(النورس نيوز) ينقل التفاصيل المباشرة من داخل بورتسودان

السودان

بورتسودان :صديق رمضان

ما أن اصدر رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مساء الثلاثاء؛ قرار أعفاء والي كسلا صالح عمار ٫سرعان ما سرت موجه من المخاوف والحذر بمدينة بورتسودان ولاية البحر الأحمر؛ لتصدق التوقعات حينما استيقظت المدينة الساحلية على وقع إغلاق كبري البر الشرقي وعدد من الطرقات من قبل محتجين غاضبين؛ وقبل ان ينتصف النهار لم يجد الوالي المهندس عبدالله شنقراي غير إعلان حظر التجوال حتى صباح الغد الخميس تحسبا لاسوأ الظروف.

ومن خلال الجولة التي سجلها موقع (النورس نيوز) على سوق المدينة فقد أستجاب اصحاب المحال التجارية والشركات والمؤسسات الحكومية لقرار حظر التجوال رغم ان صدوره المفاجئ منتصف النهار قد احدث ربكة ،كما يشير مدير شركة خاصة٫ويكشف عن أنهم ورغم ذلك لم يكن امامهم غير إعادة الموظفين إلى منازلهم حرصا على سلامتهم ،ورغم التبرم الذي اكتسى وجهه من القرار إلا انه يتمنى ان تودع بورتسودان المخاوف وتعود كما كانت واضاف”اخشى ان ينعكس التوتر الأمني وتكرار الأحداث على إقتصاد المدينة مستقبلا ،لان رأس المال يبحث دائما عن الاستقرار”.

أحداث اليوم الإحتجاجية ببورتسودان ليست الأولى فقد شهدت حاضرة البحر الأحمر نماذج مشابهة خلال هذا العام ،حيث اندلع إقتتال قبلي أودى بحياة العشرات تسبب في إصابة المدينة بالشلل اكثر من مرة وهو ذات ماشهده العام المنصرم ،وأخيرا فان احتجاجات شعبية بداية هذا الشهر تسببت في أيقاف العمل بميناء بورتسودان وإغلاق العقبة٫لتأتي أحداث اليوم امتدادا لما ظلت تشهده بورتسودان.

وتكرار الأحداث الأمنية وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال جعل تعاطي بعض المواطنين اليوم مع ماتشهده المدينة من مستجدات يندرج في خانة ضعف التفاعل وعدم الإهتمام؛ فحتى الساعة الثالثة مساء فان الباعة الذين يفترشون الأرض لعرض منتجات زهيدة الثمن ظلوا في مواقعهم بوسط السوق الكبير.

يقول حامد وهو شاب ثلاثيني؛ إن إنسان بورتسودان في طريقه للتعايش مع التقلبات الأمنية, ويلفت إلى أنهم فضلوا البقاء في امكانهم رغم حظر التجوال ليس خرقا وتحديا له كما أكد بل من اجل توفير مايسدون به رمق ابناءهم ،واردف” يبدو اننا في طريقنا لنتعود على الظروف الاستثنائية رغم اننا نتمنى الاستقرار للولاية”

وقريبا من منطق البائع حامد فان اصحاب سيارات خاصة لم يجدوا غير خرق الحظر وقد تراصت عشرات العربات في صف طويل أمام محطة اجب للتزود بالوقود بوسط السوق,ويعزي عثمان رفضهم المغادرة رغم قرار حظر التجوال إلى أنهم ظلوا ينتظرون التزود بالبنزين منذ الساعات الأولى للصباح وانهم لايمكن ان يغادروا إلى منازلهم لفراغ خزانات الوقود بالسيارات كما أنهم حسبما اكد لايمكن ان يتركوها بمحطة الوقود.

القوات النظامية التي انتشرت في السوق منذ منتصف نهار اليوم أتخذت عدد من المواقع بالسوق الكبير نقاط لارتكازها ،غير انها تعاملت بهدوء مع حركة المواطنين من واقع ان قرار حظر التجوال جاء مفاجئا وفي ذات الوقت فان محطة المواصلات شمال نادي حي العرب تشهد إكتظاظ بالمواطنين الذين تقطعت بهم السيل لعدم وجود مركبات عامة تقلهم إلى منازلهم خاصة إلى البر الشرقي بسبب المتاريس التي وضعها محتجون غاضبون من قرار أعفاء والي ولاية كسلا.

أما في مدينة سواكن التي تبعد 70 كيلو متر جنوب بورتسودان فقد شهدت اشتباكات لم يتم الكشف رسميا عن اضرارها،غير ان مصادر تؤكد وجود قتلي ومصابون.

ودخل والي البحر الأحمر المهندس عبدالله شنقراي في إجتماعات متواصلة مع الاجهزة الأمنية وقيادات اهلية في محاولة منه لنزع فتيل الازمة في ولاية تشهد إنخفاضا في درجات الحرارة بعد صيف قاسا غير ان تداعيات إقالة والي كسلا صالح عمار رفعت من درجات حرارة المشهد السياسي والامني.

Exit mobile version