من الفنانين الذين تصدّرت صور حفلاتهم مواقع التواصُل الاجتماعي، تنم عن قلة وعيهم فنياً واجتماعياً! فالظروف الصحية التي تمر بها البلاد لا تسمح بإقامة حفلات جماهيرية، مردفاً بقوله: مع الأخذ في الاعتبار أن السودان يفتقر إلى المسارح المُجهّزة والتي يُمكن تنفيذ الاشتراطات الصحية، ومن ثم فشل المُنظّمين في تحقيق التباعُد الاجتماعي هذا من ناحية، وثانيةً لو كانت بالبلاد مهرجانات غنائية وفعاليات فنية، لما ركّز المطربون على الحفلات الجماهيرية التي تمثل خُطورةً على الجمهور في ظل تفشي الوباء!
وعبركم، نُوجِّه سؤالاً للجهات المُختصة مثل اتحاد المهن الموسيقية، أين هم مِمّا يحدث، ولماذا لا يلعبون دَوراً مُهمّاً في نشر التوعية الصحية، باعتبار أن الفن رسالة اجتماعية أيضاً..؟

Exit mobile version