لاجئون على الحدود.. الخطر القادم

السودان

الخرطوم: شذى الشيخ

حذر خبراء من تدفق اللاجئين الإثيوبيين للبلاد عقب تفاقم الأوضاع وانعكاس الصراع فى الإقليم على الأمن القومي بالسودان، من انتشار السلاح وتجارته وتخوفوا من انتشار الأمراض من ملاريا وكوليرا، وطالبوا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حال انفلات الأوضاع.
فيما حذرت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف من مغبة انتشار الأمراض الناجمة من التلوث البيئي والصحي.
وفي ذات السياق، كشفت معتمدية اللاجئين عن ارتفاع اعداد الفارين من ويلات التوترات العسكرية في اثيوبيا واقليم التقراي الى ١٤ ألف لاجئ.

الأمم المتحدة تكشف:
كشفت الأمم المتحدة عن وصول 14.500 لإجئ إثيوبي إلى السودان على خلفية اندلاع معارك عسكرية في اقليم التقراي. وقالت ان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والشركاء يعملون بكل جهد لتوفير احتياجات الآلاف من اللاجئين الذين عبروا للسودان من اثيوبيا.
وافادت متحدثة باسم المفوضية في جنيف بأنه ورغم ان المفوضية وشركاءها يعملون لتكثيف المساعدات، لكن أعداد الوافدين الجدد تفوق بكثير القدرات المتوفرة على الأرض، واستنجدت بالمجتمع الدولي لتقديم المساعدات.

قلق :
وقالت المتحدثة باسم المفوضية بابار بالوش في مؤتمر صحفي، إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تعرب عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الأزمة في شمال إثيوبيا، حيث تدفع المعارك المتواصلة بين الحكومة الإثيوبية وقوات التقراي آلاف الأشخاص إلى الفرار، ما يزيد على النصف منهم من الأطفال.
ودعت المفوضية جميع الأطراف إلى احترام سلامة وأمن كافة المدنيين في التقراي.
وكشفت المفوضية عن تزايد أعداد اللاجئين الباحثين عن الأمان في السودان حيث “عبر أكثر من 4 آلاف شخص الحدود في يوم واحد فقط“، واضافت ان اغلبهم جاء عبر نقطة الحمداييت الحدودية في ولاية كسلا وآخرين من منطقة اللقدي في ولاية القضارف.

نداءات:
من جانبه، وجه والي القضارف سليمان علي موسى، نداء الى المجتمع الدولي والحكومة الاتحادية للوقوف مع ولايته لمعالجة قضية اللاجئين الإثيوبيين الفارين من إقليم التقراي جراء الحرب التي اندلعت بين الحكومة الاثيوبية وجبهة التقراي، التي أدت إلى نزوح أكثر من (6) آلاف لاجئ إثيوبي الأيام الماضية.
وقال الوالى إنه اذا استمر التدفق على هذه الوتيرة فسيصل العدد خلال ايام الى اكثر من (20) ألفاً “وهو رقم يفوق الإمكانات الحالية للولاية”.
ووقف الوالي ميدانياً على أوضاع التدفقات الإثيوبية بالقرية ثمانية، واجتمع مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعدد من المنظمات الطوعية والأجنبية والوطنية، واصفاً الأوضاع بالمعسكر المؤقت ”بالصعبة لانعدام الاحتياجات الأساسية” للاجئين من الغذاء والدواء والمأوى نتيجة لوصول اعداد اللاجئين خلال أيام إلى أكثر (6) آلاف لاجئ.
ودعا الوالي، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وإدارة اللاجئين بالقضارف للاسراع في إجراء إحصائيات دقيقة لعمليات حصر دخول اللاجئين بغية توفير الاحتياجات الأساسية لهم، خاصة بعد الاستجابة الفورية للمنظمات الطوعية للاحتياجات العاجلة َالضرورية، وأعلن الوالي تحديد وتخصيص معسكر ام راكوبة بمحلية القلابات الشرقية في استضافة اللاجئين، مطالباً المفوضية السامية بالاسراع في تهيئة المعسكر لترحيل اللاجئين فى غضون ايام؛ فضلاً على تكوين لجنة لادارة المعسكر المؤقت من الأجهزة الأمنية والمنظمات. واعرب الوالي عن امله ان يسود السلام في إثيوبيا حتى يعودوا لبلادهم ليسهموا في تحقيق التنمية المستدامة.

تأهيل المعسكر:
من جانبه، أوضح ممثل المندوب السامي محمد رفيق نصري، جاهزية المفوضية لإعادة تأهيل المعسكر وبناء المساكن والمرافق الخدمية لإيواء اللاجئين الإثيوبيين، إلى جانب المشاركة في تقديم الاحتياجات العاجلة لهم.
واشاد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدور حكومة القضارف واستجابتها العاجلة لدعم وايواء اللاجئين.

ارتفاع عدد الفارين:

كشف معتمد اللاجئين د. عبد الله سليمان، عن ارتفاع اعداد الفارين من ويلات التوترات العسكرية في اثيوبيا واقليم التقراي، وأشار سليمان الى تزايد تدفق النازحين، وسط توقعات بوصولهم الى اكثر من 20 الفا حال تواصل التوترات العسكرية والنزاعات المسلحة بالأقاليم المجاورة للولاية، وجدد سليمان في تصريحات صحفية أمس الأول بالقضارف شرقي السودان، الدعوة للمنظمات العالمية لتقديم الدعم اللازم للاجئين.

توفير طائرات:
أعلن ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمكتب خشم القربة محمد رفيق نصري، التزام المفوضية بتوفير طائرات خاصة، بجانب المركبات لنقل اللاجئين الاثيوبيين من مناطق القرية ثمانية وحمداييت والشريط الحدودي مباشرة الى معسكر ام راكوبة الذي وافقت حكومة القضارف على فتحه.
واكد في تصريحات صحفية عقب اجتماعه مع والي القضارف استعداد المفوضية مع شركائها من المنظمات الأخرى لدعم اللاجئين الإثيوبيين من خلال توفير الاحتياجات العاجلة ممثلة في الماء والغذاء والدواء لانقاذ حياة اللاجئين. وكشف عن زيارة المفوضية والشركاء بمعسكر ام راكوبة بمحلية القلابات الشرقية (76) كيلو مترا جنوب شرقي الولاية للوقوف ميدانياً على المعسكر والشروع فورا في تشييد المساكن. وتوقع رفيق زيادة التدفقات من اللاجئين خلال الأيام القادمة.

انتشار الأمراض:
حذرت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف من مغبة انتشار الأمراض الناجمة من التلوث البيئي والصحي مثل الكوليرا والملاريا بالمعسكر المؤقت للاجئين الاثيوبيين بالمدينة (8) بمحلية الفشقة بولاية القضارف.
وقالت مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالقضارف دكتورة أميرة هاشم القدال في الاجتماع المشترك الذي عقد بالمعسكر بحضور والي ولاية القضارف إن تكدس واكتظاظ اللاجئين بالمعسكر بأعداد كبيرة للاجئين وانعدام دورات المياه والناموسيات قد يترتب عليه تفشي مثل هذه الأمراض، مؤكدة تحسب وزارة الصحة لذلك، علاوة على تفعيل الإجراءات والاشتراطات والاحترازية الصحية لمكافحة جائحة كورونا، مشيرة إلى توفير أدوية بصورة عاجلة من الوزارة لمقابلة الاحتياجات الصحية العاجلة، إلى جانب توفير إدارة التأمين الصحي بالقضارف أدوية بقيمة (250) الف للمعسكر، ووصفت الأوضاع الصحية بالمستقرة خلال هذا الفترة، وكشفت عن اول حالة ولادة بالمعسكر، مشيرة لتكوين فريق طبي لتقديم الخدمات العلاجية للاجئين بالمعسكر، مؤكدة وجود طبيبين ضمن اللاجئين سوف يعملان مع الفريق الطبي بالمعسكر.

خطر حقيقي:
من جانبه، دعا اللواء معاش عثمان السيد سفير السودان الأسبق في أديس أبابا، السودان بتبني دعوة لعقد قمة عاجلة لمجموعة دول الإيقاد لبحث مسألة تصاعد الصراع في اثيوبيا، ووصف عثمان في منتدى حواري نظمه “مركز الحوار للدراسات والتدريب”، وصف عملية تصاعد الصراع الجارية هناك بأنها تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي السوداني، ورأى أن يقف السودان موقفاً محايداً من أطراف الصراع الدائر هناك، وأن يراقب الموقف عن كثب. وحذر من تردي الموقف اذا استمرت الأحداث على هذا المنوال، مشيراً الى انه خلال الفترة القادمة في غضون اسبوعين تقريباً سوف تشهد حدود السودان مقابل اثيوبيا عمليات تدفق اللاجئين الاثيوبيين بصورة مثيلة لما شهدته حقبة الثمانينات من القرن الماضي. وأبدى خشيته من ان ترد في إطار عمليات اللجوء المتوقعة هذه عناصر مسلحة قدرها ب60 الف مسلح، الأمر الذي سيزيد من تعقيد المشهد الأمني في شرق البلاد الذي يشهد اضطرابات اصلاً. وطالب المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء ما يدور هناك خشية انفلات الأوضاع وتداعياتها بحيث تؤثر سلباً على أمن المنطقة برمتها ومن بينها أمن البحر الأحمر الذي تطل عليه الموانئ السودانية جمعاء.

تحذيرات:
من جهته، حذر الخبير الأمني الفريق حنفي عبد الله من خطورة انعكاسات الصراع في إقليم التقراي على الأمن القومي السوداني، واعتبره واحداً من تحديات الفترة الانتقالية. وقال في تصريح صحفي إن الصراع سيؤدي إلى زعزعة الأمن القومي السوداني عبر انتشار السلاح وتجارته وتجارة البشر والمخدرات وممارسة النهب والسرقات في المناطق الحدودية. واضاف ان النزاع سيؤدي الى تنشيط تهريب الذرة والوقود، ولفت الى تأثيرات الحرب على الصعيد الإنساني وتدفقات اللاجئين الذين يتوقع وصول اكثر من ٢٠٠ الف منهم بأسلحتهم مما يشكل ضغطاً على الخدمات، خاصة وان مناطق شرق السودان تعاني ضعف الخدمات في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية، فضلا عن التحديات الصحية نسبة لانتشار الأمراض المتوطنة بالشرق مثل الملاريا والكوليرا. ودعا الحكومة الى ضبط الخطاب الاعلامي في الدولة والتشديد على مراقبة عمليات التهريب للذرة والوقود.

Exit mobile version