الأخبار الرئيسيةتقارير

اعتصام جودة بالنيل الأبيض.. صيحة في وادي صمت الحكومة

السودان

جودة: الهادي قرن

 

يبدو أنّ اعتصام مدينة جودة الحدودية، “صيحة في وادي صمت الحكومة”، فالمنطقة بدت كالخرابة والكهف المظلم، من فرط التدهور المريع في الخدمات الضرورية، فالمدرسة وحدها تحكي المأساة والمركز الصحي “كرنك من القش” يرقد فيه المرضى، هذه الأسباب وغيرها دفعت شباب جودة للاعتصام الذي بلغ يومه السابع والحكومة (ذي أضان الحامل طرشا)، على الرغم من أنّ المعتصمين منعوا حاكم أعالي النيل العبور لحضور الاحتفال الذي أُقيم بالجبلين لوضع حجر الأساس لمنطقة الجبلين الحرة الثلاثاء الماضي، مما دعاه للعودة إلى بلاده غاضباً أسفاً.

فاعتصام جودة مكتمل الأركان كاعتصام نيرتتي الشهير بجبل مرة، من حيث التنظيم والترتيب، وقال جودة يونس الناطق الرسمي لترس الاعتصام، الذي خاطب الاعتصام، إن المعتصمين لهم مطالب مشروعة تتمثل في الخدمات الأساسية، الصحة والتعليم، إضافة الى ترسيم الحدود وإلغاء قرار تصديق السلع الغذائية، وأضاف: “احنا بناكل بالتصديق”، فضلاً عن إزالة جميع النقاط على طريق جودة – ربك وكهربة مشروع الجودة الزراعي وتشييد طريق كيلو اربعة وكوبري خور البعاشيم، بجانب تعويض العائدين وتوظيف الخريجين، لافتاً إلى أنّ كل الشركات في وحدة جودة الإدارية ليس بها أي موظف من أبناء المنطقة، وزاد: “إن لم تنفذ هذه المطالب لن ينفض سامر الاعتصام وتظل العلاقات بين الجنوب والشمال متوقفة”.

وقال حماد محمود رئيس ترس اعتصام جودة، إن الأسباب التي أدت إلى قيام الاعتصام، التهميش المتعمد من قبل كافة الأنظمة الشمولية وغيرها، مبيناً أنّ وحدة جودة تُعاني من تردٍ كبير في خدمات الصحة والتعليم، ودعا المعتصمين إلى الصمود وإغلاق ترس معبر جودة  إلى أن تتحقّق مطالبهم.

 

من جانبه، أكد سليمان جودة، أن هذا الاعتصام كبير وذو حشد ضخم، ويلقي بظلاله السالبة على اقتصاد السودان والولاية لأهمية المنطقة  الاقتصادية، وقال جودة إن الحكومة قبل أيام أعلنت فتح المعابر والآن معبر جودة الحدودي (مُترّس) من قبل المعتصمين، وناشد حكومة الولاية والمركز التحرك السريع لمعرفة ما يدور في بوابة السلام معبر جودة، ونوّه إلى ضرورة تكاتف كافة الجهات ذات الصلة لتحقيق مطالب المعتصمين المشروعة.

 

عموماً، الوضع في معبر جودة ينبئ بخطر قادم، إن لم تتحرك الحكومة، فالشاهد أن هناك آليات ثقليلة ضخمة، تقف هناك بعد أن منعت من العبور  وقيل إنها تقصد الجنوب وشاحنات وقود متوجهة أيضاً إلى محطة ضخ البترول في فلوج، وقال احد مهندسي البترول اذا لم تصل هذه الشاحنات ربما تتوقف محطة فلوج، الحال في الجودة لمن رآه لسان حاله يردد “اني ارى تحت الرماد وميض نار يوشك ان يكون له ضرام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *