خلال 48 عاما…اشهر ثمانية إتفاقيات سلام بالسودان

السودان

الخرطوم: صديق رمضان

يعد السودان أحد اكبر أقطار القارة السمراء من أكثر الدول التي ظلت تشهد اندلاع حروب أهلية في اجزاء متفرقة منه، ورغم ان الاقتتال  بين القوات الحكومية  منذ الاستقلال والمعارضة المسلحة ظل يتسبب في موت وتشريد ونزوح اعداد كبيرة من المسلحين والمواطنين،الا ان الوصول الي إتفاق سلام ظل عنوانا بارزا للحروب بالسودان.

 

ومن اشهر إتفاقيات السلام التي انهت حرب دموية في السودان تلك التي ابرمها نظام الرئيس الراحل محمد جعفر نميري مع قوات الانانيا التي تمردت بجنوب السودان ،وقد شهدها العام 1972 واحتضنتها دولة اثيوبيا واستمرت هذه الإتفاقية عشرة اعوام ثم انهارت حينما اعلن الرئيس الراحل نميري الشريعة الإسلامية في العام 1973.

 

لم يشهد عقد الثمانينات من القرن الماضي إتفاقيات سلام في حكومة الديمقراطية الثالثة،وكاد رئيس حزب الاتحادي الاصل محمد عثمان الميرغني ان يضع في العام 1988 حدا للحرب التي تجددت اواخر عهد نميري بجنوب السودان،غير إن إتفاقية كوكدام تم اجهاضها قبل ان تري النور من قبل حكومة الصادق المهدي.

 

وبعد ان تولي نظام الاسلاميين الحكم عبر إنقلاب عسكري في العام 1989 فقد لجأ الي خيار الحروب في سنواته الاولي،غير ان خواتيم عقد التسعينيات من القرن الماضي شهد توقيع إتفاقية الناصر بين الحكومة وقتها وفصيل جنوبي مسلج بقيادة رياك مشار بيد ان هذا الإتفاق لم يصمد طويلا بعد عودة مشار الي حمل السلاج مجددا.

 

في العشرية الاولي من هذه الالفية ابرم النظام البائد عدد من الإتفاقيات رغم اتصافه بعدم الوفاء للعهود ،منها إتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرن في العام 2005 ، ورغم انها انهت اطول حرب اهليت في افريقيا غير انها كانت سيبا مباشرا لإنفصال الجنوب في العام 2011.

 

وفي ذات الالفية توصلت الحكومة لإتفاق مع جبهة الشرق وكان ذلك في اكتوبر عام 2006 بدولة ارتريا،وفي العام التالي ابرمت الحكومة إتفاق سلام مع حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي الذي سرعان ماعاد الي حمل السلاح.

 

لتخرج اتفاقيات السلام من القارة الافريقية الي اسيا حيث احتضنت قطر في العام 2011 اتفاق سلام دارفور الذي ابرمته حكومة العهد البائد مع حركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور التجاني سيسي.

 

واخيرا وفي ظل اجواء مختلفة كليا تشهد مدينة جوبا اليوم توقيع اتفاق سلام بين شركاء الثورة الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية وهو الاتفاق الوحيد الذي لم تسبقه حرب بين اطرافه الموقعه عليه.

 

وبانضمام عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور المتوقع لقطار السلام فان السودان يكون فعليا قد بارح محطة الحروب الاهلية وربما جاء الاتفاق مع الثنائي المذكور هو الاخير ليودع السودان عهود الحروب الي غير رجعة.

Exit mobile version