رياضةتقارير

صقور الجديان .. الإعداد “المطلوب” في التوقيت “المقلوب”

تقرير / النورس نيوز

لم تكن خسارة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بثلاثية نظيفة في تجربته التحضيرية التي خاضها مساء أمس أمام المنتخب التونسي بأرض الأخير “خبرا” يحمل الغرابة بقدر ما كان الخبر هو أداء المنتخب لمباراة ودية في أيام “الفيفا داي” شأنه شأن بقية منتخبات العالم وهو حدث غاب لعقود طويلة، مع العلم أن صقور الجديان ستؤدي مباراة ثانية بعد غد الإثنين أمام المنتخب التوغولي ضمن الأيام التي يخصصها “الفيفا” للأجندة الدولية المخصصة للمنتخبات سواء كانت تنافسية أو ودية.

وظل الشارع الرياضي السوداني يتساءل على مدى سنوات من ضعف إعداد المنتخب الوطني ومن كونه “منتخب مناسبات” لا يتم تجميعه إلا قبل أيام معدودة من المباريات التنافسية في وقت ظلت الأجهزة الفنية تشكو مر الشكوى من انعدام الإعداد ومن غياب المنتخب عن أداء التجارب في أيام “الفيفا داي”.

لذا، فإن عودة المنتخب للركب والتحاقه بعد طول غياب ببقية منتخبات العالم في أداء التجارب واستثمار أيام الأجندة الدولية وجد اهتماما أكبر من الهزيمة الثلاثية التي تعد طبيعية بالنظر للفوارق الكبيرة المعلومة سلفا بين الكرة التونسية ونظيرتها السودانية إلى جانب ظروف السفر والارهاق الذي يعانيه نجوم منتخبنا.

الجزئية الأخيرة المتعلقة بالحالة البدنية لعناصر المنتخب تطرح تساؤلا مهما مفاده (هل جاء الإعداد المطلوب في الزمن المقلوب؟) وهل جاءت العودة “الصاح” للأجندة الدولية في التوقيت “الخطأ”؟ .. إذ خاض نجوم المنتخب مباريات مع أنديتهم عصر ومساء الثلاثاء ثم تواجدوا ليل الأربعاء في مطار الخرطوم ليبدأوا رحلة امتدت لقرابة ٢٠ ساعة من الخرطوم إلى انتظار طويل بمطار اسطنبول ومنها إلى تونس ثم إلى مقر الإقامة الذي وصلوه ليل الخميس ليواجهوا تونس أمس الجمعة بلا تدريب ولا راحة من إرهاق اللعب المحلي والسفر وهو ما ظهر على المنتخب سيما في شوط اللعب الأول الذي بدا فيه عناصر صقور الجديان في حالة عجز عن تحريك الأقدام واكتفوا فيه بالفرجة مع إرهاق ذهني ملحوظ ومتوقع بالنظر للظروف المشار إليها.

تلك الظروف يمكن التوقف عندها أكثر بمعادلة حسابية بالأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل، إذ أن المنتخب يتأهب لخوض تجربته الرابعة في فترة وجيزة بمواجهة توغو الإثنين، مع العلم أن النشاط استأنف بتاريخ ١٦ سبتمبر على أن ينتهي الموسم يوم ٢٠ أكتوبر .. ومع الوضع في الإعتبار أن طرفي القمة السودانية اللذان يشكلان نصيب الأسد في قائمة المنتخب، يخوضان عشرة مباريات في الممتاز، فذلك يعني ببساطة أن تلك الأسماء فرض عليها خوض “١٤” مباراة في ظروف “٣٤ يوماً” بمعدل يقل عن مباراة كل يومين ونصف مع العلم أن ذاك المعدل يشمل رحلة ذهاب وعودة إلى انجمينا ورحلة مرهقة للحد البعيد إلى تونس .. ومع الأخذ في الإعتبار أن النشاط توقف لستة أشهر، يبقى ذلك المعدل كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومخاطره كبيرة وبدأت تظهر منذ الأيام الأولى بالاصابات التي تعرض بويا ووليد حسن ومن ثم الإصابات المتفاوتة لعناصر أخرى مع التنويه إلى أن معدل الإصابات تلك يبقى مرشحا للزيادة في الفترة المتبقية لنهاية الموسم وهي إصابات يمكن أن يتضرر منها المنتخب نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *