عبد الوهاب هلاوي لـ(النورس نيوز) :  بعض الأغنيات تمشي بالشارع على “حل شعرها” 

hgs,]hk

 

اسمه اقترن باسم الفنان زيدان ابراهيم الذي وضعه في  أولى عتبات النجومية، عندما تغنى له بأغنية  “لو تعرف اللهفة والريد والعذاب” التي بعث بها اليه من مدينة كسلا، التي ينتمي اليها حبًا وعشقًا وظل يفاخر بانتمائه لها على الدوام، انه الشاعر عبدالوهاب هلاوي صاحب السهم الوافر في تاريخ الأغنية السودانية التقيناه في عشره ونسه  تاليا تفاصيلها :

 

حوار : رندة بخاري

 

 

انا موجود .. لكن لا يوجد جديد بالرغم من كثرة الموضوعات الحياتية  لكن هناك حالة من الركوض

 

 

 

انا اولا أسال  كيف تمت اجازة تلك الدواوين لا ادري من هو الذي اجازها وقال انه شعر صالح وهنا لابد من طرح سؤال مهم كيف لشاعر مغمور لم يتغنى  له مطرب على سبيل المثال او قام بنشرها عبر الصحف وغيرها من وسائل النشر فالشاعر مثله مثل الصحفي يبدأ متدرب ثم محرر ثم صحفي كبير وكاتب عمود لكن والأمر ذاته ينطبق على الشاعر واذا تتبعنا السيرة الذاتية لكبار الشعراء الذين صاغوا وجدان الشعب السوداني بأغنياتهم وهم جزء مهم في تاريخ الاغنية السودانية وبعضهم يمتلك اكثر من مائتين اغنية وكثيرين منهم رحل عن الدنيا ولم يطبع ديوان شعر اين هو ديوان شعر الطاهر ابراهيم اين هو ديوان عوض احمد خليفة هولاء جميعهم لم يصدر لهم ديوان شعر

بعض من الشعراء الشباب ارى انهم (طالعين من زول واحد بمعني مارقين من داخل شاعر او شاعرين) حيث نجدهم يستخدمون المفردات ذاتها  فقاموسهم الشعري ضعيف جدا وهذا يعود إلى الاستسهال الذي تعاملون به من جهة وإلى اعتقادهم إلى ان الشعر صناعة من جهة اخري ومن حقنا ان نتوقف عند هذا الكم الهائل من الشعراء وبسبهم تحول السودان إلى ثلة غناء العالم كما  لاحظت ان أي (واحد يحب واحدة يعمل فيها شاعر ) لذلك تخرج اشعارهم فاقدة للدهشة والفكرة فما ان ينظر احدهم لعيون الفتاة التي يحبها يصبح شاعر وتشابه مفرداتهم وافكارهم يوحي إلى  بانهم (بحبوا بت واحدة )

 

اتفق معك تمام  فالغناء المقدم الان بعضه  بعيد تمام عن ما يدور بالسودان وهو عبارة عن غناء مستهلك  وقديما كان هناك برنامج ما يطلبه المستمعين الان اصبح ما تطلبه صالات الافراح فغاب الدور  الرسالي  للأغنية السودانية .

 

في حقيقة الامر هذا صحيح لكن تناسوا ان الاغنيات هي الاداة المعبرة عن الشعوب بل هي مكون من  مكونات الحياة والاغنية ممسك من ممسكات الوحدة وقديما كانت تدعو للعمل وحتي لمحارية العادات الضارة واتذكر جيدا ان الفنان حسن عطية حارب الشلوخ  بأغنية  السادة وللفنان دور كبير يلعبه تجاه مجتمعه لابد ان يحرص عليه.

 

الغياب تفرضه علينا بعض الظروف المحيطة بالعملية الابداعية وابرز تلك الاسباب هو غياب دور المؤسسات المعنية بالاهتمام بمجال الفنون بالبلاد وقصورهم هذا هو الذي ادي إلى ظهور مطربين لا قضية لهم وخلق جيل يستمع إلى الاغنيات بقدمية.

 

لا اعتقد ذلك  فلو كان هناك انتاج فني (نضيف )  ذات الوسائط التي تواجه انتقادات من كثيرين ان وجدت كانت قدمتها فالمشكلة ليست في الوسائط وانما في الانتاج الذي نجده لا يكتب له الخلود نسبة لضعفها.

 

كانت والان تجردت من كل مسؤلياتها  ففي فترات سابقة هناك اغنيات كتبت في محاربة العطش ومشكلات التعليم وغيرها كان ذلك عندما كانت هناك ضوابط اما اليوم فالأغنية اصبحت مثل الفتاة التي تمشي على حل شعرها ولا ابالغ ان قلت لكم انه اصبح لكل مواطن شاعر وفنان مع العلم ان المواطن ايضا شاعر واتعجب عندما اطالع بالأخبار ان  هناك ثلاثة الف مطرب فكيف لنا ان نستوعب هذا الرقم الكبير للمطربين.

 

المبدع السوداني اصبح يشتري الحب بالعذاب فاصبحنا نكتب اغنيات للأعلانات التجارية من اجل الحصول علي ثمن لقمة العيش وتحول الممثل السوداني إلى ممثل للعلامات التجارية والسلع الاستهلاكية كل ذلك من اجل (الاكل والشراب ) ومن يأتي  بالرعاية للقنوات الفضائية حتي لو كان فنه متدني حد الانحدار تفتح له الابواب لأنه جاء برعاية مالية فاسهموا بصورة مباشرة في انتشار الغناء الرخيص وللأسف هناك اجيال تربت عليه ومن ثم (باظت اخلاقها ).

 

مع كل ما قلت انا مؤمن تماما انه لكل جيل متطلباته لكن يبقي الاهم دائما هو ان يضع كل مطرب امر هام نصب عينيه وهو الرسالة التي  يرغب في توصيلها عبر فنه  فنحن في حوجه  لان نقوي الانتماء بالوطن لمعالجة كل خلل يطاله من وقت لأخر

Exit mobile version