الأخبار الرئيسيةتقارير

كهرباء شمبات.. حنين لخدمة في طريق الانقراض!!

السودان

الخرطوم: مصطفى أحمد عبد الله
مع التصاعُد المتواصل في ارتفاع درجات حرارة الطقس وتجاوزها أحياناً سقف الأربعين درجة مئوية في بعض مُدن السودان، استعادت أزمة الكهرباء حُضُورها المُزعج والمُعتاد في التداول العام، سواء على مُستوى الحكومة أم مُستوى المُواطنين، وحيال تحدي الكهرباء الذي ورثته الحكومة الحالية من الوزارات والعهود التي سبقتها، يسعى وزير الطاقة إلى تدارك ما يمكن تداركه عبر اتخاذ خطوات من شأنها التقليل من حدة الأزمة في ظل العجز عن حلها.
تعاني مدينة بحري وتحديداً منطقة البراحة شمبات من استمرار أزمة قطوعات الكهرباء بسبب الأعطال لا البرمجة، فعلى الرغم من تحسُّن الخدمة وتوقف القطوعات مع اقتراب فصل الشتاء الذي يقل فيه استهلاك الكهرباء فإنّ مشاكل أخرى بدأت بالظهور وأدت إلى انقطاعات متكررة أثناء الأسابيع الماضية.
وشكا المواطنون من نظام المحادثات الآلية الذي فشلت شركة توزيع الكهرباء في توظيفه فرقم التبليغ عن الأعطال (4848) لا يستجيب طوال اليوم، إما الرقم غير متوفر أو فشل في الاتصال أو اتصال وانتظار حتى نفاد الرصيد وعندما عجزوا عن إيصال شكواهم بعد عدد من المحاولات غير المجدية، قرروا التوجه الى مكتب كهرباء احمد قاسم الذي اعتذر بأن العطل ليس في دائرة اختصاصهم، فوجّه المحتجون بالذهاب لقسم كهرباء شمبات فوجدت الأبواب مغلقة وبكثرة الطَّرق تم فتح الباب، فوجدنا مكتب بلاغات الكهرباء خالياً من المهندسين والفنيين فقط كاتب بلاغات لا حول ولا قوة له لمواجهة البلاغات أو تيسيرها رغم وجود مكتب طوارئ يفترض أن يكون العمل فيه بالتناوب، حيث علل السبب لوجود عربة طواريء واحدة فقط والأخرى متعطلة ووجدنا 14 بلاغاً لنفس الحي وآخرون لم يسعفهم الحظ برفع بلاغاتهم وعندما أرادوا تدوينها في الجهاز رفض الكاتب ذلك بحجة أن التسجيل آلي فقط، فتساءل أحد المواطنين كيف لموظف دوله تم تعيينه لخدمة المواطن ويتقاضى راتبه وامتيازاته وسيارته وحتى معاشه من دافعي الضرائب والجبايات والرسوم المختلفة، يرفض التعامل مع الجمهور، فقرر جميع من بالمكتب من المواطنين الغاضبين مقابلة مدير إدارة شركة الكهرباء وتقديم شكواهم حتى نيابة المستهلك.
وتؤثر تلك الانقطاعات سلباً على حياة الناس وسير أعمالهم، فيقول الشاب تأمر شرنوبي – وهو طالب – إنهم كانوا ينتظرون دخول الشتاء بفارغ الصبر كي يتحسّن وضع الكهرباء ففوجئوا باستمرار الانقطاعات وكثرة الأعطال حتى الآن، مضيفاً: “نخشى أن يأتي الصيف القادم ويتكرر فيه السيناريو”.
وتقول ولاء هاشم – ربة منزل – للصحيفة، إن “الكهرباء هي الحياة وبدونها تتوقّف الحياة، حيث تتوقف وتتعطّل كل أدوات المنزل التي تعمل بالكهرباء، فالتلفاز مطفأ ولن تتابع نشرات الأخبار، والثلاجات انتفت وظيفتها وتعطّلت جراء التيار الكهربائي المتردد ولا مكان للمأكولات واللحوم فيها حتى لا تتعفّن، حتى الماء لم يعد يصعد إلى المنازل والشقق”.
من جانبه، يقول أحمد آدم – مواطن عائد من رحلة اغتراب – “لقد رجعنا مئات السنين للوراء، حيث عهود الظلام وعصور ما قبل الحضارة واكتشاف الكهرباء، وباتت الحياة كَئيبةً، فقد أصاب الظلام الناس بالإحباط والتّوتُّر والبؤس وحتى مكتب شمبات لا تتوفّر على موظف يستطيع إيجاد الحلول، كما أن الوقود للمولدات لا يتوفّر إلا في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة، ولقمة العيش باتت أصعب مِمّا تتخيّل”.
ويضيف للصحيفة: “بينما يصارع أبناء الشعب وحدهم الظلام وصفوف الغاز والخُبز، ويُقاسون الجوع والفقر والمرض، لا تنطفئ الأنوار عن منازل وقصور رموز الفساد من ناهبي ثروات البلد، كما يتزوّدون بالمشتقات النفطية دون غيرهم..
فهل عناصر الدولة العميفة أرادوا من خلال استمرار أعطال الكهرباء فرض عقاب جماعي على المواطن، والانتقام من ثورة التغيير ومؤيديها في الجيش والأحزاب والشباب، والانقلاب على الانتقالية، والعودة للسلطة تحت ستار المعاناة؟ ولماذا خرج الآلاف من أهالي شمبات إذن دعماً للثورة والتغيير أليس احتجاجاً على سوء الخدمات..؟
ومع حَر شمس هذه الأيام شهدت مربعات ١٨ و٣ و١٧ بمحلية بحري على مدار شهر كامل، انقطاعات للكهرباء متكررة لساعات طويلة، رغم الحَر الشديد، مما تسبّب في حالة استياء بين المواطنين لعدم تحمُّلهم درجات الحرارة المرتفعة نهاراً وانتشار البعوض ليلاً دون تكييف أو مروحة، بالإضافة إلى فساد الأطعمة وتلف بعض الأجهزة الكهربائية.
بدورهم تساءل المواطنون، عن عدم إدخال كابلات جديدة لأحياء شمبات بدلاً من وضعهم بالكابلات القديمة، التي لا تتحمّل الأحمال الإضافية، ومن ثم تؤدي إلى إحداث أعطال بهذه الكابلات، أو تدعيم خطوط ومحولات الكهرباء بمدينة بحري من خلال تركيب المحولات المطلوبة للتدعيم.
في ذات الصدد، وعدت مدير كهرباء شمبات، مهندس إيمان خلال لقائها بعدد من المواطنين، أنها تولي أمر البلاغات اهتمامها، واعدةً أصحاب الشكاوى بمراجعتها ووضع الحلول الناجعة وإمكانيات الشركة لراحة المُواطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *