صدي الخبر _ وداعاً يا صديقي .. إنها الدنيا _ عبدالماجد عبدالحميد

 

• أحقاً رحلت ؟!
• يا الله ..
• يا الله ..
• يا الله ..
• يالهف نفسي عليك ..
• اليوم تأخرت عن موعدي مع واتساب الصباح .. أراجع الرسائل العاجلة حتي لايفوتني وداع عزيز كملت أيامه وسبقنا إلي دار الخلود ..كم التقينا معك في لحظات تشييع لعزيز مضي .. ولحبيب دفناه تحت التراب ..
• تجاهلت الخبر والصورة .. مات محمد شريف والتشييع عند العاشرة والنصف بمقابر أحمد شرفي ..
• مضت علي الخبر ساعتان .. لن ألحق إذن .. دفنوك ياعزيزي وفاتتني تلك اللحظة .. أن أقف علي شاهد قبرك أغسل دواخلي من فرط حزني عليك ..
• هي الدنيا ياصديقي ..
• كفنٌ من طرف السوق .. وشبرٌ في المقابر ..
• أهالوا عليك التراب ..
• مسحوا ثراك الطيب بفاتحة الوداع .. غادروا أحمد شرفي .. وتركوك هناك ..
• أنت ضيف علي رب العباد .. آن لجسدك أن يعود لأصله .. تبدأ رحلة العودة الأبدية إلي دار الخلود .. منها خلقناكم وإليها نعيدكم .. ومنها تُخرجُون ..
• لا إله الله .. ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
• لن أنسي لحظات لقائنا الأخير قبل أشهر خلت بمطعم الأحباب بالخرطوم .. جمعنا شهي الطعام .. وشهي الكلام .. افترقنا علي وعدٍ بلقاء .. نقلت لك اعجابي الشديد باستايل تفصيل وزركشة وألوان جلاليبك الأخيرة سألتني بضحتك الودودة ( الجلاليب دي عاملة شُغل .. مش كدة ؟!) ..
• أجبتك بنعم .. مع ملاحظة قبلتها مني بأدبك الجم ووعدتني أن تطرحها علي منضدة نقاش مع فنانيين تشكيليين .. قلت لك : يتعرض الزي الوطني لسوداني لإجتهادات تفصيل وتلوين وزركشة ( من طرف) .. أي زول شغال براهو ( زي شغلك دة ) وقاعدين ننسي إنو الزي السوداني دة رمز هوية أمة كاملة لا ينبغي أن يخضع للإجتهادات الفردية (زي شغلك دة ) !!
• تفهمت (وجهة نظرك) عندما عللت اجتهادك بترحالك وسفرك الكثير ومقابلتك لفنانيين وإعلاميين من كل الدنيا تريد أن تنقل لهم بصمة الزي القومي السوداني بلمسة عصرية تأخذ من كل بستان زهرة .. ( الناس البرة ديل يا أستاذ بعاينو .. وما بتكلمو كتير !! ) ..• ضحكنا من القلب .. (وكان الوعد بيناتنا إنك تجيب لي جلابية بلون رمادي ) لبرامج التلفزيون والقنوات !!

• شغلتنا الحياة بطحنها الذي لاينتهي .. نلهث .. ونلهث حتي ينعانا الناعي ذات يوم وتضمنا تربتنا المكتوبة في الأزل ..
• أي حبٍ هذا الذي يكنه لك كل هؤلاء الأحباب والصحاب ؟!
• بكوك من القلب .. ذرفوا عليك دموع الصدق والمحبة .. ومن عظمتك يا صديقي أن كلاً من يعتقد جازماً أنك الأقرب إليه من كل الصحاب والأحباب ..

• لو لم تترك لنا غير إبتسامتك المكتومة وبريق عينيك المحتشد بالحب والتفاؤل .. لو لم تترك لنا إلا هذا لكفانا فيماتبقي لنا من مشوار الحياة حتي نلتقيك ..

• وداعاً ياصديقي ..

• والله لم تترك لنا الأحزان (دمعة ) حتي نبكيك ..
• أودعك بقين في الله لايتزعزع .. وإيمان بقضائه وقدره لايتخلله شك ..

• (إنت زول محظوظ) فآخر حديثك كان دعوة إلي الإحتفال بمولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وتعظيم سيرته .. وها أنت تلحق بالركب الطاهر .. تحلق روحك في عالمهم البرزخي تطوي رحلة الوجود في آية ( وإلينا ترجعون )

• رحمةٌ من الله عليك ورضوان .. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..

Exit mobile version