مسار الوسط..الجزيرة تنتفض

السودان

تقرير إخباري : صديق رمضان

في الرابع والعشرين من ديسمبر في العام الماضي، وبعاصمة دولة جنوب السودان مدينة جوبا، وقعت الحكومة والجبهة الثورية، على الاتفاق النهائي لمسار الوسط، ويومها أناب عن الحكومة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول محمد حمدان دقلو، وعن مسار الوسط القيادي التوم هجو، وبعد مرور عشرة أشهر من التوقيع على هذا المسار ومع اقتراب ابرام الاتفاق النهائي المتوقع في اكتوبر فان الاصوات بدأت ترتفع بولاية الجزيرة وتؤكد ان الاتفاق ومن ابرمه ممثلا للشرق لا يعبر عن اهل الولاية الزراعية وانه جاء دون سقف طموحاتهم وقضاياهم .

والتوم هجو القيادي بالحزب الاتحادي الذي اجترح هذا المسار بوصفه احد قادة الجبهة الثورية حتى تمكن من وضعه ضمن اجندة التفاوض بجوبا ظل يتعرض لهجوم متواصل من قادة بولاية الوسط “الجزيرة، سنار ،النيل الازرق والنيل الابيض ،والخرطوم ” ،الذين ظلوا يؤكدوا عدم تفويضه من قبل اهل هذه الولايات لإبرام اتفاق بالإنابة عنهم ،غير أن الرجل ظل يدافع عن نفسه في كل المنصات ويؤكد بان المسار حقق مكاسب كبيرة للوسط الذي تعرض لمظالم كبيرة طوال عهد الانقاذ – كما اشار ،ودافع عن نفسه قائلا :”افتخر انني رميت بهذا الحجر في البركة الراكدة وان هذه الاتفاقية تأتي في اطار كيف يحكم السودان بعيدا عن الحزبية والمحاصصات لان منطقة الوسط لاتوجد بها جهويات .

وقال التوم هجو إنه احد ابناء الوسط ولم يتحرك الا من اجل المواطن في هذه الرقعة الجغرافية من البلاد ،واشار الى ان الوسط كان في غيبوبة سياسية طوال عهد الانقاذ.

وهنا السؤال هل حققت الاتفاقية مكاسب لاهل الوسط؟ ،للاجابة على هذا السؤال لابد من استعراض ملامح مما نصت عليه الاتفاقية في مسار الوسط ومنها أن تلتزم حكومة السودان باعادة تأهيل القطاع الزراعي عن طريق تطوير وتنشيط المشروعات القومية وتوزيع عائداتها وفقا لقانون قسمة الموارد حسب اولوية الدولة مع مرعاة الخصوصية لكل مشروع وفق القوانين والاتفاقيات ،كما نصت الاتفاقية على ان تلتزم الحكومة بتقديم خدمات انمائية شاملة عن طريق تحديد اولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الريفية لمعالجة ازمة النزوح ، التى اثرت على مناطق الوسط ومعالجة النسب العالية للعمالة الهامشية خاصة الشباب من الجنسين فى مدن وولايات الوسط .

كما نصت الاتفاقية على انشاء مراكز متخصصة لمعالجة الاوبئة والامراض المستوطنة فى المناطق الحارة ومراكز الامومة والطفولة الى جانب تقديم خدمات القضاء وتطبيق قانون الشرطة والقوانين الاخري لضمان السلام الاجتماعي والمجتمعى ،على ان تلتزم الحكومة وفقا للاتفاقية بمراجعة القوانين المتعلقة بالاراضي والاستثمار ومعالجة  قضايا النازحين والعائدين فى اطار المعالجة الكلية لقضايا السودان،الى جانب مراجعة أصول وممتلكات المشاريع الزراعية القومية بموجب القوانين والاتفاقيات المبرمة ومراعاة التمثيل العادل لمسار الوسط فى جميع اللجان والمفوضيات التى تكون لمعالجة القضايا وفقا لمعيار الكفاءة مع مراعاة التمثيل العادل للنساء .

وقررت الاتفاقية انشاء صندوق خاص لدعم السلام يسمي صندوق الاعمار للتنمية والسلام يتم عبره تخصيص النسبة الاكبر لدعم الانتاج وخاصة الإنتاج الزراعي وتمويل المشروعات ذات العائد السريع ورفع قدرات المنتجين والمنتجات بالتركيز على الميزة التفضيلية لكل ولاية.

والمتصفح لاتفاق مسار الوسط يجد انه لامس عصب عدد من القضايا الهامة في السلطة والثروة غير انه ورغم ذلك وبحسب قيادات في الجزيرة تعتقد بانه لايعبر عن المواطن ،وبالمقابل يوجد من يري بان الاتفاق جيد غير ان التوم هجو لم يشرك فيه اهل الوسط وانه لم ينجح في التسويق له بشكل جيد.

Exit mobile version