خلال 17شهرا..وفاة 206 واصابة 495 في أحداث دامية بشرق السودان

السودان

الخرطوم : صديق رمضان

ما إن بات نظام الانقاذ صفحة من ماضي السودانيين وقبل ان تكتمل فرحتهم بازاحته من سدة الحكم،سرعان ماشهد شرق البلاد حوادث اقتتال اهلي استمرت دون توقف طوال سبعه عشر شهرا وحصدت ارواح 206 مواطنا فيما تعرض 495 مواطن للاصابة ومايزال مايحدث بهذا الاقليم الاستراتيجي من إقتتال يمثل لغزا غريبا استعصي علي الجميع فك طلاسمه من واقع انسجام مكوناته الإجتماعية تاريخيا ونبذها للعنف.

عقب سقوط نظام الانقاذ بشهر واحد بدأ الأقتتال القبلي يطل بوجهه القبيح بشرق السودان حينما إندلعت مواجهات مفاجئة في الثاني عشر من شهر مايو عام 2019.

حيث قتل احد عشر وأصيب 22 مواطنا في اشتباكات قبلية في ولاية القضارف ،ورغم حرمة شهر رمضان الا ان الدماء سالت علي الطرقات،لتكون تلك الحادثة هي الشرارة لسلسة من حرائق الاقتتال القبلي بشرق السودان.

في شهر يوليو من ذات العام انتقلت المواجهات المسلحة الي مدينة خشم القربة بولاية كسلا واودت بحياة سته مواطنين وإصابة عشرة.

لينتقل مسرح المواجهات الدامية بين النوبة الي مدينة بورتسودان التي شهدت في العام 2019 صراعا عنيفا في عيد الفطر اودي بحياة 40 مواطنا مواطنا، وفي الصراع الثاني بين ذات المكونين الذي تزامن مع عيد الاضجي فان عدد القتلي بلغ 65 مواطنا من الطرفين فيما تعرض للاصابة في الحادثتين 215 مواطنا.

وفي العاشر من مايو هذا العام انتقل الصراع الي مدينة كسلا حيث تسبب في مقتل احدي عشر مواطنا واصابة 79 مواطنا.

وفي العاشر من اغسطس من هذا العام تجددت وللمرة الثالثة الاشتباكات في أحياء دارالنعيم وفيليب ببورتسودان ما ادي لوقوع قتلي وجرحي.

وقالت لجنة اطباء السودان المركزية فرعية البحر الاحمر في بيان ان الأحداث خلفت 31 قتيلا، واصابة 116 مواطنا.

ولم تخرج مدينة حلفا الجديدة عن سياق الاحداث فقدت شهدت أيضا هذا العام صراعا بين النوبة والبني عامر ثم الحلفاويين والزغاوة وبلع عدد القتلي سته فيما اصيب ثلاثة عشر مواطنا.

ليتخذ الصراع بعد ذلك شكلا مختلافا وتحديدا عقب تعيين الولاة في السابع والعشرين من شهر يوليو،حيث شهدت ولاية كسلا في خواتيم اغسطس مواجهات بين مؤيدي ومعارضي والي كسلا صالح عمار.

حيث وقعت بين الطرفين اشتباكات اودت بحياة ثماني مواطنين ،غير ان الاوضاع المتفجرة لم تتوقف عند هذا الحد حيث تم قتل ضابط شرطة بمدينة هيا بولاية البحر الأحمر.

وفي هذا الشهر وعقب قرار رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك الذي قضي باعفاء والي كسلا صالح عمار فقد اندلعت مواجهات مسلحة بمدينة سواكن توفي فيها سته مواطنين فيما تعرض 20 مواطنا لاصابات متفرقة.

لتنتقل الاحداث مجددا الي مدينة كسلا التي شهدت يوم الخميس اشتباكات بين انصار الوالي المقال والقوات النظامية وقع فيها 13 قتيلا و23 جريحا.

وكانت مدينة بورتسودان في النصف الاول من العام الماضي قد شهدت احداثا دامية بالتزامن مع وصول رئيس الجبهة الشعبية المتحدة الامين داؤود واودت بحياة سبعه مواطنين.

وبذلك فان الذين فقدوا ارواحهم خلال فترة السبعة عشر شهرا يبلغ عددهم 206 مواطنا فيما اصيب 495 ،وتعد هذه الارقام مفزعه وصادمة بكل المقاييس،وهو الامر الذي يستوجب انتباهة من اهل الشرق حتي تتوقف شلالات الدماء.

Exit mobile version