الأخبار الرئيسيةتقارير

التطبيع مع إسرائيل.. جدل مستمر

السودان

الخرطوم: شذى الشيخ

لا يزال الجدل مستمر حول التطبيع مع إسرائيل لا سيما على مستوى الاحزاب ، حيث أعلنت أحزاب انسحابها باسباب تراها مبررة فيما أكد وزير العدل بان قرار التطبيع سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة فى المدى البعيد القريب والبعيد تم الاتفاق عليها وسوف يرون أثر ذلك فى الايام القليلة القادمة
والسؤال الذى يدور فهل يتحقق ذلك وفق رؤى وزير العدل
فيما رأى حزب البعث ان الوثيقة الدستورية لم تخول للحكومة الانتقالية اتخاذ قرارات مصيرية فيما يتعلق بإقامة علاقة مع إسرائيل

قال وزير العدل د. نصر الدين عبد الباري ان الحكومة الانتقالية تملك القدرة السياسية على إتخاذ القرارات الكبرى، لأنها ليست حكومة انتقالية تقليدية، وإنما حكومة تأسيسية.واكد ان الحكومة الانتقالية مفوضة بموجب الوثيقة الدستورية الحاكمة بإدارة السياسة الخارجية بتوازن وباستقلالية، ووفقاً لمصالح السودانيين، التي تتغير بتغير الزمان والظروف.
مشيرا الي ان الوثيقة الدستورية لا تضع قيوداً غير المصلحة والاستقلالية والتوازن في ممارسة الحكومة لسلطة وضع وإدارة السياسة الخارجية، ولا تمنع إقامة علاقات مع إسرائيل.
موضحا ان السياسة الخارجية لا ينبغي أن تحددها اتجاهات وقناعات ايدلوجية فردية أو حزبية، وإنما المصالح، والمصالح فقط.
واضاف:إن السؤال الصحيح الذي ينبغي إن يطرح فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل هو: هل هنالك مصلحة محققة من قرار التطبيع الذي تم اتخاذه بواسطة الحكومة أم لا؟
مشيرا الي ان انحياز الحكومة السودانية لمصالح السودانيين وانفتاحها على إسرائيل أو أي دولة أخرى لا يعني بالضرورة تسبيب ضرر أو أذى لأي دولة.
مؤكدا ان قرار التطبيع سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة في المدى القريب والبعيد تم الاتفاق عليها، وسوف يرون أثر ذلك في الأيام القليلة القادمة.
ونفي ما يروج له بعض الناس أن ثمناً باهظاً دفعه أو سيدفعه السودان أو أن شروطاً غير عادلة فرضته الإدارة الأمريكية على السودان.
وقال ان المفاوضات كانت بندية واحترام، وبمراعاة مصالح الأطراف المتفاوضة، لاسيما مطالب الطرف السوداني.
وقال عبد الباري:لايوجد شيء يسمى “ثوابت الأمة السودانية،” لأنه لم يحدث إجماع رسمي في تاريخ السودان على مبادئ تأسيسية محددة وملزمة. واضاف ان النخب السياسية المهيمنة تاريخياً في هذا البلد تفترض أن ما تؤمن به من مبادئ ينبغي أن يكون ملزماً لكل الشعب السوداني المتباين، وأن من يخالفها في ذلك خائنٌ.
وتابع:اتفاق التطبيع—ككل الاتفاقيات الثنائية أو الاتفاقيات ذات الأطراف المتعدد—يجب إجازته من الهيئة التشريعية أو مجلسي الوزراء والسيادة في اجتماع مشترك في حال عدم قيام الهيئة التشريعية عندما يتم التوقيع على اتفاق التطبيع النهائي.
واوضح ان الحكومة الأمريكية لموقف رئيس الوزراء والحكومة السودانية الثابت بضرورة الفصل بين إزالة السودان من قائمة الإرهاب ومناقشة خطوات التطبيع. لكن صدور قرار إزالة السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب وإعلان قرار التطبيع في يوم واحد سببه التأخر من الجانب السوداني في إكمال إجراءات فتح الحساب المشترك.

انسحاب:
أعلن رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، عن انسحابه من المشاركة في المؤتمر الدولي “التجديد بين الأصل والعصر”، مطالباً بسحب اسمه وورقته من أعمال المؤتمر.

وبرّر المهدي في بيان له اليوم السبت، انسحابه بأنه تعبيرٌ عن رفضه للبيان المشترك بين قادة دول أمريكا والسودان أمس، مع رئيس أمريكي منتهية ولايته في 3 نوفمبر القادم، موضحاً أنه يجسد العنصرية ضد الأمة الإسلامية، والعنصرية ضد الأمة السوداء، ورئيس دولة الفصل العنصري المتحدي للقرارات الدولية والمخالف للقانون الدولي بضم أراضٍ محتلة.

وفاقم مصادقة السودان على التطبيع مع إسرائيل الأوضاع في تحالف الحرية والتغيير، وأعلنت عدد من الأحزاب رفضها للخطوة واعتبرتها انقلاب على الحاضنة، ومن المنتظر أن يعقد الإئتلاف الحاكم اجتماع مهم غدا الأحد يحدد فيه موقفه من قرار التطبيع.

وقال المهدي إن إصدار البيان المشترك يناقض القانون الوطني السوداني، والالتزام القومي العربي، كما أنه يساهم في القضاء على مشروع السلام في الشرق الأوسط وفي التمهيد لإشعال حرب جديدة، مضيفاَ أنه يناقض المصلحة الوطنية العليا، والموقف الشعبي السوداني في أي اختبار حر للإرادة الوطنية، ويتجاوز صلاحيات الفترة الانتقالية.
وكان من المقرر أن يقدم المهدي، ورقة اجتهادية بعنوان التجديد بين الانكفاء والاستلاب
وقف فى وجه المؤامرة:
رفض حزب البعث السوداني ما اسماه تهافت بعض اطراف السلطة الانتقالية و خضوعهم للابتزاز الامريكي / الصهيوني و قفزهم فوق الوثيقة الدستورية التي لم تخولهم اتخاذ قرارات مصيرية فيما يتعلق باقامة علاقة مع اسرائيل.
وقال الحزب في بيان:امر مثل هذه العلاقة هو من صميم عمل برلمان منتخب من الشعب السوداني و الشعب وحده هو الذي يقرر خياراته
واعتبر الخطوات السرية السابقة و لقاء البرهان / نتنياهو تمثل استخفافا بالشعب السوداني و ثورته العظيمة التى رفعت شعارات الحرية و السلام و العدالة و هذه الشعارات تتجسد كابلغ ما يكون فى القضية الفلسطينية.
ودعا الحزب جماهير شعبنا العظيم الى الوقوف فى وجه هذه المؤامرة التى تدعمها اطراف دولية و اقليمية لاجهاض الثورة السودانية و افراغها من مضمونها و العودة بنا الى مستنقع المحاور و التبعية و الذي جاءت الثورة لاعادة السودان الي موقعه الطبيعي و الرائد فى قارته الافريقية و محيطه العربي
واعلن الحزب سحب دعمه للسلطة الانتقالية ، ودعا القوى السياسية و منظمات المجتمع المدنى الرافضة للتطبيع الى الاصطفاف فى جبهة عريضة لمقاومة ما اسماه تزييف ارادة الشعب السودانى و محاولات تركيعه و اذلاله

التعرض لضغوط:
من جانبه قال القيادى بالحزب الشيوعي كمال كرار ان توقيت التطبيع قبل الملابسات اى قبل الاعلان كانت توضح ان الحكومة الانتقالية تتعرض لضغوط فى هذا الجانب إقليمية وعالمية وأضاف أن التطبيع لم يكن فى الساحة ولا يعنى استحقاق من استحقاقات الوثيقة الدستورية وغير موجود فى إعلان قوى الحرية ولا حتى فى برنامج الحكومة الانتقالية ولكنه اقحم إقحام لاجندة خاصة داخلية وخارجية مرتبطة بالانتخابات الأمريكية وخطط امريكا كلها فى منطقة الشرق الأوسط بينما داخليا هنالك قوة فى الداخل لم تجد حلا للازمة الاقتصادية الا بالتبعية للشروط السياسية ومن ضمنها التطبيع مع إسرائيل وأوضح بقوله رأينا فى الحزب الشيوعي واضح ونرفض التطبيع ونرى أن الحكومة ليس لديها الحل والحديث نيابة عن الشعب فى هذا الخصوص تحديدا وأن موقف الشعب السودانى تجاه القضية الفلسطينية معروف رافضا الاحتلال الإسرائيلي للاراضى الفلسطينية وغير مقبول التطبيع مع إسرائيل تحت ظل هذا الوضع إضافة إلى أن الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة فى وقت ما وهو رمز التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني ومن ناحية أخرى فإن عائدات هذا التطبيع فى الوقت الراهن يعنى سياسيا واقتصاديا يخصم من رصيد السودان ويضعه فى ماذق تاريخي امام الشعب الفلسطينى ويضع الحكومة فى ماز ق امام
الشعب ان كان هذا الموضوع ملحا يجب أن يخضع لاستفتاء الشارع السودانى أو يقرر ذلك المجلس التشريعي وهو غير موجود حاليا ولكننا ينظر إلى هذا القرار كجزء من المنهج العام لحكومة ما بعد الثورة فى التعاطى فى السياسة الخارجية وهيمنه المكون العسكرى على بعض الملفات من ضمنها ملف التطبيع مع إسرائيل وأن هذا الموضوع سيكون له تداعياته وللحالمين الذين يعتقدون أن هذا التطبيع سيعود بفوائد على الاقتصاد فإنهم ينتظرون طويلا
امريكا تشترط:
وقال المحامى الفاضل احمد المهدى كما يعلم الجميع الحصار فرضته امريكا بارادة منفردة.
وكذلك رفعه قررته امريكا ووضعت له الشروط. ومن بينها التطبيع.
انتبه. التطبيع مع اسرائيل كشرط لرفع اسم السودان من القائمة السوداء يختلف عن التطبيع كتصرف اختياري بمبادرة سودانية.
التطبيع الحالي في طبيعته اقرب ما يكون لشروط عقود الإذعان. التي لا يكون فيها للطرف الضعيف ارادة حقيقية تتجاوز التوقيع بالرضي الشكلي.
لذلك اي اجراء ينتقد الحكومة دون ان يراعي الاوضاع التي اقتضت القبول بالحزمة. انتبه حزمة ترامب وليس مبادرة حمدوك. يكون موقف مغالي لا علاقه له بالوسطية ولا بالاعتدال او الموضوعية. بل ينافي حتي العدالة والوجدان السليم.
واذا كان لا بد من موقف علني احتجاجي فيجب ان يكون ضد من اشترط لا ضد من خضع مضطر غير باغ او عاد.
تستطيع اخذ الحصان الى ضفة النهر. لكنك لا تستطيع اجباره على شرب الماء.
رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب عمل فردي احادي قررته الادارة الامريكية.
اما التطبيع اشترطته امريكا اشتراط لمصلحة الغير ويتوقف على تجاوبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *