السودان : نظرة على أحوال «الولاة المدنيين» بعد مرور «60» يوماً من التعيين

الخرطوم: صديق رمضان

بعد مُضي (60) يوماً على تكليفهم من قبل رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك، فان ولاة الولايات الـ (18) ما يزالون يسعون للتخلص من القيود التي تكبلهم ليتمكنوا من السباحة في يم الظروف الصعبة، بعد أن تم قذفهم وهم مكتوفي الأيدي.

والحكومة المركزية حينما فعلت ذلك طالبتهم ألا يبتلوا بالمياه، وفي ذات الوقت أن يتفادوا الغرق ويصلوا إلى شاطئ الأمان، وهذا ما سعوا إليه وهم ينتهجون مبدأ الوقوف على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية، بحرصهم البادي على مد جسور التواصل مع حاضنتهم السياسية (قوى الحرية والتغيير).

ورغم الحذر الذي اتسم به أداء الولاة الـ(18) إلا أن الفترة التي انصرمت من حكمهم مضت هادئة رغم أنها لم تشهد انجازات علي الأرض تخفف من معاناة المواطنين.

فالظروف التي وجدوا فيها الولايات لم تختلف كثيراً، فذات ملامح صفوف الخبز الوقود والدواء التي تركوها في العاصمة عقب أداء القسم وجدوها حينما يمموا صوب الولايات، بل وما تزال شاخصةً تُمثل لهم ضغطاً نفسياً عجزوا في إيجاد علاج له من واقع أن حل هذه الأزمات بيد الحكومة المركزية.

وبالرغم من ضيق وتبرم المواطنين إلا أنهم اختاروا التمسك بحبال الصبر ومنح الولاة الجدد الفرصة كاملة لتغيير واقعهم للأفضل.

والإخفاق في طي ملف ثالوث “الخبز، الوقود والدواء” يقابله نجاح ملحوظ من الولاة الجدد في ملف الأمن، حيث شهدت الولايات خلال الستون يوما التي تصرمت هدوءً نسبياً مقارنةً بفترة الولاة المكلفين، إذ اختفت التفلتات الأمنية التي كانت عنواناً بارزاً في الفترة الماضية، وهو الأمر الذي دفع والي شرق دارفور د. محمد عيسي عليو لتشبيه ولايته بالدول الأوربية في إشارة منه وهو يتحدث لـ (النورس نيوز) عن الاستقرار الأمني الذي تنعم به.

وبخلاف إظهارهم لهيبة الدولة وفرضهم للاستقرار فان الولاة اتخذوا خطوات متشابهة في تفكيك نظام الثلاثين من يونيو حينما أعفوا عدداً من قيادات النظام البائد عطفاً على تشكيل لجان إزالة التمكين.

ورغم ذلك يوجد من يتهمهم ببطء الإيقاع في إبعاد “الكيزان” من مواقع اتخاذ القرار. وما تعرض له والي الشمالية يوضح هذه الحقيقة حينما أجبرها تحالف الحرية والتغيير بالولاية علي إلغاء تعيين كوادر محسوبة علي النظام البائد.

ومن الملفات التي نجح الولاة في إدارتها إنجاح الموسم الزراعي الذي حظي باهتمام كبير منهم، خاصة فيما يتعلق بتوفير الوقود الذي مثل أزمة حقيقية للمزارعين وهذا ما أكده والي ولاية سنار الماحي سليمان، ورغم الجهود التي بذلوها في هذا الإطار إلا أن مزارعين يؤكدون أن أزمة الوقود ما تزال شاخصة مع اقتراب موسم الحصاد.

ويبدو أن الولاة غير راضين عن فترتهم التي مضت، وهذا عبر عنه في حديث لـ(النورس نيوز) والي النيل الأزرق عبد الرحمن نور الدائم الذي قال إن أمامهم الكثير من الملفات التي لم يحسموها. وأن الفترة الماضية جابهتهم الكثير من التحديات منها الفيضانات وجائحة كورونا.

ذات القول جرى علي لسان والي نهر النيل د. آمنة المكي، وهي تتحدث لـ (النورس نيوز) بالدامر، غير أنها بدت أكثر تفاؤلاً من إمكانية تحقيق تطلعات المواطنين في المرحلة القادمة.

باستثناء كسلا التي ما يزال واليها صالح عمار يديرها عبر الهاتف من الخرطوم، فان الولايات وبعد مضي ستون يوما تنتظر من الولاة الذين يتواجدون هذه الأيام بالعاصمة أن يعيدوا إليها بجديد يسهم في تغيير واقع المواطنين نحو الأفضل.

Exit mobile version