الأخبار الرئيسيةتقارير

التطبيع مع إسرائيل.. هل يؤدي لمفاصلة داخل الحكومة الانتقالية؟

السودان

الخرطوم : النورس نيوز

 

لا يزال الغموض يكتنف شيء من مسار التطبيع مع إسرائيل سيما في ظل صمت الحكومة الانتقالية ممثلة في جهاز التنفيذي ورفض حاضنتها السياسية للخطوات التطبيعية مع تأكيدات قاطعة من المكون العسكري بالمضي في خيار التطبيع والتأكيد على ان الخطوات التي تمت يشاركهم فيها المكون المدني من أعلى قمته ممثلة في رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

صمت حمدوك

الشاهد ان رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك ظل يلوذ بالصمت في قضية التطبيع مع إسرائيل ولا يتحدث عنها مطلقاً ورغم التأكيدات الصادرة من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بأن حمدوك على علم بكل خطوات التطبيع الا ان الرجل ظل يضرب على نفسه سياجاً من الصمت حول التطبيع فشلت المحادثة الرباعية التي جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فك شفرة الصمت واكتفاء حمدوك بعيد تلك المكالمة بالبيان الصحفي الذي اخرج ودارت معظمه تفاصيلها حول قضية إزالة السودان من لائحة الارهاب مع إشارات غامضة لقضية التطبيع

صراحة البرهان

صمت حمدوك الطويل والمحير دفع الفريق اول البرهان للخروج من صمته عبر حوار تلفزيوني للتوضيح بعد النقاط عن التطبيع حيث ذكر ان حمدوك على علم بكل خطوات التطبيع وانه أخطر قيادات بالحاضنة السياسية بكل الخطوات التي تمت وان لا يتحرك دون العودة للوثيقة الدستورية وذكر البرهان انه تشاور مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي حول التطبيع ومع امين سر حزب البعث الاصل علي الريح السنهوري، صراحة البرهان جعلت البعض يستفسر عن سر صمت رئيس الوزراء حول قضية التطبيع مع إسرائيل، وكانت تقارير إعلامية قد إشارة في وقت سابقة لمشاركة حمدوك في لقاء سري عقد ببيت الضيافة بمشاركة البرهان وشخصه ووزير العدل مع وفد إسرائيلي أمريكي زار الخرطوم سراً.

جدل الحاضنة

الحاضنة السياسية او التحالف الحاكم ابدى ممانعة لعملية التطبيع حيث رفضت عدة احزاب تنضوي تحت لواء الحرية والتغيير الخطوات التي قامت بها الحكومة الانتقالية في مسار التطبيع حيث أعلن حزب الامة القومي وعلى لسان زعيمة الصادق المهدي جاهزيتهم لمعارضة الحكومة حال تطبيعها مع إسرائيل قد عرض الأمر على البرلمان المنتخب، وحذر حزب البعث العربي الأصل من مغبة التطبيع وانتقد الحزب في بيان صحافي الخطوات التي تمت في المسار، بينما اعلن البعث السوداني سحب تأيده للحكومة الانتقالية وتشكيل جبهة لمناهضة التطبيع، فيما ابدى الحزب الشيوعي سخطه على الخطوات التي تمت متهماً المحاور الخارجية بالسعي لتركيع السودان، رفض الحاضنة السياسية بنسبة تتجاوز 90٪ للتطبيع وصمت البرهان يعني ان مفاصلة بين الحكومة والعسكريين باتت وشيكة حال حدوث التطبيع

صراع السيادي

الصراع حول التطبيع امتد ليشمل المجلس السيادي وحدثت مواجهة اعلامية بين العسكريين والمدنيين بالمجلس، اعلن عضو المجلس الفريق ياسر العطا أنهم من قادوا خطوات التطبيع مع إسرائيل وبعلم الجهات المعنية، بالمقابل يرفض عضو المجلس المدني صديق تاور التطبيع ويرى في تصريحات صحافية ان قلة هي من اتخذت القرار بالتطبيع وانهم لم يشاورا في القرار، اذن فأن الخلافات داخل السيادي ربما تتطور في الأيام القادمة حال تسارع وتيرة التطبيع وربما يتحول بعض الحاكميين الي معارضيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *