البرهان بالإمارات… خفايا وأسرار وشروط

السودان

تقرير: النورس نيوز

على نحو متوقع طار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان؛ صوب الإمارات العربية المتحدة؛ وبمعيته وزير العدل نصرالدين عبدالباري في زيارة ربما تمتد ثلاثة ايام وتناقش عدد من القضايا الحيوية والمفصلية المتعلقة بالشأن السوداني.

قضايا على الطاولة

وعلى غير العادة والعرف الدبلوماسي السائد ان تبادل الزيارة بين قادة الدول غالباً ما يناقش القضايا المشتركة بين البلدان المعنية؛ الا ان زيارة البرهان للامارات فانها لن تناقش القضايا المشترك؛ ولكن تبدو الامارات ارضاً محايدة لمناقشة قضية حيوية وهي قضية التطبيع بين السودان ودولة الكيان الصهيوني؛ حيث تشير تقارير اعلامية محلية واقلمية إلى ان زيارة البرهان للامارات ستناقش في المقام الاول قضية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني فضلاً عن مناقشة كيفية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؛ وهو امراً بات متصلاََ بقضية التطبيع وايضاً من القضايا المطروحة كيفية تقديم مساعدات اقتصادية للسودان حال قبوله بالتطبيع الكامل ، وبحسب الصحفي الاسرائلي براك رافيد فأن المباحثات التي سيجريها البرهان ستكون بحضور مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد ويمثل أمريكا مدير الأمن القومي الامريكي بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فضلاً عن مشاركة البرهان ومستشاريه؛ ويتضح من تسريبات الصحف الاسرائيلية أن القضية المفصلية ستكون “التطبيع مقابل رفع العقوبات وإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

شروط واشتراطات

ظلت قضية التطبيع مع اسرائيل تمثل خطاً احمر للحكومات السودانية السابقة؛ التي ظلت تدعم خط المقاومة الفلسطينة لذا لم تتجه اي حكومة صوب التطبيع او تعلن رغبتها في ذلك؛ بيد ان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان كان اكثر جرأة في مسألة العلاقات مع اسرائيل اذ خطى الرجل خطوات غير معهوده من قبل من خلال لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو؛ في عنتيبي الأوغندية؛ فوق ذلك ابدى الرجل استعداد السودان للتطبيع بيد انه لم يقدم على تلك الخطوات دون مقابل اذا تشير المعلومات التي تحصل عليها (النورس نيوز) ان البرهان وضع عدة اشتراطات مقابل التطبيع مع اسرائيل اهمها تقديم مساعدات مالية وعينية للسودان مع الرفع الفوري لاسم السودان من قائمة الإرهاب؛ وقال المصدر إن البرهان لم يشترط مبلغاً مالياً معيناً واصفاً الحديث الذي شاع بطلب السودان ثلاثة مليار دولار مقابل التطبيع بغير الصحيح؛ وقال إن البرهان وضع اشتراطاته التي تصب في مصلحة السودان؛ وبحسب المصدر أن من الاشتراطات ترتيب زيارة البرهان لامريكا ومقابلة الرئيس الامريكي دونالد ترامب والحصول على ضمانات منه مقابل التطبيع؛ وتوقع المصدر ان تكون زيارة البرهان لامريكا في اكتوبر المقبل؛ منوها إلى ان انفاذ الاشتراطات التي طرحتها الحكومة السودانية ستقود إلى بداية التطبيع مع اسرائيل.

اشتراطات اسرائيلية

في السياق ذاته فإن لإسرائيل اشتراطات محددة تريد من السودان تنفيذها حتى تضمن التطبيع الكامل على ان تقوم هي بالمساعدة في رفع اسم السودان من قائمة الارهاب والمساعدة في توفير الدعم الاقتصادي وبحسب المصدر الذي تحدث (للنورس نيوز) ان اسرائيل تشترط خطوة مماثلة لخطوات الامارات والبحرين وهي اعلان السلام المشترك بين البلدين وكذلك تطالب اسرائيل بعدم منع طيرانها من عبور الاجواء السودانية في طريقه نحو امريكا الجنوبية كما تطالب اسرائيل بخطوات فعلية في عملية ارجاع السودانيين المقيمين باسرائيل (الفلاشا)؛ ويرى المصدر ان الحكومة السودانية لم تقدم على تنفيذ الاشتراطات الاسرائيلة قبل حصولها على تاكيدات قاطعة بتنفيذ الاشتراطات التي وضعها البرهان.

هل تحقق الزيارة اهدافها؟

زيارة البرهان للامارات التي ربطت بقضية التطبيع ربما تحقق هدفها وربما تعترضها بعض العقبات سيما وان مسألة التطبيع تقابل برفض من احزاب كبرى ضمن الحاضنة السياسية الحاكم بالسودان ويقول استاذ العلاقات الدولية دكتور مجاهد عثمان (للنورس نيوز) ان الاحزاب العروبية واليسارية الموجودة بالحاضنة السياسية للحكومة ربما تقاوم التطبيع او اي خطوات نحو التقارب مع اسرائيل؛ ويقول مجاهد إن الأمر يتوقف على مدى قبول رئيس الوزراء بالخطوة وحال قبوله ربما يتم تجاوز الحرية والتغيير؛ وإلى ذلك يقول مراقبون إن التطبيع حال تحقيقه لمصالح السودان سيجد الترحيب حتى من الشارع السوداني .

Exit mobile version