آراء و مقالات

حسن اسماعيل يكتب – أسئلة (الحبل والحمار ) !!

السودان

ـ في طرائف وقصص إستئناس ( الحمار) تقول القصة انه لايشترط علي صاحب الحمار ان يرهق نفسه كل مرة بربط عقدة الحبل حول عنق الحمار ويعود لفكها بعدد المرات التى سيركب ظهر حماره خلال اليوم … يمكن للرجل أن يحرك يديه فقط حول رقبة الحمار وسيتوهم الحمار ان الحبل معقود حول عنقه وسيظل واقفا حابسا نفسه ولن يتحرك … هذا مايسميه أهل الإختصاص في علم النفس (-القيد النفسي) وهو قيد متوهم … يضعه كل ( مسكين) حول نفسه

ـ هذا القيد النفسي مثلما يضعه الأفراد حول أنفسهم فإن كثيرا من الأنظمة السياسية تلفه حول تفكيرها وتظن انها مقيده وعاجزة … كثير من الأنظمة السياسية لازالت تظن أن حبل الإرادة الأمريكية هو الحبل الحاسم في تحديد حركة سكونها ومساحات تحركها وهذا محض وهم وكسل تفكير وضعف تخيلات
ـ في جلسة سياسية مشهودة قبيل قرارات رفع الحظر الاقتصادى كنت،أقول أن قرارات رفع الحظر مهمة ولكنها لن تكون وحدها سببا في علاج حالة الوهن الاقتصادى بل انها قد تقود إلي خلق نتائج سالبة ان لم نتهيأ جيدا لمابعد القرارات ..مثلا ما هى صادراتنا التى سنعود بها للأسواق العالمية بعد رفع الحظر؟ فإن لم تكن لدينا إجابة فلننتظر زيادة سعر الدولار وذلك لإرتفاع الطلب عليه لتغطية حاجة الاستيراد … وكررت كلامى هذا في قناتى الخرطوم والشروق … وقد كان
ـ صحيح أن وضع إسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب له تاثيراته العديدة السالبة ولكن من المهم جدا أن نقول أنه ليس سببا في مشاكلنا الإقتصادية ورفع إسم السودان لن يكون حلا لما نعانى منه من ضيق اقتصادى … وستشهدون غدا بذلك …
ـ وحتى أسوق بعض الحيثيات فتعالوا لنصعد علي سطح القطار لنتامل واقعنا خلال الستين عام التى مضت ثم لنتحسس حبل العقوبات الامريكية حول عنقنا وهل هو فعلا الذى يمنعنا الحركة والانطلاق؟
ـ شريط من الإحصاءات والمقارنات نمعن النظر فيه وإعادة قراءته حتى نكون علي يقين
ـ في مقارنات بين دول الإقليم العربي الأفريقي ظل السودان يتمتع بمجموعة من المميزات منذ أكثر من سبعة عقود .. ولكن دعونا نبدأ منذ العام( 1960) فقط
ـ ظل السودان يحتل المراكز الثلاث الأولي ضمن الكتلة العربيه من حيث حجم المساحة الجغرافية والأراضي الصالحة للزراعه ووفرة مياه الشرب والري وظل ضمن الدول الأقل في سجل الجريمة المنظمة ومنذ العام 1980 ظل يحتل المرتبة الثالثة من حيث خصوبة نسائه ( معدلات الولادة) …مما جعل السودان صاحب كتلة بشرية مميزة في حجمها وتصنيفها..حسنا هذا ماوهبه الله لنا فماذا فعلنا بهذه النعم؟ تعالوا للإحصائيات التاليه ولاتنسوا مناديلكم البيضاء لمسح دموعكم.
ـ في سنة 1960م وحتى 1964م كان السودان يحتل المركز الرابع عربيامن حيث الناتج المحلي والخامس أفريقيا …وقتها لم تنل بعض الدول إستقلالها ثم بدأنا التقهقهر …. خرجنا من قائمة الخمس الأوائل قليلا والعشر الأوائل في كثير من الأحيان وحتى لاتظن ـ اجارك الله ـ أن التقهقر تم بنسبة بسيطة فلك أن تعلم أن حجم الإقتصاد العربي الأول بعد أن كنا متفوقين عليه أصبح يساوى خمسة أضعاف إقتصادنا وكذلك الأفريقي ( قارن حجم إقتصادنا بالإقتصاد السعودى والنيجيري والمصري)
ـ إذا لم تستطع الوقوف علي حجم المفارقات فتعال واحسب مقدار ( الترترة)، فبعد أن كان دخل الفرد في السودان في 1960م يحتل الموقع الخامس في الإقليم الأفريقي والعربي فأعلم أن مستوى دخل الفرد للعام 2019م قد بلغ (720) دولار وحتى تتضح لك الصورة بالمقارنات فأعلم أن دخل المواطن السعودى يساويه (30مرة) ودخل المواطن الإماراتي يساويه (50مرة) ودخل المواطن القطري يساويه (مائة مرة) !!!!
ـ ثم ولج المواطن السودانى نادى الموت بسبب الحروب الداخليه ..حروب بين فصائل سياسية سودانيه تتصارع علي الحكم والثروة، وتتناوب علي دخول القصر والخروج منه ..منذ 1982م وحتى 2010م وحتى احتل السودان المقاعد الأولي في الدول الأعلي رقما لضحايا الحروب الداخليه ،يتقدم علي فلسطين في عدد الضحايا ويتربع علي المقعد الأول ثم يخليه للعراق واليمن وسوريا وليبيا والصومال في سوانح محدودة
ـ إذن هذا ( الكيرف) يتدلي منذ 1960 ولم يرفع رأسه إلا نادرا عندما اصبح الجنيه في 2011 يساوى إثنين دولار ودخل الفرد تجاوز الألف وخمسمائة دولار في السنة
ـ ولهذا دعونا نتوقف ونتساءل ماعلاقة الحظر وقائمة الإرهاب بالتقهقر الذى نحن فيه ؟ وإلي أي مدى نحن مستعدون لحالة رفع اسمنا من القائمة؟ّ بمعنى إلي أي مدى نحن عالجنا عوامل التقهقر الأخري ؟ ولأذكر واحدا منها …وهو أهمها ، عامل عدم الإستقرار السياسي
ـ نحن أيها السادة غيرنا أنظمة الحكم خلال ستين سنة ست مرات بمعدل نظام سياسي كل عشر سنوات في، كل نظام سياسي عشر حكومات، وعشرات الرؤي والخطط و…عيييك
ـ نحن محتاجون لأن يقرأ الجيل الجديد هذا التاريخ الملئ بالحسرات وينصرف بدلا من إشعال المظاهرات وحرق الإطارات إلي بناء مشروع وطنى جديد يتجاوز كل مخازى الماضي … والماضي يبدا منذ 1960م السبحة وينتهى بمؤتمر حمدوك الإقتصادى الأخير … فالتغيير وإعادة البناء يبدأ من شاهد السبحة ذاك …
ـ قبل هذا نحن محتاجون للتخلص من حبل (الحمار) والأهم التخلص من (الإحساس بحبل الحمار).
ـ كسرة
ـ اضحكنى حمدوك وهو يقول أن قرار رفع إسمنا من قائمة الإرهاب يعني أن يندمج السودان في الإقتصاد العالمي….نندمج كيف بإقتصاد بالكاد حجمه مائة مليار دولار ودينه الخارجي 54مليار في إقتصاد اصغر كباره حجم إقتصاده إثنين تريلون دولار وآكبرهم بحجم إقتصاد (22)تريليون دولار ؟
ـ من يخبر حمدوك أن كل إقتصاد بمرحلة الظل قبل مرحلة الأضواء … ونحن لازلنا في مرحلة لعق الجراح … نندمج قال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *