الأخبار الرئيسيةحوارات

احمد بابكر نهار لـ(النورس نيوز) : التطبيع  مع اسرائيل يجلب منفعة ويدفع اضرار عن الشعب السوداني

السودان

حوار : صديق رمضان

 

قطع رئيس حزب الامة الفدرالي الدكتور احمد بابكر نهار  أن الأصل في التعامل  بين الأمم والشعوب هو التعاون والتعايش بين الدول والشعوب وليس العداء كما أن العلاقات بين الأمم والشعوب تقوم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة،وقال ان اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلة و اتفاق أوسلو نفسه اكدت أن غالبية الدول العربية والإسلامية لديها علاقات مع اسرائيل في السر والعلن،مؤكدا عدم وجود مصوغ ديني شرعي أو قانوني يمنع إقامة علاقات طبيعية مع دولة إسرائيل،معتبرا ان  التطبيع فيه جلب منفعة ودفع اضرار عن الشعب السوداني و يساعد في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما ينعكس إيجابا على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بالبلاد،وفي المساحة التالية نستعرض افاداته علي اسئلة النورس نيوز وصحيفة التيار:-

 

 

 

اين موقع حزب الامة الفدرالي من الثورة السودانية؟

نحن في حزب الامة الفيدرالي نعتقد بأن الثورة هي فعل تراكمي تم تتويجه بثورة ديسمبر المجيدة والتي شاركت فيها كل مكونات المجتمع السوداني ونحن من الاحزاب التي شاركت باكرا في الثورة السودانية عبر القوي الناهضة الشباب والطلاب والمرأة ومعظم قيادات الحزب شاركت بصورة فاعلة في الحراك الثوري وشخصي الضعيف ايضا قمت بعدة زيارات وحضرت اكثر من صلاة جمعة بمحيط القيادة العامة ووجدت ترحيبا من الثوار وظل منسوبينا متواجدين بشكل دائم  حتي لحظة فض الاعتصام وهنالك عدد من كوادرنا اصيبوا وبعضهم اختفي لاكثر من اسبوع الأمة الفيدرالي كان حاضرا بقوة في هذه الثورة والتي تميزت بسلميتها وشموليتها ووضوح أهدافها ووحدة شعاراتها والوعي الكبير الذي اتسم به هذا الجيل وبسالته وجسارته حيث واجه الآلة القمعية بصدور عارية الا من الإيمان بقضيتهم العادلة في إحداث التغيير.. وننتهز هذه السانحة أن نترحم على شهداء الثورة السودانية سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته والتحية لكل الذين ساهموا في الثورة العظيمة من أبناء وبنات الشعب السوداني نأمل أن تتوج هذه النضالات في خلق مشروع وطني قومي نحقق فيه قيم السلام والحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم.

 

برأيكم كيف ترون الأوضاع السياسية بعد عام ونيف من الثورة؟

 

 

الحكومة الانتقالية ورثت اوضاع سيئة للغاية وضع اقتصادي متهالك وهشاشة أمنية وتردي في الخدمات الأساسية هذا بالاضافة للعزلة الخارجية التي ظل يعانيها السودان بسبب السياسيات غير الرشيدة التي انتهجها النظام السابق ولكن حكومة الفترة الانتقالية لم تحسن التعاطي مع هذا الواقع المعقد مما زاد الطين بلة بسبب الخلافات الحادة التي ضربت الحاضنة السياسية  وغياب الرؤي والافكار والتخطيط السليم وضعف التنسيق بين مكونات الحكومة الانتقالية  كل هذه العوامل افضت الي هذه الاوضاع الكارثية التي تنذر بسناريوهات قاتمة حيث ظل المواطن السوداني يعاني شظف العيش وفي حصوله علي ابسط انواع الخدمات الأساسية مما أدي الي ارتفاع نسبة البطالة والفقر والتضخم الي نسب غير مسبوقة وبات الفتق يتسع  يوما تلو الآخر علي الراتق علاوة على ضعف وقلة تجارب السواد الأعظم ممن تسنموا دفة قيادة  الحكومة الانتقالية وغياب الحساسية السياسية لغالبيتهم لذا ندعوا لقيام مؤتمر جامع لإصلاح الفترة الانتقالية بمشاركة القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني والاهلي للعمل سوياً من أجل تحقيق الإصلاح وبناء منصة الانطلاق نحو المستقبل بتأسيس دولة قوية وحديثة.

 

 

كيف تنظر لاتفاقية سلام جوبا خاصة وان هنالك تحفظات من بعض القوي السياسية عليها؟؟

 

 

اسمح لنا  في البداية ان نعرب عن شكرنا وتقديرنا للأشقاء في دولة جنوب السودان بقيادة الرئيس سفاكير ميارديت علي الوساطة التي أكدت وعززت معاني الاخاء لشعب واحد في بلدين وايضا نثمن عاليا دور دولة الإمارات العربية المتحدة لرعايتها لهذه المفاوضات الي ان توجت  باتفاق سلام جوبا ونشيد بدور طرفي التفاوض وفد الحكومة السودانية برئاسة سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة والفريق الكباشي والاستاذ محمد حسن التعايشي ورفاقهم الأجلاء ووفد الجبهة الثورية الرفيق مالك عقار والاستاذ ياسر عرمان والسيد مني اركو مناوي والدكتور جبريل ابراهيم والسيد الهادي ادريس والطاهر حجر وكل قيادات الجبهة الثورية بمختلف المسارات لصبرهم علي الحوار في ظروف بالغة التعقيد وتغليبهم لمصلحة الوطن وانحيازهم لخيار السلام الذي سيضع حدا لمعاناة اهلنا في معسكرات النازحين واللاجئين  وتحقيق العدالة للضحايا بالاضافة الى تحقيق المصالحات ورتق النسيج الإجتماعي مما يؤدي إلى طي صفحة الدم والدموع ونتفرغ لمعركة البناء والتعمير لذا نحن في حزب الأمة رحبنا بالاتفاق وندعوا إلى استكمال حلقات السلام بانضمام الحركة الشعبية شمال برئاسة القائد عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور لنسكت صوت البندقية إلى الأبد ونفتح صفحة جديدة مكتوبة وممهورة بالسلام والتعافي والرفاه لان السلام هو المدخل الاساسي للمشروع القومي والوطني المفضي الي دولة تكون فيها المواطنة هي أساس للحقوق والواجبات الدستورية ونحقق فيها شعارات الثورة المجيدة المتمثلة في السلام والحرية والعدالة والعيش الكريم لابناء شعبنا علي قدم المساواة.

 

 

*بصفتكم رئيس لحزب لديه وجود كبيرفي الخارطة السياسية كيف تنظر  لقضية التطبيع مع اسرائيل؟

 

 

في تقديري هذه القضية من القضايا المثيرة للجدل ونحن نرى أن الأصل في التعامل ما بين الأمم والشعوب هو التعاون والتعايش بين الدول والشعوب وليس العداء كما أن العلاقات بين الأمم والشعوب تقوم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ومنذ اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلة وحتي اتفاق أوسلو نفسه يعد تطبيع كما أن غالبية الدول العربية والإسلامية لديها علاقات مع اسرائيل في السر والعلن و في تقديري لا يوجد مصوغ ديني شرعي أو قانوني يمنع إقامة علاقات طبيعية مع دولة إسرائيل لطالما أن ميثاق الأمم المتحدة يجمعنا في الفضاء الإنساني و خاصة إذا كان التطبيع فيه جلب منفعة ودفع اضرار عن الشعب السوداني و يساعد في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما ينعكس إيجابا على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بالبلاد ولاسيما وان الشعب  يعاني من ظروف معيشية صعبة وبالتالي من غير المعقول ان نكون ملكيين اكثر من الملك ونظل محبوسين لافكار ايدلوجيا تعبر عن فئة محدودة غير آبهين بصوت الشارع والذي اراه مؤيد لإقامة علاقات علاقات طبيعية مع كل دول العالم بما فيها اسرائيل ونرى ان التطبيع لا يعني التنازل عن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم أو على التوسع في أراضيهم أو أي حقوق أخرى أقرتها المعاهدات والمواثيق الدولية وهنالك لاجئين وجالية سودانية كبيرة جدا خاصة من أبناء مناطق النزاعات بدولة إسرائيل بل هنالك حي يسمي بتل ابيب في احدي مدن البلاد ما يدلل ان الشعب اصلا قد قطع شوطا بعيدا في التطبيع ..

كيف تنظر لتحركات رئيس مجلس السيادة في هذا الصدد؟

 

بناءا علي ما تقدم نحي السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان على هذه الخطوة و التي ستكون لها اثرها الكبير في مستقبل علاقات السودان بالمجتمع الدولي وفك للعزلة الدولية ليعود السودان رائداً في محيطه الاقليمي والدولي ويقوم بدوره في السلام والتعاون الدوليين.

 

*ماذا عن  مستقبل التداول السلمي للسلطة بالبلاد؟

 

 

نأمل ان نكسر هذه الحلقة الجنهمية حكومة مدنية ثم إنقلاب عسكري ثم ثورة شعبية وهكذا دواليك لذا نحن في حزب الأمة الفيدرالي نؤكد ان الديمقراطية هي افضل أنظمة الحكم واقلها أخطاء وفيها تتحقق العدالة والشفافية والمساءلة وكل مطلوبات الحكم الراشد ولكن نحن محتاجين لاصلاح سياسي شامل في المؤسسات المدينة والعسكرية اصلاح يؤسس لدستور متفق ومتراض عليه تبنثق عنه قانون لتنظيم عمل الاحزاب وفقا لمعايير موضوعية تقلل من عددها وتكون احزاب برامجية قومية ليبرالية بعيدا عن العقائدية والايدولوجيات والطوائف احزاب لا تتجاوز ال١٥ حزبا كحد اقصي لتلبي تطلعات واشواق وآمال الشعب السوداني وخاصة الاجيال الجديدة والاجيال القادمة. وسن قانون للانتخابات يحقق انتخابات حرة ونزيهة ويساعد علي استدامة الديمقراطية.

 

 

* السودان بلد يزخر بالموارد ولكن ظل شعبه يعاني، كيف يمكن ان ينهض؟

 

 

للاسف السودان مصاب بما يعرف بلعنة الموارد رغم وجودها الا ان هنالك سوء في إدارة و استغلالها او عدم استغلال او استغلال غير امثل هذا بالاضافة الى عدم الإستقرار السياسي من الاسباب التي ادت لهذا التدهور بالإضافة للتنوع الثقافي والاثني وحتي المناخي هذه يمكن تكون عناصر ثراء أذا وظفناها في خلق وحدة وطنية قومية اساسها هذا التنوع وكلنا رأينا الثورة السودانية في محيط القيادة كيف عبرت عن هذه القيم النبيلة التي أكدت ان ابناء شعبنا مدركين الي حد كبير ان الحلم ببناء وطن رائد ممكن جدا اذا صدقت النوايا.

 

 

لماذا لم تستقر الأوضاع في السودان منذ تخلق الدولة السودانية وحتي يوم الناس هذا؟؟

 

 

هنالك اسباب عديدة قادت أولها ضعف وهشاشة في البناء القومي والمجتمعي وبالتالي لم يحدث تجانس كامل بين المكونات الاجتماعية و تمظهرت ذلك جليا في دولة الخليفة عبدالله التعايشي ما صاحبتها من تعقيدات سياسية وما تلا ذلك ابان فترتي الحكم الثنائي من سياسات فرق تسد وسياسات المناطق المقفولة وغيرها ومولاة البعض للمستعمر بالرغم من بروز تيارات وحركات مناهضة للاستعمار كحركة اللواء الابيض ومؤتمر الخريجين وقيام احزاب وتيارات سياسية كانت تهدف في المقام الأول لمناهضة المحتل ولكنها فشلت في أن تكون حواضن تعالج المشاكل الاجتماعية بل صارت في بعضها مواعين لتكريس الصراعات الاجتماعية وهذه من المشاكل التي واجهت الحكومات المدنية ضعف الاحزاب السياسية وعدم قدرتها علي التعاطي مع ظروف السودان وبناء مشروع وطني مما خلق حالة عدم الاستقرار السياسي مما اغري العسكر بالتدخل في كثير من الاحيان هذهِ التعقيدات يجب ان يتم استصحابها في مستقبل السودان وذلك بايجاد صيغة للحكم تشاركي بين العسكر والمدنيين علي الاقل حتي تكمل الابنية والهياكل القومية لكل المؤسسات ونضمن نظام حكم مستقر يعالج مشاكل التنمية ويحقق الاستقرار ويضع السودان في الطريق المؤدي الي النهضة والتطور وفقا لخطط واستراتيجيات محكمة.

 

د. نهار علي ذكر الاحزاب هل تتوقع وحدة الأحزاب ولاسيما حزب الأمة ؟

 

 

في تقديري ان هذا العدد المهول من الاحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح ليس في صالح التداول السلمي للسلطة الامر الذي يستدعي العمل علي اصلاح الأحزاب السياسية بالقدر الذي يؤسس لتخلق ونشوء احزاب سياسية بمواصفات جديدة تقود لديمقراطية راسخة خاصة و اذا راجعتي المرتكزات الفكرية والخطابات السياسية لهذه القوي السياسية تجدي تشابه كبير جدا الامر الذي يسهل من عملية الوحدة،أما بخصوص حزب الأمة فإننا نرى ان وحدة الحزب هو صمام أمام لوحدة السودان ورؤيتنا في هذا الخصوص ان يتم إعادة تأسيس للحزب على أسس جديدة تعالج كل اخفاقات الماضي وان يتبنى الحزب الجديد المستجدات في الساحة و يخاطب اشواق وتطلعات الجيل الجديد.

 

* ما هي رسالتك لأهلك في شرق السودان؟

 

 

ختاما نحن في حزب الامة الفدرالي ندعو كل مكونات شرقنا الحبيب من منظمات مجتمع مدني واهلي وديني وأحزاب سياسية وإدارات أهلية ان نعلي من قيم التعايش السلمي ونبذ كل اشكال العنف ونقدم مصلحة الوطن العليا وان تتم إدارة الخلافات عن  طريق الحوار الذي لا يعزل احد المفضي الي تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.

LLLLLLLL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *