الأخبار الرئيسيةحوار

سفير سلطة عمان بالسودان : العيد الخمسين للسلطنة يوما خالدًا من أيام عُمان

السودان

حوار :عاصم البلال

سلطنة عمان بعد رحيل باني نهضتها وفاتحها على العالم بعد عزلة عقود، سلطانها التاريخي قابوس، كيف هي بعد رحيله وفقده الكبير الذي عوضه بوصية اختياره لخليفته وفقا للدستور مما كفل انتقالا سلسا للسلطة؟

تحل هذه الذكرى الوطنية الغالية هذا العام والعمانيون يستذكرون فقيد وطنهم وباعث نهضتهم السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور “طيب الله ثراه” الذي أسس دولة حديثة تواصل حضورها الذي لا تخطئه عين في مختلف الميادين، وودع العُمانيون أعز الرجال وأنقاهم / طيب الله ثراه / وشيعوه بالابتهال والدعاء والامتنان والعرفان واستعراض إنجازاته العظيمة ومآثره الخالدة بعد مسيرة طويلة من البناء والعطاء دامت لأكثر من 49 عامًا كان فيها الإنسان العُماني هو محور التنمية وأساسها.
وعلى الرغم من المصاب الجلل الذي ألمَّ بالوطن والأمتين العربية والإسلامية برحيل السلطان قابوس بن سعيد/رحمه الله/ إلا أن يوم الحادي عشر من يناير من العام الحالي 2020 كان يوما خالدًا من أيام عُمان سطّر فيه العمانيون ملحمة وطنية من الوفاء والإخلاص إذ شهدت السلطنة خلاله انتقالاً سلسًا للحكم عندما قرر مجلس العائلة المالكة عرفانًا وامتنانًا وتقديرا للسلطان الراحل وبقناعة راسخة تثبيت من أشار اليه لولاية الحكم إيمانا منهم بحكمته المعهودة ونظرته الواسعة، وهو السلطان هيثم بن طارق لما توسم فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة.
عمان بعد رحيل قابوس، كما كانت قبل رحيله هي دولة المؤسسات والقانون، دولة الامن والسلام والاستقرار دولة الحكمة والموعظة الحسنة دولة الإصرار على مواصلة التنمية والمنجزات دولة التمسك بالقيم والثوابت الاصيلة، دولة المكانة الرفيعة التي تحظى بتقدير واحترام شعوب العالم.

ـ هل تتخذون في السلطنة من مناسباتكم الوطنية مداخل لروى جديدة تحت عناوين محددة تستهدف تحقيق آمال وتطلعات العمانيين؟

تتخذ الشعوب من مناسباتها الوطنية وقفة تستعرض فيها منجزاتها وتشحذ هممها وتعيد النظر في بعض جوانب مسيرتها، والشعب العماني يقف في هذه المناسبة الوطنية المجيدة ليجدد العهد والولاء لسلطانه ووطنه يؤكد خلالها استعداده للتضحية بالغالي والنفيس فداء لوطنه وحماية لمنجزاته وسيرًا خلف قيادة سلطانه الحكيمة لتحقيق الأهداف والمقاصد التي تعود على الشعب بالمنافع، وسلطنة عمان حرصت على إيلاء قطاعات معينة الاهتمام الذي يناسبها فتخصص كل عام لقطاع معين تحتفل به في العيد الوطني ويتم التركيز عليه خلال ذلك العام فتخصص له الموارد البشرية والمادية، ويحتفى بها كنوع من التكريم والاعتزاز خلال احتفالات السلطنة بالعيد الوطني، وسميت عدد من تلك الأعوام باسم القطاع الذي يحتفى به مثل عام الزراعة ، وعام الصناعة وعام الشبيبة، وعام التراث، بهدف شحذ الهمم والجهود لتنمية تلك القطاعات والارتقاء بها الى الأفضل وتكريم العاملين عليها. وهذه سمة من سمات أعيادنا الوطنية وخاصية حميدة من خواص هذه المناسبات حيث دائما ما تكون تلك المناسبة بمثابة بداية عام جديد من التطلعات والآمال.

ـ هل من استراتيجية للربط والمزاوجة بين السياسات الداخلية والخارجية والانفتاح على الآخر الذي أرسى أساسه السلطان الراحل قابوس بعد عقود من العزلة عن العالم الخارجي؟

تحقيق اهداف التنمية على المستوى الوطني غير ممكنة ما لم يُصاحب ذلك إقامة علاقات واسعة على المستوى الخارجي تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل وتبادل المنافع وفق مبدأ لا ضرر ولا ضرار، ولا يمكن فصل السياسة الخارجية عن مجمل مسار السياسات الداخلية فهما متكاملان، إذ أن الرؤية العمانية تقوم على التكاملية بين الاثنين، وهذا المنهج أسهم بدوره في تحقيق الأمن والاستقرار والتفرغ للتنمية الشاملة التي اثمرت عن منجزات عظيمة تحققت على المستوى الداخلي استفاد منها المواطن العماني فضلا عن علاقات خارجية واسعة حظيت بتقدير واحترام المجتمع الدولي.

ـ السياسة العمانية الخارجية معلوم عنها التوازن وبناء علاقات مع هذا ليس على حساب ذاك، فضلا ما هي محددات وضوابط السياسات الخارجية؟

السياسة الخارجية لسلطنة عمان ترتكز في مفهومها ودلالاتها على مبادئ وثوابت واضحة وهذه الثوابت مُسّخرة لخدمة قضايا السلام على كافة المستويات الاقليمية والدولية ملتزمة الوضوح في المواقف والصراحة والموضوعية والنهج العقلاني في تناول الأمور، وقد ساعدت هذه السياسة على إقامة علاقات إيجابية مع مختلف دول وشعوب المعمورة، وقد وثق النظام الاساسي للدولة تلك الثوابت في مادته العاشرة التي تتحدث عن المبادئ الموجهة للسياسة الخارجية وتنطلق منها في تأسيس علاقاتها مع دول العالم المختلفة وهي تشير في احدى فقراتها الى ” توثيق التعاون وتأكيد أواصر الصداقة مع جميع الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومراعاة المواثيق والمعاهدات الدولية والاقليمية وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة وبما يؤدي الى إشاعة السلام والأمن بين الدول والشعوب ، وقد أتت تلك السياسة ثمارها فأضحت سلطنة عمان تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي.

ـ كيف تقرأون مجريات الأمور من حولكم قاريا وإقليميا ودوليا في ظل إستقطابات وتقاطعات وتجاذبات حادة لا فكاك من التعامل معها والتعاطي بفقه تبادل المصالح؟

سلطنة عمان تنتهج طريق الحوار وتشجع عليه وتدعم قيم التسامح والعمل الجماعي والعيش في سلام مع الجميع، نؤمن بمبادئ العدل والمساواة وحسن الجوار وسيادة القانون، نحترم سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ونؤكد على التسوية السلمية للنزاعات على أساس أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي باعتبارها التزام علينا جميعا الوفاء بها.
سر اهتمام السلطنة وسلطانها الراحل بالتراث والثقافة والدليل اسناد مسؤوليتها لخليفته السلطان هيثم الذي يمضي على ذات الدرب مع استحداث سياسات تتماشى وتتماهى مع مطلوبات كل مرحلة؟
المعلوم لدى الجميع ان سلطنة عمان تنفرد بتراث حضاري وتاريخي عريق يزخر بثقافة متأصلة وموروثات تعكس مدى ارتباط الانسان العماني ببيئته ومجتمعه، ولها تاريخ وحضارة ضاربة في القدم وتحتضن أرضها كنوز وموروثات أثرية وتاريخية متنوعة، وأسهمت على مدى تاريخها الطويل في صنع الحضارة الإنسانية وكان لأبنائها جهد واضح في خدمة تلك الحضارة واحتلت مكانة فريدة على طريق الحرير ورحلات السندباد وأسهم البحارة العمانيون اسهاما جوهريا في نهضة التجارة البحرية بفضل خبرتهم التقليدية كما كان للعلماء العمانيين ومثقفوها عبر التاريخ اسهامات ثقافية أثروا بها المكتبة العربية والمعارف الإنسانية من خلال موسوعاتهم ومؤلفاتهم في شتى صنوف المعرفة، ويتجلى هذا الأمر من خلال العديد من الموروثات والشواهد الحية.
ولهذا كان رصيد التراث الثقافي العُماني كبيراً في فكر السلطان قابوس ـ طيب الله ثراه ـ وكان محوراً رئيسياً لإنشاء العديد من المؤسسات الرسمية التي تعمل من أجل الحفاظ على التراث الثقافي العُماني المادي وغير المادي، كما كان ذلك دافعاً كبيراً لتشجيع الأعمال الأهلية في مجال التراث الثقافي، ويمضي على ذات النهج جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه بحكم خبرته وقربه من هذا المجال باعتبار التراث ركناً أساسياً من الهوية الوطنية العُمانية ويسهم في ترسيخ الاحترام والتفاهم والسلام بين الشعوب، ويساعد على تحقيق التنمية المستدامة، وتؤدي المحافظة عليه إلى نقل المعارف والمهارات والمعاني والقيم من جيل لآخر.
وتزخر عمان بكنوز أثرية وتاريخية مثل القلاع والحصون والمدافن الاثرية والافلاج التاريخية والمساجد الاثرية والحارات القديمة وغيرها.
كما تعد الثقافة العمانية غنية خصبة بما يميزها من عادات وتقاليد وفنون شعبية اذ يشتهر العمانيون بفنونهم الشعبية المنفردة، فضلا عن مجالات ثقافية أخرى كالأدب والفن والتراث والموسيقى والفنون التقليدية والألعاب الشعبية والازياء التقليدية وغيرها.
فلا غرابـة اذا ان تجـد الاهتمام والعناية فقد ترجم ذلك الى ارض الواقع عبـر إنشـاء المؤسسـات المعنيـة بالشـأن الثقافـي والتراثي ودعمهـا ومـن أمثلـة ذلـك إنشـاء العديـد مـن المتاحـف المتخصصـة وترميـم القـلاع والحصـون والابراج وصيانـة الأماكن الاثرية، والتـي تعـد فضـاءات ثقافيـة مهمـة ورافـدا مهمـا للقطـاع السـياحي والتعليمـي بالسـلطنة، إلـى جانـب إقامـة المهرجانـات الثقافيـة المتخصصـة المعنيـة بالشـعر والانشاد والفنـون الشـعبية والمسـرح والسـينما، فضلا عن مهرجانـات الابل والخيـول التـي تنتشـر فـي مختلـف محافظـات السـلطنة وهي تعكس العمق الحضاري والثقافي المتجذر في الشعب العماني. كذلــك إنشــاء دار الاوبرا الســلطانية مســقط لتكــون منــارة اشــعاع حضــاري وثقافــي للإسهام فـي خدمـة العمـل الثقافـي بالسـلطنة وإبـراز السـلطنة كواجهـة حضاريـة وثقافيـة مشرقة.
السلطنة تبدو بعيدة عن التأثر المباشر بموجات وحركات ما يعرف بالتطرف والإرهاب رغم وقوعها في فوهات بنادقه من هنا وهناك
تقوم سياسة سلطنة عُمان على المبادئ والمقاصد النبيلة الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، وسياستها تقوم على رفض التطرف والأفكار المتطرفة المؤدية للغلو والإرهاب مهما كانت صوره وذرائع ذلك، وتحرص على الترويج لثقافة السلام والعدالة والتنمية المستدامة والتسامح والتعايش وإشاعة روح التعاون بين مختلف الشعوب.

خطط السلطنة المستقبلية وتحوطاتها لما ينضب من ثروات عدا السياحة والصيد والزراعة؟

عند الحديث عن الجانب الاقتصادي فإنه لا بُد من التطرق إلى “رؤية عُمان2040 “وإلى اقتراب موعد انطلاق الخطة الخمسية العاشرة في شهر يناير المقبل، مع انخفاض أسعار النفط وكذلك تأثيرات انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19 ” على اقتصاد دول العام جميعها ومن بينها السلطنة.
لقد شكلت هذه العوامل تحدّيا حقيقيا أمام الحكومة الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ عدد من الإجراءات المهمة يأتي في مقدمتها الإعلان عن خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020 – 2024 ) التي تتضمن عدة مبادرات وبرامج تهدف إلى إرساء قواعد الاستدامة المالية للسلطنة وخفض الدين العام ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي بتوجيهه نحو الأولويات الوطنية وزيادة الدخل الحكومي من القطاعات غير النفطية، وتعزيز الاحتياطات المالية للدولة وتحسين العائد على استثمار الأصول الحكومية بما يضمن تعزيز قدرتها على مواجهة أي صعوبات وتحديات مالية وبما يضعها على مسار النمو والازدهار الاقتصادي.
كما عملت حكومة السلطنة ممثلة في وزارة المالية على إصدار عدة منشورات مالية بهدف ترشيد الإنفاق للعام الحالي، منها تخفيض موازنات الوحدات الحكومية بنسبة 5 بالمائة وتعديل الموازنات التشغيلية والخطط المالية للشركات الحكومية بنسبة 10 بالمائة كحد أدنى بالإضافة إلى إجراءات أخرى تتمثل في ترشيد النفقات الخاصة بالإيفاد في المهام الرسمية وتخفيض مكافآت وأتعاب مجالس إدارة الھيئات والمؤسسات العامة والشركات الحكومية واللجان التابعة لها بنسبة 50 بالمائة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة التي ستبدأ فيشهر ابريل من العام المقبل بنسبة 5 بالمائة.
كما قام جهاز الاستثمار العُماني بإعادة تشكيل مجالس إدارة 15 شركة يشرف عليها الجهاز وإعادة هيكلة شركات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بالإضافة إلى الإعلان عن مشروع شركة متكاملة لتسويق الخضروات والفواكه في السلطنة تتبع الشركة العمانية للاستثمار الغذائي.
لقد أوجدت منظومة القوانين والتسهيلات المتعلقة بالاستثمار في السلطنة بيئة جاذبة ومشجعة للاستثمارات الوطنية والأجنبية ومن هذه القوانين قانون استثمار رأس المال الأجنبي.
وتعول حكومة السلطنة على الاستثمار في الموانئ العمانية خاصة مينائي صحار وصلالة إضافة إلى المناطق الاقتصادية الخاصة، والمناطق الصناعية، كالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم (ميناء الدقم) في رفد الاقتصاد العماني وحفزه والاستفادة المثلى منها كما يعد قطاع السياحة أحد القطاعات الأساسية في تعزيز النمو والتنويع الاقتصادي إذ وضعت الحكومة رؤى استراتيجية واضحة لهذا القطاع الحيوي. وتلك الإجراءات يؤمل منها أن تسهم في تخفيف العبء المالي على خزينة الدولة وإيجاد مصادر بديلة للنفط مما سيكون له أثر إيجابي على نمو الاقتصاد الوطني.

العلاقات مع السودان هل من نقلة متوقعة لترتقي الى مصاف ما بين الدولتين من قواسم مشتركة؟

سلطنة عمان وجمهورية السودان ترتبطان بعلاقات ودية وأخوية مبنية على الاحترام المتبادل منذ عقود، لقد أسهم الاشقاء السودانيون في تنمية عمان ونهضتها من خلال العلماء والخبراء والمستشارين والأطباء والمهندسين الذين لعبوا دورا مقدرا في تخطيط المدن وبناء المدارس والمساجد وتشييد خطوط الكهرباء والهاتف وصولا الى العمل في مجالات الطب والهندسة والقانون والقضاء والإدارة والمالية والتربية والتعليم، والتعليم العالي والتعليم التقني وغيرها من المجالات، واستطاع السودانيون ان يجدوا البيئة المحفزة لهم للإقامة في السلطنة مع اسرهم وهم يحظون بالرعاية والاهتمام من قبل اشقاءهم العمانيين.
وفي الوقت ذاته تلقى عددا كبيرا من العمانيين تعليمهم ودراساتهم العليا في الجامعات والمعاهد السودانية والتحقوا بدورات تدريبية في مؤسساتها المختلفة على مدى العقود الماضية مما كان له الأثر الايجابي في تأهيل وتخريج نخبة من الكوادر العمانية المحترفة يسهمون الآن في نهضة عمان.
ونود ان نغتم هذه المناسبة لنعرب عن تقديرنا العميق للدور الكبير والمُّقدّر الذي أسهم به الأشقاء السودانيون في سلطنة عمان في جميع المجالات من خلال نخب الأساتذة والمدربين والمحاضرين والخبراء.
ـ مساهمة سلطنة عمان في درء آثار السيول والفيضانات التي حدثت مؤخرا في السودان
تلبية لنداء الواجب الإنساني قامت سلطنة عمان بتنفيذ برنامج للمساعدات للتخفيف على الأسر المتضررة من آثار السيول والفيضانات التي ضربت البلاد مؤخرا، حيث قامت السلطنة ممثلة في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان في الخرطوم بوضع برنامج اغاثي مدروس مكون من عدة مراحل تنفيذية حيث تم تنفيذ بعض تلك المراحل على النحو التالي.
المرحلة الأولى عبارة عن جسر جوي مكون من أربع طائرات شحن عسكرية تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني نقلت على متنها ستين طنا من المواد الاغاثية العاجلة.
المرحلة الثانية عبارة عن سفينة تابعة للبحرية السلطانية العمانية رست في ميناء بورت سودان بحمولة مائة طن من المعونات الاغاثية المتنوعة.
المرحلة الثالثة عبارة عن حاويات شحن تحمل معونات اغاثية متنوعة وهي تبرعات من قبل الأهالي في سلطنة عمان وكذلك من قبل الجالية السودانية المقيمة في مسقط.
وتزامنا مع تنفيذ تلك المراحل، قامت بعثة السلطنة في الخرطوم بتوزيع اربعة آلاف سلة غذائية كل سلة تتكون من 12 مادة غذائية على الاسر المتضررة تم توفيرها من السوق المحلي بهدف دعم السوق بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ذات العلاقة، وما يزال البرنامج الاغاثي مستمرا وسيتم الإعلان عن مراحل أخرى في حينه ان شاء الله.

ـ الآن السلطنة في عهد السلطان الجديد حفظه الله وشعارها نهضة متجددة، كيف يترجم هذا الشعار الى أرض الواقع؟

أود ان أؤكد على ما قاله حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم “حفظه الله ورعاه” على أن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع ولا يستثنى أحد من القيام بدوره فيها كل في مجاله وبقدر استطاعته، فقد تأسّست عُمان وترسّخ وجودها الحضاري بتضحيات أبناءها وبذلهم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عزتها ومنعتها وإخلاصهم في أداء واجباتهم الوطنية.
ان جلالة السلطان هيثم بن طارق عاهد شعبه على أن يكرس حياته من أجل عمان وشعبها وفي الوقت نفسه دعا الجميع إلى أن يعاهدوا الله جلت قدرته على ذلك فعمان تستحق منا جميعا أن نتكاتف ونتعاون من أجلها كل من موقعه لابد أن يساهم في البناء ونتعاون للوصول إلى الأهداف المرسومة وتحقيق ما نتمناه جميعا من خير لهذا الوطن المعطاء، فالنهضة المتجددة تعني مواصلة العمل والجهد المستمر والمخلص لتحقيق الغايات السامية.
ـ يصادف هذه الأيام الاحتفال بالعيد الوطني ال 50 وهو مناسبة عظيمة للسلطنة واهلها واصدقاءها، ما ذا تقول عن هذه المناسبة؟
أقول كل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله وشعب عمان الابي بخير وسؤدد واسال الله ان يعيد علينا هذه المناسبة وعمان في عزة وشموخ كما كانت دائما،
نحن الآن نتطلع لمستقبل مشرق لرؤية عمان 2040، وهي خارطة الطريق الأهم؛ حيث توفر الرؤية إطارًا للحوكمة والتنمية المستدامة في العقود المقبلة فعلينا جميعا ان نشحذ الهمم ونشد على السواعد فالتحديات كثيرة لكن الآمال والتطلعات أكبر، لقد وعد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم/حفظه الله ورعاه/ وهو يمضي بعُمان في متجدّدة وعهد يُبّشر بالمزيد من الإنجازات أن سينتقل بعُمان في المرحلة القادمة إلى مستوى الطموح في شتى المجالات بمشاركة المواطنين الدعامة الأساسية للعمل الوطني، مؤكدًا يقينه التام وثقته المطلقة بقدرات أبناء عُمان المخلصين في التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والمراحل التي تليها، بما یتطلبه الأمر من بصيرة نافذةٍ وحكمةٍ بالغة وإصرار راسخ وتضحيات جليلة.

ـ تابعنا مؤخرا زيارات لكم سعادة السفير لمعالي رئيس القضاء والنائب العام وكذلك وزير الثقافة والاعلام، ماذا عن التعاون المشترك لا سيما في الجانب القضائي والعدلي وكذلك في الجوانب الثقافية والعدلية والإعلامية؟

أتيحت لي الفرصة خلال الأسابيع الماضية للقاء عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين وأصحاب السعادة السفراء رؤساء الإدارات في وزارة الخارجية وقد بحثت معهم ـ في اطار مهامي وواجباتي الدبلوماسية ـ العديد من ملفات التعاون الثنائي، ولقد توصلنا الى فهم مشترك الى أهمية تنشيط بنود الاتفاقات ومذكرات التفاهم الثنائية الموقعة بين البلدين او التي ما تزال قيد الدراسة بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وبما ينسجم مع العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسنواصل معهم هذه الجهود تحقيقا للأهداف والمقاصد المنشودة.

ـ العلاقات الاقتصادية بين الدول هي ذروة سنام التواصل بين الدول والشعوب ماذا عن هذا الجانب بين البلدين؟

يرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالاتها الاقتصادية والتجارية المختلفة فضلا عن اللجان المشتركة ذات الصلة بتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري ومن بينها مجلس رجال الاعمال السوداني العماني، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي والضرائب على الدخل، وخدمات النقل الجوي، ومذكرة تفاهم في مجال الزراعة والثروة الحيوانية وهذه الاتفاقات تهدف جميعها الى خلق أجواء مناسبة لاستثمارات حقيقية وتبادل تجاري بين البلدين ينعكس إيجابا على العلاقات الثنائية ويخلق فرصا ومنافع مشتركة، ونعول كثيرا على نتائج الملتقيات التجارية التي عقدت العام الماضي ومن بينها الملتقى الاستثماري العماني السوداني الذي عقد في مسقط، ثم ملتقى المنتجين العمانيين والمستوردين السودانيين الذي عقد في الخرطوم كترجمة مباشرة لتلك الاتفاقات وبما يعزز من حجم التبادل التجاري بين البلدين. ونتطلع بكل ثقة الى ان يسهم رجال الاعمال في البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي ورفع حجم التبادل التجاري بينهما بما ينسجم مع العلاقات الثنائية التي تربطهما.

المرأة العمانية حظيت بنصيب وافر من الاهتمام خلال مسيرة نهضة عمان على مدى الخمسين عاما الماضية، فتبوأت مناصب قيادية رفيعة كيف تنظرون الى دور المرأة العمانية في عهد النهضة المتجددة؟

من الجوانب المشرقة في عهد النهضة المتجددة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم “حفظه الله ورعاه” جانب الاهتمام بالمرأة العُمانية وتأكيد دورها الحيوي في بناء الوطن أسوة بأخيها الرجل على مختلف الأصعدة وقد شدد عليها جلالته بقوله” ونحرص على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب، في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها” كما تفضل جلالة السلطان المعظم في أكتوبر الماضي فأنعم بوسام الإشادة السلطانية على عدد من الشخصيات النسائية العمانية وقامت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم بتسليمهن الأوسمة خلال تفضلها برعاية الاحتفال بمناسبة يوم المرأة العمانية الذي يصادف الـ ١٧ من أكتوبر من كل عام.
وهي الآن تحظى بنصيب وافر من المهام القيادية الرفيعة، فأسندت الى المرأة وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التنمية الاجتماعية، فضلا عن تبؤها وكالة عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية الأخرى. وهذا دليل على ان المرأة العمانية تسهم وبفاعلية في بناء وطنها جنبا الى جنب مع اخيها الرجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *