الأخبار الرئيسيةتقارير

الأوضاع بإثيوبيا.. السودان فى مفترق طرق

السودان

الخرطوم- شذى الشيخ

حذر خبراء من خطورة انعكاسات الصراع في إقليم التقراي على الأمن القومي السوداني، واعتبره واحداً من تحديات الفترة الانتقالية وقالوا إن الصراع سيؤدي إلى زعزعة الأمن القومي السوداني عبر انتشار السلاح وتجارته وتجارة البشر والمخدرات وممارسة النهب والسرقات في المناطق الحدودية.

إيواء:
من جانبها، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باربر بالوخ لفرانس برس، أبلغنا بأن المئات عبروا الحدود إلى السودان طلباً للجوء بمحاذاة ولاية القضارف والسلطات المحلية تقوم بعملية حصرهم وسيتم إيواؤهم فى منطقة بعيدة عن الحدود بها مركز لاستقبال طالبي اللجوء في معسكر الشجراب بولاية كسلا.
المفوضية الآن تنقل مواد إيواء ومساعدات منقذة للحياة وستشارك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في خطة قيد الإعداد.
تدفقات:
فيما عبرت الحدود السودانية الاثنين الماضي، تدفقات المتأثرين بالصراع الدائر داخل إثيوبيا، وعبرت طلائع الفارين إلى منطقة اللقدي الحدودية شمال شرق القضارف بمحلية الفشقة، وهس تضم أربع أسر، بجانب ثلاثين من أفراد الجيش الفيدرالي الإثيوبي من قبل الأمهرا مدججين بأسلحتهم، وتسللت أعداد كبيرة من الفارين إلى القرى الزراعية بمنطقة الفشقة الكبرى بالقرب من منطقتي القضيمة والعلا الحدودتين.
وقررت حكومتا كسلا والقضارف المحاذيتان لإثيوبيا إغلاق الحدود في أعقاب تفجر القتال، كما بعثت الحكومة بتعزيزات عسكرية كبيرة في محاولة منها لتأمين الحدود ومنع تسرب المقاتلين والفارين من المعارك إلى الأراضي السودانية.

تأكيد الدعم:
وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، دعم ووقوف حكومة وشعب السودان مع حكومة وشعب إثيوبيا الشقيقة لمجابهة الظروف الحالية التي تمر بها بلادهم. جاء ذلك لدى لقائه بمبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي ومستشار الأمن القومي قدو أندار كاجو.
وأكد مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي أهمية تعزيز وترقية العلاقات السودانية الإثيوبية ودفع التعاون المشترك إلى آفاق أرحب.
كما نقل المبعوث الإثيوبي للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان شكر وتقدير حكومة وشعب إثيوبيا لزيارة رئيس مجلس السيادة لإثيوبيا مؤخراً.
إلى ذلك، قدم مبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي خلال اللقاء شرحاً للأوضاع الداخلية في إقليم التقراي، مؤكداً قدرة الحكومة الإثيوبية على معالجة الأوضاع في أقرب وقت.

تطوُّرات الأحداث:
وكان مجلس الأمن والدفاع قد عقد جلسته بالقصر الجمهوري برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، حيث تطرق الاجتماع إلى عدة موضوعات، من بينها تطورات الأحداث في إثيوبيا.
وأوضح اللواء (م) يس إبراهيم يس وزير الدفاع في تصريح صحفي أن السودان ينظر بقلق لما يجري في الجارة إثيوبيا، ويدعو كافة الأطراف للتعامل بحكمة والاحتكام للحل السلمي وضبط النفس، كما يعبر السودان عن قلقه البالغ مما قد يترتب جراء الاقتتال في إثيوبيا. وقال وزير الدفاع، إن السودان سيواصل مجهوداته لدعوة الأطراف للتوافق عبر التفاوض.
كما حث المجتمع الدولي والإقليمي على القيام بواجباته تجاه استقرار الإقليم وتعزيز فرص السلام في دولة إثيوبيا الشقيقة.

رفض مبادرة :
وكان قد رفض رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وساطة تقدّم بها رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لحل أزمة إقليم التقراي الإثيوبي المجاور للسودان.
وأجرى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الأحد الماضي، أربع مكالمات مع نظيره الإثيوبي، إلا أن الأخير رفض وساطته، واعتبر النزاع في إقليم التقراي، (شأناً داخلياً يجب عدم تدويله).
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، أن آبي أحمد أقال كلاً من وزير الخارجية، ورئيس المخابرات، وقائد الجيش ومفوض الشرطة، ولم يذكر أحمد سبب هذه التغييرات، التي جاءت بعد أيام من إصداره أمرًا بعملية عسكرية في إقليم التقراي.

سيطرة:
وفى ذات السياق، أفادت إذاعة فأنا الإثيوبية التابعة للدولة بأن الجيش الإثيوبي سيطر على مطار مدينة حمرا الحدودية وسط صراع استمر قرابة اسبوع فى إقليم التقراى المضطرب شمالى إثيوبيا.
ووفق فانا، استولت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية بالكامل على مطار حمرا مع استمرار العملية العسكرية الحكومية ضد جماعة متمردي الجبهة الشعبية لتحرير التقراي، فى إشارة إلى الجماعة التي تقود الحكومة في التقراي.
وأفادت رويترز الثلاثاء الماضي، فرار العشرات من الإثيوبيين وبينهم جنود في الجيش من القتال المحتدم في التقراي إلى السودان. وأكدت مصادر إثيوبية لرويترز ان الصراع شمال البلاد في المنطقة المتاخمة لإريتريا والسودان تسبب في مقتل المئات على الرغم من سعي رئيس الوزراء آبي احمد إلى طمانة المواطنين بأن بلاده لن تنزلق إلى حرب أهلية.
فيما تخوف خبراء وباحثون من تداعيات الأوضاع في اثيوبيا وتأثيرها على السودان.
تحذيرات:
من جهته، حذر الخبير الأمني الفريق حنفي عبد الله من خطورة انعكاسات الصراع في إقليم التقراي على الأمن القومي السوداني، واعتبره واحداً من تحديات الفترة الانتقالية. وقال في تصريح صحفي إن الصراع سيؤدي إلى زعزعة الأمن القومي السوداني عبر انتشار السلاح وتجارته وتجارة البشر والمخدرات وممارسة النهب والسرقات في المناطق الحدودية. وأضاف أن النزاع سيؤدي الى تنشيط تهريب الذرة والوقود، ولفت الى تأثيرات الحرب على الصعيد الإنساني وتدفقات اللاجئين الذين يتوقع وصول اكثر من ٢٠٠ ألف منهم بأسلحتهم مما يشكل ضغطاً على الخدمات، خاصة وان مناطق شرق السودان تعاني ضعف الخدمات في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية، فضلاً عن التحديات الصحية نسبة لانتشار الأمراض المتوطنة بالشرق مثل الملاريا والكوليرا. ودعا الحكومة الى ضبط الخطاب الإعلامي في الدولة والتشديد على مراقبة عمليات تهريب الذرة والوقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *