الأخبار الرئيسيةتقارير

السودان..الفرقاء يضعون السلاح بعد 37 عام من الاقتتال

السودان

الخرطوم: صديق رمضان
اخيرا يمكن للسودانيين ان يتنفسوا الصعداء ويودعوا مرحلة قاتمة وبائسة في حياتهم بعد 37 عاماً من الحروب التي أودت بحياة الآلاف من المواطنين في هذا الجزء من القارة الافريقية.

واتفافية السلام التي يتم التوقيع عليها غدا السبت الثالث من اكتوبر بعاصمة دولة جنوب السودان مدينة جوبا تنهي حقبة طويلة من المعاناة التي تكبدها شعب أرض النيلين الذي ورغم الأزمة الإقتصادية التي يرزح تحت وطأتها ،الا انه يبدو سعيدا بترك الماضي الأليم وراء ظهره وهو يستشرف عهدا جديدا من السلام بعد ان نجح عبر ثورة شعبية من اقتلاع نظام الاسلاميين صيف العام الماضي.

وعلاقة السودان مع الحروب الأهلية بدأت منذ العام 1955 حينما تمرد نظاميون ومدنيين في جنوبه الذي كان يطالب وقتها بحكم ذاتي الا ان العاصمة الخرطوم تمنعت ورفضت منح الجنوبيين هذا الحق.

لتقود قوات الانانينا 1 ثم الانانيا2 حربا ضروسا ضد الجيش السودان انتهت بتوقيع اتفاقية سلام حصل فيه الجنوبيين على بعض المكاسب ابرزها الحكم الفدرالي وذلك في بداية سبعينيان القرن الماضي وهي ماعرفت باتفاقية اديس ابابا في عهد الرئيس جعفر محمد نميري.

غير ان الحرب تجددت في العام 1983 حينما اعلنت الخرطوم تطبيق الشريعة الاسلامية وهو الامر الذي رفضه الجزء الجنوبي من البلاد وقتها لجهة ان معظم سكانه يدينون بالمسيحية ،واستعرت الحرب بعد ان تولى الاسلاميين السلطة في عام 1989 حيث اتخذت شكلا دينيا.

وبعد حرب ضروس قضى فيها مئات الآلاف من المواطنين والجنود جنح الطرفين إلى السلم ووقعت الحكومة اتفاقية سلام في ضاحية نيفاشا بكينيا مع الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرن في العام 2005 ،غير ان الاتفاقية مثلما وضعت حدا لأطول حرب اهلية في افريقيا كانت سببا في انفصال الجنوب في العام 2011 لتمر الايام ويصبح وسيطا بين الفرقاء السودانيين حتى اسفرت جهوده عن اتفاقية السلام التي سيتم توقيعها غدا.

وهي الاتفاقية التي تعتبر بمثابة النهاية للحرب باقليم دارفور التي اندلعت في العام 2003 وتسببت في مقتل ثلاثمائة الف مواطن وتشريد ثلاثون مليون نسمة من مساكنهم ،وكذلك فان اتفاق الحرب يعني ان منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق قد ودعتا الحرب ايضا .

ويأمل السودانيين في ان يكون اتفاق جوبا سببا في عبوره إلى افاق الاستقرار والسلام والرخاء بعد ان عانوا كثيرا من الحروب.

وفي هذا الاطار يشير نائب رئيس الحركة الشعبية شمال ياسر عرمان إلى أن التوقيع على اتفاق السلام سيُحدث نقلة استراتيجية في اكمال مهام الإنتقال وثورة ديسمبر المجيدة.

وأوضح في تصريح صحفي بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أن قضية السلام قضية رئيسية من قضايا الشهداء والشعب، بجانب كونها قضية رئيسية للاقتصاد والعلاقات الخارجية والإستقرار السياسي.

وشبه نائب رئيس الحركة الشعبية شمال ماتم من إنجاز في قضية السلام بتحريك جبل كامن ،مشيراً في هذا الصدد الى وجود عدد من حركات الكفاح المسلح مجتمعة في اتفاق واحد للسلام لم يستطع النظام السابق تحقيقه في ثلاثين عاما .

واكد عرمان أن مايحدث الآن سيفتح الباب واسعاً لإكمال عملية السلام بشكل نهائي وسيؤسس لنقلة جديدة في المرحلة الانتقالية، مطالباً باستخدام السلام على نحو استراتيجي وليس تكتيكى لرسم ملامح جديدة وايجاد كتلة قوية فاعلة و داعمة للمرحلة الانتقالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *