آراء و مقالات

فيما أرى-الحاضنة السياسية … حاضنة شنو.؟- عادل الباز

السودان

(1)

كلما سمعت أن (قحت) هي الحاضنة السياسية للحكومة الإنتقالية سألتهم السؤال أعلاه.
واضفت هل الحكومة المدنية تترعرع فى حضن قحت أم تتمرغ فى أحضان العسكر.؟. إذا كانت قحت هى فعلا حاضنة فإنها لاتحضن سوى أوهامها اما بعد دخول “فريق الحركات المسلحة” إلى الملعب تحت رعاية العسكر ، لن تجد قحت حتى تلك الأوهام لتحتضنها .. بل ستجد نفسها فى مقاعد المتفرجين بالمدرجات.. تمارس هتافها العقيم.. تسقط بس …!!
2
أكثر مايحيرني أن حاضنة الأوهام تلك، تتخلى عن السلطة و مواثيقها بمحض إرادتها ثم تندب حظها وتتشكي للجماهير وتكذب عليها صباح مساء وتدعوها أن تصدقها فى كل حين. !!
سيطر العسكر على أهم مفاصل الدولة وتركوا بقية “العويش” السلطوي ل “قحت” ومعه حق الهتاف مدنياااااو…فى الشوارع التى خانوها فى حين انها لم تخنهم.
تركوا أهم قضايا الثورة السياسية بين يدي العسكر.. سارع العسكر باستلام ملف السلام وبرضاء كامل من حكومة الحاضنة التى ظلت (تطنطن) وتشكو وترفض مايجري فى جوبا داعية لتأسيس مفوضية السلام التى نصت عليها الوثيقة الدستورية دون أن يستمع إليها أحد، وظلت عملية السلام تدور صعوداً وهبوطاً وتفاوضات وتنازلات بعيداً عن أعين الحاضنة التى ظلت مثلنا تتسامع بمايجري فى جوبا دون أن يكون لها قرار أو موقف. وما أن وقع اتفاق جوبا حتى خرجت بعض كياناتها تولول وترفض الاتفاق وتشكك فى أهدافه… بعد إيه… وهيهات.
إذ يتم تجاوز هذه الحاضنة فى واحدة من أهم القضايا السياسية وأخطرها …فيا ترى دى حاضنة شنو.؟. ومن الحاضن الحقيقى للحكومة قحت ام العسكر.؟.
3
اللجنة الاقتصادية العليا يسيطر عليها المكون العسكري برئاسة حميدتى ونائب الرئيس حمدوك !! تصورو ده العالم الاقتصادى الجابوهو فزع!!.. اللجنة الاقتصادية موكل إليها إدارة الإقتصاد حتى أن السيدة وزيرة المالية المكلفة قالت (كلنا وراء الدعم السريع.). والمحفظة التى جرى تأسيسها هى البديل لوزارة المالية وهى التى تقودها فى استيراد كل السلع الاستراتجية وتصدير الذهب والمساهم الأكبر فيها هو شركة الجنيد!! فى هذا الوقت الذى يسيطر فيه المكون العسكري على مفاصل الاقتصاد…تشكو الحاضنة من الحكومة التى تتجاهل سياستها الاقتصادية…والتى يممت وجهها شطر صندوق النقد الدولى.أقصى مافعلته الحاضنة المفلسة من الأفكار والسلطة هو أنها أقامت مهرجاناً للتهريج الإقتصادي أسمته زوراً مؤتمراً. لم تحصد فيه سوى الرماد مشبعاً بالتهافات الجوفاء فى حين نجحت شلة المزرعة وسط هذا التهريج فى تمرير أجندتها وأجازت توصياتها وكانت حتى قبل إصدار توصيات المؤتمر توقع مع صندوق النقد على تنفيذ كل مايرغب فيه. تركت شلة المزرعة لهم حرية الكلام والهتاف والمنصات وطفقت تفعل ماتشاء تحت ظلال سيطرة المكون العسكرى المتماهي سياسياً واقتصادياً مع حكومة المزرعة ولا عزاء للحاضنة.
4
فى ملف العلاقات الخارجية نزع العسكر أخطر القضايا من بين يدي الحاضنة….ومضوا فى ترتبيب أمر العلاقات الخارجية التى أوكلت الوثيقة المهدرة كل مهامها إلى الحكومة المدنية ومن ورائها الحاضنة.كان مؤسفاً حد البكاء أن تسمع الحاضنة بلقاء الرئيس البرهان ونتنياهو فى عنتبي من صحافة إسرائيل، ولحظتها هاجت وماجت الحاضنة كعادتها ولم تفعل شيئاً سوى بيانات هزيلة لم توقف مسيرة التطبيع ولو للحظة. حكومة المزرعة ترغب فى التطبيع ولكنها تخاف من الهتافات فتكتم ضحكتها وتمرر لعبة العسكر الحلوة بعيدا عنها. قريبا قد يوقع العسكر اتفاق التطبيع بينما تغمض الحكومة عينيها وتترك للشارع الرافض الهتاف وللحاضنة حرية أن تنام فى أحضان أوهامها التى ستستفيق منها قريباً على وقع أقدام القادمين الجدد إلى دهاليز السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *