أذا عرف السبب _ إجادة الخداع _ اسامه عبد الماجد

الضائقة المعيشية تحكم قبضتها من رقبة المواطن لا جيبه .. على رأس كل ساعة ينفجر السوق وتشتعل نيران الأسعار .. بات الحال غير خافٍ على أحد .. حتى (نغمة) الدولة العميقة وتسببها في صناعة الأزمات لم تعد (رنانة) .. ودراما (إزالة التمكين) بقيادة البارعين وجدي صالح وصلاح مناع لم تعد تجذب المشاهدين.. وتوقف صراخ ولاء البوشي ونصر الدين مفرح وكذلك مدير المواصلات محمد ضياء الدين.

حسناً .. لا أود التحدث عن الشأن الاقتصادي .. لكن عن فصول مسرحية هزيلة .. ضعيفة السيناريو، مملة في السرد، بائسة الفصول ..اسمها (المعارضة المصنوعة) والتي أبطالها تجمع المهنيين والحزب الشيوعي .. يصف (المهنيين) الأداء الحكومي بالمضطرب .. ويقول إن الضائقة المعيشية ماعادت تحتمل.

هل هذا تجمع المهنيين أم الأسلاميين؟ .. أي فئة في المجتمع يريد المهنيين أن يمارس عليها الخداع .. ويدفعها إلى جادة (التضليل) ؟؟ .. فليسأل (المهنيين) أنفسهم ماذا فعلوا للحكومة ؟؟ .. وماهو الدعم الذي قدموه إليها ؟؟ .. وذات الأمر ينسحب على الحزب الشيوعي وهو يطالب الحكومة بصيانة وحماية الحق السلمي في التعبير.

يريدون السلطة دون الاكتواء بنيران المسؤوليات .. يسئيون إلى من هم على ظهور (التاتشرات) وهم يمتطون (اللاندكروزرات) .. تحالف حاكم يتلون كما الحرباء .. لا أحد منهم يريد سداد فواتير العمل العام .. عجباً لتحالف يجلس على (كراسي) السلطة .. ويزاحم المعارضة على (البنابر) .. ويضيق عليها في (المنابر) .. وأصحاب الحلاقيم الكبيرة منهم يهتفون دون خجل (حرية سلام عدالة).

عندما أعلن رئيس المؤتمر الوطني المعتقل إبراهيم غندور عن دعمه لحمدوك كرئيس وزراء لأهل السودان .. وأنهم سيكونون بمثابة (معارضة مساندة) .. جن جنون المهنيين والشيوعيين ، فحدث ماحدث .. لايريدون الإيمان بمقولة راسخة لغندور .. (إن السياسة سهر وقهر ووجع ضهر).

نعم السياسة فن الممكن .. وميدان للمناورة والمراوغة أشبة بحلف الطلاق لدى التجار والسماسرة .. لكنها تحتاج لمن يتحلى بقدر كبير من الأخلاق في أحايين كثيرة .. المهنيين غير ملام ولا الشيوعي على حالة الخداع التي يمارسوها .. والتنصل عن تحمل المسؤوليات .. وهم جزء أصيل من التحالف الحاكم.

المروءة السياسية – إن توفرت لديهم – أن يتحملوا المسؤولية ويتقاسموا الهموم مع الحكومة .. لكنهم (معذورين) طالما رئيس الوزراء يمارس هذه الطيبة .. ويرسم أمامهم ابتسامة باهتة خالية من أي لون وطعم .. ويطلق الأحاديث الوردية .. ويسوق الحديث المعسول .. لم يحسم يوماً هذه الفوضى السياسية.

لم يضعهم حمدوك يوماً في خانة المنافقين .. وهم يظهرون خلاف مايبطنون .. في العلن مع (المواطن) وفي السر يلاحقون (المناصب) .. لو وقف يوماً حمدوك وطلب من الجميع أن ياتوه بالباب لا بالشباك لكان الواقع مختلفاً .. في كل يوم يحدث المهنيون والشيوعيون ثقباً في مركب الحكومة .. وحمدوك يتفرج ، ويكتفى بإصلاح (رباط العنق) ويعجز لكبر مقاس القميص .. في وقت تكبر المشاكل وتتوالد كل يوم.. وبالمقابل تصغر قامة القوى السياسية من حوله وفي الأصل هي ضده.

لا أعتقد أن قوى الحرية والتغيير ستتخفى أكثر من ذلك خلف ذلك القناع .. بهذه الحالة الفوضوية وعدم الإحساس بالمعاناة .. وعدم تحمل المسؤولية .. حتماً سيسقط القناع.

Exit mobile version