أزمة الدواء في السودان .. صعوبة العثور على علاج

الخرطوم : شذى الشيخ
لا يعاني المرضى في السودان، من علاتهم فحسب، وإنما يعانون كذلك من النظام الصحي المتردي في بلادهم، ومن ارتفاع أسعار التداوي، وفوق ذلك من أزمة دواء تتزايد وتيرتها يبدو أنها عصية على العلاج.
وخلت أرفف الصيدليات في العاصمة الخرطوم، وبقية الولايات من أدوية مهمة بعضها منقذ للحياة، فيما قفزت الأسعار بصورة باعثة للقلق، إذ كشفت رابطة الاطباء الاشتراكيين (راش) عن ارتفاع أسعار الأدوية بنسبة 100%  وأوضحت أن سعر شريط واحد من أقراص علاج السكر يكلف 70 جنيهاً عوضاً عن 30 جنيهاً في وقت سابق. هذا بالإضافة إلى زيادة سعر أدوية ارتفاع ضغط الدم من 60 ج إلى 90 جنيهاً للشريط الواحد، بينما ارتفع سعر دواء الضغط زنة 16 جم، من 80 إلى 135 جنيهاً للشريط الواحد.
وانتقد عضو اللجنة المركزية لصيادلة السودان الطريقة التى يعمل بها مجلس الوزراء لحل مشكلة الدواء، قائلاً إن الدواء ليس من أولويات حكومة الثورة.
إيقاف العلاج التجارى
طالب مدير إدارة الصيدلة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د/ مجدي طه، بإيقاف العلاج التجاري للأطفال دون سن الخامسة بالصيدليات.
وشدد طه لدى مخاطبته ورشة “مناصرة وسائل الإعلام للعلاج المجاني للأطفال دون الخامسة” التي نظمها مركز ريادة الطوعي ومنظمة رعاية الطفولة ، بضرورة وجود عيادات وصيدليات متخصصة للأطفال في المراكز الصحية وفقاً لنظام صحي واضح يختص بذلك.
واشار الى توقف العلاج المجاني للأطفال دون سن الخامسة منذ العام 2012، جراء انتهاء صلاحيته وغياب آليات الرقابة والتوزيع، وزاد “العلاج المجاني يتم تهميشه ولايجد اهتمام كبير من جهات الاختصاص”.
واقر طه، بشراء أدوية الأطفال بطريقة مجانية وتهريبها إلى دول الجوار، خاصة مصر.من جانبها قالت مدير مركز ريادة الطوعي د. انشراح محمد خليل إن هدف الورشة مناصرة قضايا الأطفال وبصورة خاصة توفير العلاج المجاني للأطفال دون الخامسة لأن القوانين والاتفاقيات الدولية والإقليمية التي صادق عليها السودان أعطت الطفل الحق في الرعاية الصحية المجانية.
ندرة الدربات
كشفت رابطة الاطباء الاشتراكيين (راش) عن ارتفاع أسعار الأدوية بنسبة 100% وقالت (راش) في تعميم صحفي، بارتفاع دواء الملاريا في الوقت الذي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بالمرض من 200 إلى 360 جنيهاً لـ(الكوارتم) في بعض الصيدليات و450جنهياً في صيدليات أخرى بينما زادت جرعة الأطفال من 180 إلى 280 جنيهاً.
وأكدت حدوث ندرة كاملة للدربات بأنواعها، وأدوية الأزمة وتحديداً (سالبيوتامول) وغيرها من الأدوية.وقطعت الرابطة بأن أزمة الدواء وغلائه الفاحش تعبر عن التجلي الواضح لسياسات التحرير الاقتصادي، و أرجعت ذلك إلى أن وزارة المالية لم تفِ بالتزاماتها بتوفير دولار الدواء.
ونوهت إلى أنه تم الاتفاق بأن تحصل الإمدادات الطبية على دولار الدواء بواقع 18 جنيهاً للدولار على أن تقوم وزارة المالية بدفع فارق السعر.واستدركت: الا أن وزارة المالية تنصلت عن دفع فارق السعر مما دفع الإمدادات لتوفير الدولار بالسعر الرسمي، أي بسعر 55 جنيهاً للدولار بزيادة مقدارها 305% في سعر الأدوية التي توفرها الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى عدم قيام وزارة المالية بتسديد المتأخرات السابقة على الإمدادات الطبية البالغة 107 مليون يورو.
مسؤولية الحكومة
وحملت رابطة الأطباء، الحكومة الانتقالية مسؤولية تدمير القطاع الإنتاجي، وتأثر الأدوية المصنعة محلياً بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية للسلطة التي تدمر قطاعات الإنتاج بما فيها التصنيع الدوائي.
مشكلة لم تحل
أكد عضو لجنة صيادلة السودان المركزية د/ أنس صديق أن مشكلة الدواء لم تحل حتى الآن، وانتقد تلكؤ وزارة المالية في سداد المبالغ من المحفظة، وأشار أنس في حديثه لبرنامج (كالآتي) إلى قرار بنك السودان المركزي الخاص بإلغاء قرار تخصيص 10٪ من حصائل الصادر لاستيراد الدواء في يناير الماضي.وأوضح أنس أن اللجنة المركزية رفعت مذكرة لمجلس الوزراء تبين الاحتياجات لحل مشكلة الدواء تتمثل في توفير 55 مليون دولار شهرياً لايفاء القطاعين العام والخاص باحتياجاتهم مقسمة على 25 مليون دولار للاستيراد و20 مليون دولار للامدادات الطبية و10 مليون دولار لاستيراد المواد الخام لمصانع الأدوية.ونوه الى قرار وزارة الصحة والمالية والمحفظة ومستوردي الأدوية بأن يتم دفع 30 مليون دولار لشركات الأدوية بالسعر التأشيري على ان تدفع وزارة المالية الفرق كواحدة من استحقاقات المواطن.وانتقد عضو اللجنة المركزية لصيادلة السودان ، الطريقة التي يعمل بها مجلس الوزراء لحل مشكلة الدواء قائلاً “الدواء ليس من أولويات حكومة الثورة
Exit mobile version