آراء و مقالات

شــــــــوكــة حـــــــــوت _ لا للـطــــــــــوارى _ ياسرمحمدمحمود البشر

يظل نهر النيل وروافده التى تجرى داخل الحدود السودانية يمثل مصدر من مصادر القلق الموسمى لكل الحكومات والأنظمة وما يشهده السودان هذه الأيام من كوارث ما هو إلا عرض لفيضان سنوى لكنه تجاوز حدود المعدلات العادية وتجاوز فيضان عامى ١٩٤٦ و ١٩٨٨ الأمر الذى جعل الحكومة الإنتقالية تعلن حالة الطوارئ بالبلاد لمدة ثلاثة أشهر فى الوقت الذى خرجت فيه البلاد من طوارئ جائحة كورونا عطفا على فيضان النيل وإرتفاع معدلات الأمطار الغزيرة التى شكلت هاجس يضاف إلى كارثة الفيضان وتأثرت كثير من المناطق بالسيول والتى لا تقل عن آثار الفيضان ومع هذا يبقى النيل مصدر من مصادر النعمة للقاطنين على ضفافه

وبما أن فيضان النيل حالة موسمية تبلغ ذروتها فى شهى أغسطس وسبتمبر فقد فشلت الأنظمة والحكومات المختلفة فى وضع خطة تعمل على بناء جسور واقية على ضفاف الأنهار لتحد من شدة الفيضان الموسمى وتقلل من حجم الخسائر وإذا أخذنا فى الحسبان الجسر الترابى الواقى لمدينة سنجة هو جسر ترابى تنفق عليه ملايين الجنيهات سنويا وبدلا من أن يظل هذا الجسر جسر ترابى فلماذا لا تتم عملية تطوير هذا الجسر وعمل جسر مشيد من الأسمنت وبإشراف مهندسين مهرة وإذا ما قمنا بعملية جرد حساب هذا العام وقدرنا حجم الضرر الناجم عن إنهيار الجسر الترابى الواقى لمدينة سنجة وإغراقه لأحياء بأكملها وتجاوزت خسائر فيضان هذا العام فى سنجة وحدها ال ٥٠٠ مليار جنيه أضف إلى ذلك الآثار البيئية التى سيخلفها هذا الفيضان وكم سيكلف الدولة فى حال ظهور وبائيات صحية

فى الوقت الذى تبث فيه وسائل الإعلام أغنيات أكل عليها الدهر وشرب أغنيات تجاوزها الزمن والغرض منها بث الحماس فى النفوس لمحاصرة الفيضان مثل أغنية (عجبونى الليلة جو ترسو البحر صددوا وترسوا البحر بالطوارى) والطوارى جمع طورية وهى آلة موغلة فى البدائية قد يكون تم إستخدمها من قبل إنسان ما بعد العصر الحجرى آما آن الآوان أن تتطور عقلية الحكومات السودانية وتوقف عملية العبث بالعقول وتواكب التطور الذى يشهده العالم وتتخلى عن عقلية إستخدام الطوارى فى عمليات مكافحة الفيضان وإستخدام العقل والعلم والتكنولوجيا أم أن الحكومات تريد أن تسجن المواطن فى مربع الجهل والتخلف وتعتمد على لغة (ترسوا البحر بالطوارى) والتى تعالج سرطان الفيضان ببنادول أغنيات الطوارى الموسمية

والمطلوب من الدولة أن تنفض عنها غبار الإنتظار الموسمى وتعمل بصورة جادة على وضع خطة وبرنامج عمل وعمل دراسات هندسية على ضفاف الأنهار والمناطق التى تتأثر بفيضان النيل سنويا والعمل على بناء جسور ثابتة للإستفادة القصوى من المناطق التى يغمرها النيل سنويا والترفع عن عملية التسول الدولى السنوى الذى يجعل بعض الدول تقوم بإرسال معونات للشعب السودانى تعتبر فائض مخزون أو مواد منتهية الصلاحية يبحثون على مكان لتفريغها فيه وعلى الدولة الإستعانة بخريجى كليات الهندسة لوضع دراسات بصورة علمية وهندسية لترويض الفيضان السنوى للنيل وروافده وبعدها تتفرغ الدولة إلى مشاريع أخرى تصب فى مصلحة المواطن والوطن

نــــــــــص شــــــــوكــة

يجب على الدولة أن لا تتوقف عند محطة (ترسوا البحر بالطوارى) فقد تكون هذه الوصفة منتهية الصلاحية ويجب إستخدام التطبيقات العلمية والعلوم الحديثة فى ترويض الفيضان الموسمى ولتبدأ الدولة بجسر جزيرة توتى حتى يصبح نموذجا ودراسة لبقية الجسور على مستوى السودان وعندها سنردد جميعا لا للغة الطوارى لا للطوارى

ربــــــــع شــــــــوكــة

حال الدولة مع الفيضان يحاكى حال (ككو فجغ طين)

 

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *