الأخبار الرئيسيةمنوعات

«فرفور» يغني لمتضرري الأمطار .. فهل يكون حفل «تصحيح المسار»؟

الخرطوم : رندة بخاري

تعرض الفنان جمال مصطفى، الشهير بـ (فرفور) لهجوم عنيف في منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلانه أنه بصدد إحياء حفل جماهيري لصالح متضرري السيول والفيضانات.

ويعود الهجوم على فرفور من جراء مواقفه من ثورة ديسمبر المجيدة حيث يندد كثيرون بعدم تقدمه بالاستقالة من رتبته في الأجهزة الأمنية، ولصمته على تجاوزات النظام البائد، ومن ثم فإن اقامته لأي فعالية تحمل اسم الوطن باتت محل انتقاد ما يفقده قاعدته الجماهيرية.

لكن سبق لفرفور أن قال إن عمله في جهاز الأمن والمخابرات (الاسم السابق للجهاز) اقتصر على خدمة الناس.

وعلت بعض الأصوات حالياً في الثناء على موقف الفنان الشاب، ودعت إلى قبوله في الصف الوطني، لا سيما وأن مبادرته تنطوي على درجة عالية من الإنسانية (حد تعبيرهم)، وفي الأثناء قال آخرون إن بضرورة علمنة الفنون بانفصالها عن السياسية، وعدم محاكمة الفن بمقاييس السياسة.

عن الغياب

التمس البعض العذر للفنان جمال فرفور غيابه من الساحة الفنية إبان  ثورة ديسمبر، خاصة وانه كان في رحلة استشفاء مع أبنه بدولة قطر، وفئة أخرى لم تلتمس له العذر، وقالت إنه كان في المقدور أن يعبر عن رأيه من مقر اقامته بالدوحة، كما  فعل مبدعين كثر خارج السودان  لاسيما وان منصات التواصل الاجتماعي متاحةً لكل من يرغب بالتعبير سلباً كان أم ايجاباً.

قاعدة ثابتة

الشاعر اسحاق الحلنقي جمعته تعاملات فنية كثيرة مع الفنان جمال فرفور، أبرزها (المشكلة، صفق العنب) وغيرها من الأغنيات.

الحلنقي وهو يتحدث لـ (النورس نيوز) رفع حاجب الدهشة، طارحاً سؤالاً استفهامياً مفاده: (من الذي قال إن الفنان جمال فرفور فقد عرشه او قاعدته الجماهيرية)؟ ومضي  قائلاً: (جمال لم يفقد مكانته المحفورة في أعماق الناس، إذ احتل أعماقهم بالكلمة (الحلوة).

وأشار إلى أن أسباب غياب فرفور من الأحداث التي صاحبت الثورة السودانية كانت قوية، ويجب أن ينظر إليها الناس بعين التقدير. فجمال كان مع أبنه في رحلة استشفاء.

وزاد: واثق من حبه –فرفور- للسودان، ومتيقن من كونه سيساند الثورة في حال وجوده بيننا.

وأردف في رجاء: (لماذا لا ندع ذلك البلبل ليغرد لنا، ويقدم افضل ما عنده) مؤكدا أن لكل منا ظروفه الخاصة التي قد تمنعه من تقديم بعض الواجبات والظروف التي قد تكون حالت دون مشاركته في الثورة.

ذات الدرب

لم يذهب الشاعر والملحن بشير علي الحاج، بعيداً عن ما ذهب إليه  الحلنقي.

بشير أكد لـ (النورس نيوز) أن عرش الفنان جمال فرفور لم يهتز بالرغم من غيابة عن البلاد لفترة من الزمن.

وفيما يخص عدم مشاركة الفنان في الثورة السودانية، فقال إن الذاكرة تحتفظ بأسماء مبدعين في عدد من المجالات ومنهم مطربين لم يشاركوا على سبيل المثال في ثورة أكتوبر، لكن أغنياتهم لم تضع، وظلت إرثاً تتناقله الأجيال، لذا فرفور لم ولن يتأثر بالغياب أو عدم المشاركة بالثورة التي حالت بينه وبينها ظروف هي مقدرة لدينا، ولدي جمهوره كذلك.

وقدم الحاج لفرفور عدد من الأعمال الغنائية، تتقدمها أغنية (يا حبيب عمري) التي ذاع صيتها، وغيرها من الأغنيات التي وجدت حظاً من الذيوع والانتشار.

روح التسامح

الناقد الفني والكاتب الصحفي سراج الدين مصطفي، له راي آخر في القضية مفاده أن (جمال فرفور ملك اضاع عرشه).

وفسر سراج ذلك لـ (النورس نيوز) بقوله: إن الفن لا بد أن ينحاز للإنسان والشعب، وفقا لما يعبر عن تطلعاته وهمومه، بجانب مشاكله. مضيفاً: الفن لا يمكن بأية حال من الأحوال أن ينفصل عن المجتمع، ولا بد أَلا ينفصل عن تلك القضايا، لكن المتتبع لتجربة جمال فرفور يجد أنه من المنحازين للسلطة (النظام البائد) وكان من أكبر (المطبلاتية) –حد تعبيره-  وهذه أشياء طبقاً لسراج حسبت ضد فرفور، وقادت الي إفراغ مشروعه الغنائي من محتواه، هذا إن كان له مشروع.

ويواصل سراج بقسوة: من وجهة نظري أن تجربة جمال تعتبر تجربة (هزلية) لم تضف للموسيقي والغناء شيئاً وانحصرت فقط في التكسب المادي عبر ما يسمي (بالعدادات ونقاطة القروش).

وزاد: عموما جمال فرفور لا ينفصل عن الموقف العام لمعظم الفنانين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حفلات فرفور خارج السودان سبق وأن قوبلت بالرفض، لكنه وآخرين نجدهم يعتمدون على روح  التسامح لدي الشعب السوداني، ومن الممكن أن يقيم حفلات على خشبات كل المسارح لكن ستأتي لحظة سينتهي معها كل شئ ويمضي فيها المتخاذلون الي مزبلة التاريخ.

سيرة ذاتية

بالوقوف عند السيرة الذاتية للفنان جمال فرفور، نجدها بدأت في العام 1975 بصرخة الميلاد في مدينة بحري وتحديدا بحي الصبابي، وهناك تلقى مراحله التعليمية إلى أن التحق بجامعة القاهرة الفرع ودرس القانون  .

على يد محمود عبد العزيز

أول من قدم الفنان جمال فرفور كمطرب يتلمس طريقا نحو خشبات المسارح، هو الفنان الراحل محمود عبد العزيز . فذات مساء و(الحوت) -رحمة الله تغشاه- يستعد لإحياء حفل بالمكتبة القبطية، فاذا به يؤشر إلى فرفور طالباً منه الحضور،  ومن ثم  قدم له منديلاً وقال: (امسح عرقك ده انا الليلة حأعمل فيك عملية عجيب ، أنا حأقدمك للناس وتغني اغنية ليه بتسأل عني تأني للفنان الراحل ابراهيم عوض).

وقد وفي محمود بوعده وكانت تلك هي المرة الأولى التي يعتلي فيها فرفور خشبة المسرح ويستمع إليه الجمهور.

عرابه اللحو وآخرين

أي مبدع في بداية مشواره يجد عرابين لتجربته يؤمنون بها ومن ثم يقدمون له المساعدة. وجمال له عدد من العرابين أبرزهم الفنان الراحل علي ابراهيم اللحو، والشاعر حسن الزبير وعوض جبريل، والتجاني حاج موسى، والعوام قسم السيد. أولئك جميعهم لهم سهم وافر في مشوار جمال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *