الأخبار الرئيسيةتقارير

الشيوعي والحكومة.. معركة حمراء!!

السودان

الخرطوم: النورس نيوز
صعد الحزب الشيوعي لهجته تجاه الحكومة الانتقالية، حدّ الوعيد بإسقاطها عبر الانتفاضة الشعبية، وأعلن الحزب في أقل من 48 ساعة وعبر أكثر من لسان بأنّه سيعمل على إسقاط الحكومة الانتقالية…
أول التصريحات بالإسقاط أرسلها عضو اللجنة المركزية صديق فاروق التوم، الذي قال في تصريحات صحفية، إنّ خيار إسقاط الحكومة واردٌ.. فيما قال كمال كرار عبر مؤتمر صحفي عُقد بدار الحزب (الأربعاء)، إنّ الإسقاط هو خيارهم للتخلُّص من الحكومة الحالية!

هجومٌ كاسحٌ
وشَنّ الحزب الشيوعي، هجوماً كاسحاً على الحكومة الانتقالية عبر مؤتمر صحفي عقده بداره بالخرطوم2 (الأربعاء)، وقال السكرتير العام مهندس محمد مختار الخطيب، إن الحكومة الحالية لا تمثل الثورة، وإن المُكوِّن العسكري يُسيطر على ملفات استراتيجية مثل السلام والاقتصاد والعلاقات الخارجية، ونبّه الى أن الحكومة الحالية تمثل تحالف قوى الهبوط الناعم وتمضي في طريق النظام السابق!!
تأتي تصريحات الخطيب ولهجته الحادة بعد مرور 72 ساعة على انسحاب الشيوعي من تحالف الحرية والتغيير (التحالف الحاكم)، والقول بأنّ التحالف بات لا يُلبِّي أشواق الثورة .
استمرار التصعيد
الشيوعي يبدو أنه عقد العزم على خوض معركة شرسة ضد الحكومة الانتقالية خلال الأيام المقبلة، ويتّضح ذلك من تصريحاته قياداته في مرحلة ما بعد الانسحاب من تحالف (قحت).. حيث قالت الناطقة الرسمية باسم الحزب آمال الزين، إن كوادر الحزب شرعت في الانسحاب من الحكومة رغم أنها دخلت الحكومة عبر لافتات مهنية وليس عبر لافتة الحزب الشيوعي، وإن الانسحاب التلقائي من الحكومة يؤكد أن قرار الحزب القاضي بالخروج من التحالف الحاكم صحيحٌ ويُعبِّر عن أشواق القواعد، وقالت آمال الزين، إن الشيوعي مُتمسكٌ بقرار الانسحاب من (قحت) على كافة المستويات المركزية والولائية .
الحاضنة في محنة!!
الحاضنة السياسية للحكومة (تحالف قحت)، يعيش حالة من الارتباك عقب انسحاب الشيوعي من صفوفه، وتبعه البعث السوداني، ولاذت قيادات تحالف (قحت) بالصمت عقب انسحاب الشيوعي، باستثناء رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير، الذي أبدى أسفه على مُغادرة الشيوعي لتحالف (قحت)، متمنياً أن يعود الشيوعي للتحالف من أجل تقويته، وقال إن أكثر ما أضر بالثورة هو الخلافات داخل مكونات الثورة السياسية، بالمقابل انتقد الشيوعي تحالف (قحت) بشدة عبر بيان صحفي، لدرجة وصلت حدّ الاتهام بالتآمر على الثورة والسعي لضربها عبر التعاون مع جهات مُعادية للثورة .
الشيوعي و”مرافيده”
ثمة من يرى أن لهجة الشيوعي الحادّة تجاه الحكومة المدنية مستهدفٌ بها في المقام الأول “مرافيد” الشيوعي الموجودين في صفوف الحكومة، سيما في مجلس الوزراء.
وبحسب مراقبين، فإن الشيوعي يخوض معركة في مواجهة أصدقاء الأمس أعداء اليوم “مرافيد الحزب”، الذين يسيطرون على كابينة الحكم حالياً، وأن الشيوعي يسعى للتخلص من الاتهامات التي تُلاحقه بأن يقود الحكومة الانتقالية، ويريد التأكيد على أن الموجودين بالحكومة لا ينتمون للشيوعي.
وطبقاً لمراقبين، فإنّ معركة الشيوعي مع “مرافيده” ستكون عنيفة في الأيام المُقبلة، سيما وأن الشيوعي أعلن صراحةً أنه مع إسقاط الحكومة الانتقالية .
الشيوعي والمُكوِّن العسكري
ظل الحزب الشيوعي منذ مراحل التفاوض الأولى بين الحرية والتغيير والمُكوِّن العسكري، مُتمسِّكاً بسلطة مدنية كاملة وعودة العسكر لثكناتهم، حيث ظل الشيوعي يطلق التصريحات ويُدبِّج البيانات التي تنادي بعدم إتاحة مساحة كبيرة للمُكوِّن العسكري في السلطة، بيد أنه وجد نفسه تحت عاصفة الوساطة والأجاويد، ليرتضي بالوثيقة الدستورية التي كفلت مشاركة المُكوِّن العسكري في الحكومة الانتقالية، بيد أنه لم يتنازل عن شعار المُناهض للعسكريين، وظل الشيوعي ينتقد المُكوِّن العسكري بشدة، سيما قوات الدعم السريع التي يصفها قادته بالمليشيا، ويرى أن الجيش مُهيمنٌ على الملفات المهمة، وأن الحاكم الفعلي هم العسكريون وليست (قحت).. مواقف الشيوعي ضد العسكريين لعبت دوراً كبيراً في بلورة موقفه النهائي بالخروج من تحالف (قحت)..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *