همس الحروف “سامية الهندي” ورحلت حمامة الرحمة الزاجلة _ الباقر عبدالقيوم علي

في رحلة أبدية و بدون موعد معلوم معنا ولكنه كان محسوباً ومحسوماً في السموات العلى وبتزكرة كانت مضروبة في إتجاه واحد وكان الرحيل قسرياً لم يكن بخاطرنا و بدون عودة رحلت حمامة السلام الزاجلة وسفيرةالرحمة طبيبة الإبصار الإنسانة شكلاً والملاك روحاً ومضموناً الدكتورة سميرة محمد حاج إبراهيم

(مدير مستشفي العيون السابق)

فالموت حق و قدر محتوم قد كتبه الله علينا .. يختار الجياد من جياد والحسان منا .. و في ليلة الاثنين من ايام مباركات تنطوي صفحة إمرأة حبيبة لنا ناصعة البياض فبكت حزناً عليها سماء شمبات والسودان مطراً هطال يحاكي دموعنا السجية التي زرفت عليها من الذين كانوا يحبونها من الجيران والأهل والأحباب وعوام الناس لأنها كانت خياراً من خيار ، لما عرف عنها من الاخلاص و جمال القلب والهدوء المحى و خفوت البسمة التي كانت تزين وجهها دائماً بما يرتسم في محياها من حديثاً ثر خفوت إذا نطقت ، وصمتاً كانت تكسوه هيبة رحمانية و وقاراً إذا صمتت

لقد زهدت الدنيا بما فيها فكانت حياتها من أجل إدخال البسمة في وجوه الآخرين عبر مهنتها التي كانت من أجل تصحيح إبصار مرضاها ليروا عبرها جمال الوان الدنيا من خلال تطبيبها لهم فلم تنشد في مهنتها المال الا حلالا طيباً من أجل أن تفك به ضيق الآخرين من اصحاب العوز حينما كانوا يشدون الرحال إليها ، لانها كانت تُقضي علي يدها للناس حاجات وكانت تتلذذ بقضاء حوائجهم فتحب الخير و كان يحبها الخير و كذلك الناس لانها كانت تعيش من أجلهم لتداري أوجاع المساكين منهم و الجيران و الأهل ، وكانت تسعى من أجلهم لتحل مشكلة هذا وتركض من أجل ذاك

لقد كانت تحب الناس بقلب مفتوح نقي لايعرف غير حب الخير و كيف (لا) وهي كانت ترسم الفرح علي كثير من وجوه من كان يعرفها وهي لا تعرفه إلا لحظة لجوئه إليها ، فكم أنفقت و كم سعت لعمل الخير فكانت إنسانة تحمل معاني الإنسانية بكل أشكالها .. وكانت تتوسد على دماثة الخلق بجميل الأخلاق ونبل الصفات وهيبة الصالحين و وقار العلماء ، و لا تعرف إلى الغلظة سبيلاً لأن قلبها كان مترعاً بحب الاخرين الذين سيشهدون لها بذلك يوم القيامة إن شاء الله

اليوم غابت عنا نجمة مشرقة لمن يعرف قيمته الإشراق الذي كانت تبثه والفضل والرحمة التي كانت تنثرها على رؤوس الآخرين الذين حولها .. فانا لله وانا اليه راجعون و الي جنات الخلد أيتها المرأة العفيفة و الشفيفة و ضرغام العلم

فإني أعزي فيها نفسي قبل أن أعزي وسطها الطبي الذي عاشت من اجله لنشر الرحمة علي المساكين

فإن العين لتدمع و ان القلب ليفجع و لكن لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله .. ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم … اللهم إني أسألك وانت خير مسؤول و هي نزلت عندك وأن خير منزول بأن تغفر لها و ان ترحمها وتجعلها من اصحاب اليمين و أن تلزم أهلها و جميع من يحبها الصبر والسلوان وحسن العزاء وان تحشرها مع النبيين والصديقين والشهداء و حسن أولئك رفيقا . وإنا لله وإنا إلية راجعون

Exit mobile version