أذا عرف السبب _ الزيارة الثانية _ اسامه عبد الماجد

لا أدري هل لدى الحكومة خطة لإلهاء الناس عن القضايا الرئيسة .. أم أن الأمر يأتي باجتهاد من بعض المسؤولين .. بشكل أوضح هل هناك تنسيق بين الجهات ذات الصلة داخل الحكومة أم كل مسؤول يجتهد وفق رؤاه وأجندته الخاصة؟.

قد تبدو التساؤلات مليئة بالشكوك .. وقد يكون مؤتمر الطواريء الاقتصادية وفر إجابة .. لكن لم أجد تفسيراً للتحركات (فوق المعدل) دون نتائج لمدير عام الشرطة عز الدين الشيخ .. رجل الشرطة الأول خلع (الكاب) واعتمر قبعة السياسيين .. أو هكذا يمكن أن تُقيم أفعاله.

طوق قبل أكثر من أسبوعين عمارة الذهب بقلب الخرطوم .. ولم تكن القوة برفقته على دراية بما تقوم به .. كانت تبحث عن مجهول.. لم ينتج عن المداهمة وعمليات التفتيش العشوائية شيء سوى تعطل السوق .. وإغلاق كافة محال عرض المجوهرات .. وحدوث ربكة كبيرة في عمليات البيع والشراء.. كبار التجار قالوا حينها ليست لدينا معلومات عن أسباب انتشار القوات الشرطية.

أمس تكررت زيارة مدير الشرطة لـ(عمارة الذهب) .. كانت الزيارة الأولى المجهولة لدوافع أفضل من الثانية .. زرع عز الدين ألغام الشك والريبة في المكان .. وأودع قلب السوق العربي في سجن الحيرة .. أحدث خلطاً بين (المداهمة) و(المراقبة) .. وبين (المعاينة) -على أرض الواقع – وبين (المعالجة) للقضايا.

أمس وجه مدير الشرطة بتركيب كاميرات مراقبة في جميع المحال والمكاتب لمجمع الذهب .. لا أدري هل التوجيه لقواته أم لتجار السوق الذين لا يملك سلطة عليهم من هذا القبيل.. وما يؤكد أن الزيارة الثانية غير مدروسة .. التوجيه الهندسي والإداري الذي أصدره عز الدين، والخاص بمعالجة بعض الاختلالات الهندسية والتوصيلات الكهربائية بالمجمع .. وكذلك غير معلوم ما هي الظواهر السالبة التي شدد على إزالتها .. وكيف سيتم ضبط حركة العاملين بالمجمع حسبما وجه.

المأمول من الشرطة وبشكل أكثر دقة وحصافة قراءة المشهد .. الشرطة في حاجة إلى أن تعيد الثقة التي فقدتها عقب التغيير .. لا أن تباعد الشقة بينها والآخرين .. ماحدث في عمارة الذهب هو تشوية للسمعة المكانية .. بعد أن قامت جهات حكومية أخرى بتشوية سمعة أفراد فيهم شخصيات ورجال أعمال كبار.

تقدير الشرطة للموقف يبنغي أن يكون أكثر اتساعاً وعمقاً من السياسيين .. لا نريد لها أن تخوض مع الخائضين في وحل (الشو) .. ولا أن تكون (عينها في الفيل وتطعن في ظله) .. الجهات التي تتاجر في الدولار معلومة .. وكذلك التي تتسبب في تهريب الذهب، وبإصدارها قرارات تعسفية تجبر المتعاملين في الإتجار فيه على تهريبه.

نريد للشرطة أن تتعامل بحزم وتفرض هيبتها بـ (القانون) لا (الفهلوة) .. ولا تتبع السياسيين، بل تكون دليلاً لهم .. تبسط الأمن لا تثير الفزع .. تُطمئن الناس لا تجعلهم في حيرة من أمرهم .. تكون معهم وإلى جانبهم لا أن تداهمهم .. وأن تكسب ثقة المواطن لا الحاكم.

يبدو أن الطريق سيكون طويلاً على أهل الشرطة ليكسبوا الأراضي التي فقدوها .. والمهمة ستكون شاقة لو ركزت قيادة الشرطة على (التصريحات) لا إنزال (التعليمات).

أحق بالتجول في سوق الذهب المدير التنفيذي للمحلية لا مدير عام الشرطة.

آخر لحظة الصادرة الاثنين 14 سبتمبر 2020

Exit mobile version