أذا عرف السبب _ بهدوء مع الناظر تِرك _ أسامه عبد الماجد

لا أحد ينكر المكانة الاجتماعية المرموقة والمستحقة، التي يحظى بها ناظر عموم الهدندوة سيد محمد تِرك .. ولا أحد يمكن أن يزايد على دوره المجتمعي والأهلي الكبيرين في الشرق وعموم البلاد .. من تواصل وتراحم، ونهيه المستمر عن مفاسد (الشحناء) ودعوته لرشاد (المصافاة) .. و(وحدة) الصف لا (تفريقه) .. وتعزيز روح (الجماعة) وطرد شيطان (الفرد).

وتِرك شرقاوي حبوب .. وجلابية وتوب وسيف وسكين .. وما من رجل أكثر غيرة على عشيرته مثله.. ومن هذا الباب توقعت أن يكون أول المباركين لاتفاق مسار الشرق ,, الذي حقق مكاسب للشرق لم ينلها منذ الاستقلال.. يمكن أن تغير معادلة المشهد السوداني في المستقبل القريب.

لكن عجبت للناظر وأنا أطالع حواراً له بالغراء (الانتباهة) ، نسخة أمس .. يبدي اعتراضاً على اتفاق الشرق الموقع بجوبا.. دون حجة ورأي مقنع أو يوضح مكامن الخلل أو الفشل وما إلى ذلك في الاتفاق المميز ..رغم أنه رجل لا تنقصة الكياسة .. وقال : (نحن اعتراضنا على التحدث باسمنا والتوقيع، وإمكن أنا عاوز في الاتفاق أكتر من كدة).

وتوقعت أن يحدد تِرك نواقص الاتفاق .. أو مطالب شرقاوية أغفلها أبناؤه المفاوضين خالد شاويش وأسامه سعيد وآخرين .. أو يطالب بزيادة مكاسب جاءت في الاتفاق .. نقول للناظر ومع عميق تقديرنا له، ولخبرته وحنكته.. أن ماناله الشرق في الاتفاق كان عظيماً وخرجوا بنصيب الأسد في جوبا.. وهو ما لم يات به تِرك وقيادات أخرى من المركز في الحقبة الإنقاذية.

الذي يدعو للاستغراب مطالبة ترك بإلغاء الاتفاق بحجة أنه لا يمثل أهل الشرق .. وفي هذه الجزئية نقول لو سعت الحكومة لإلغاء اتفاق الشرق .. لطالبنا تِرك وكل الشرق أن يقاتلوها، كونها تريد أن تعيدهم إلى سابق العهود .. حيث الحقوق (مهضومة) والتنمية (منقوصة) بل تكاد تكون (معدومة).. وإدارة الميناء (معطوبة).

وتساءل تِرك في الحوار الصحفي عن قوات وسلاح من تفاوضوا إنابه عنهم .. مستدلاً بامتلاك الحركات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق قواتاً .. ومايعلمه الناظر علم اليقين بمحاولته التقليل من أبنائهم المفاوضين ..أن الحقوق يمكن أن تسترد بألف طريقة غير السلاح .. فالعزيمة سلاح والإرادة سلاح والنظرة الثاقبة سلاح.

ثم ماذا حققت غالبية الحركات المسلحة خاصة المنحدرة من دارفور لأهلها طيلة سنوات الإنقاذ.. نسوا (الحيكورة) وسكنوا (المعمورة).. يكفي اتفاق الشرق أنه ألزم المركز ولأول مرة بتخصيص حصة معتبرة للإقليم من عائدات المشاريع القومية بالشرق .. وفي مقدمتها ميناء بورتسودان .. كما حفظ حقوق طلاب الشرق بشأن الرسوم الدراسية.

وخصص 14% من مجموع وظائف الخدمة المدنية القومية لأبناء وبنات الشرق.. وبهذه المناسبة، أعجبني جداً ورود عبارة (بنات) إلى جانب (أبناء) في كثير من تفاصيل الاتفاق .. تقديراً للمرأة في الشرق.. بل إن الاتفاق وفي المباديء الفقرة (3) نص على تأكيد تمثيل المرأة تمثيلاً عادلاً وتكون مشاركتها بنسبة لا تقل من 40 % في كل المستويات.

ويعلم الناظر تِرك أنه بقلة التعليم (الذي لم تغفله الاتفاقية) .. قد تفيض حصة الـ(14%) عن أهل الشرق.. ثم إن المؤتمر التشاوري ساحة ليدلي الجميع بدلوهم ويضمنوا ذلك في الاتفاق .. إننا نربأ بترك الذي نعرفه منذ سنوات، أن تحوم حوله شبهات تحريض من جهات .. بالمناسبة وصلتني منه دعوة مشتركة مع مبارك الفاضل لحضور مؤتمر صحفي ينظمانه ظهيرة اليوم.

الذي نتمناه من (تِرك) ألا (يترك) مجالاً لـ(الساسة) .. فما دخلوا أرضاً إلا (واشتغلوا فيها عواسة).

آخر لحظة الصادرة اليوم الثلاثاء 13 اكتوبر 2029

Exit mobile version