الأخبار الرئيسيةتقارير

واضح ومشوش .. كيف استقبلت “الخرطوم” إعلان “أديس أبابا”

تقرير إخباري : النورس نيوز

أربك رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، الساحة السياسية، عقب لقائه المباغت لرئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز آدم الحلو، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ويمكن عنصر الإرباك في كون أن اللقاء غير المعلن تأخرت خلاصته، الأمر الذي فتح المجال واسعاً للجدل والتكهنات.

تفاصيل ما جرى

اصطدم رغبات الحكومة في إبرام اتفاق سلام مع قوى الكفاح المسلح، بموقف أسمنتي من الحركة الشعبية – شمال بقيادة الحلو، بداية من اعتراضاته على قيادة عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمد دقلو، لوفد الحكومة للمفاوضات، زدْ على ذلك تمسك الحركة بمطلب علمانية الدولة أو رفع أقمصة تقرير المصير للمنطقتين، ما جعل التفاوض مع الفصيل القوي (محلك سر).

وإثر هذا التعنت -يراه آخرون تكتيك تفاوضي- تجاوز قطار التفاوض حركة الحلو، ووقعت الحكومة عبر وفدها المفاوض اتفاقاً بالأحرف الأولى مع الجبهة الثورية، لاقى استحساناً دولياً لافتاً.

ولم تمضْ سوى سويعات على توقيع الاتفاق حتى أميط اللثام عن اتفاق آخر للمبادئ، بين حمدوك والحلو في أديس أبابا شمال.

وبحسب معلومات (النورس نيوز) فهناك ثمانية قضايا أساسية أبرزها قضية الدين والدولة والعلمانية وأطروحة تقرير المصير، مع التأكيد على أن جوبا ستكون مقراً للتفاوض، وإن لم يحدد إعلان المبادئ مواعيد انطلاقة المفاوضات مع الشعبية شمال على أمل إحداث اختراق يزيل جمود الجولات السابقات.

ترحيب

على غير العادة احتفت الشعبية – شمال بالاتفاق الموقع مع رأس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، وخرجت جماهيرها في تظاهرات احتفائية لاستقبال رئيس الوزراء بمطار الخرطوم الدولي عقب عودته من أديس أبابا، وأعلنت جماهير الشعبية شمال بالخرطوم ترحيبها باتفاق إعلان المبادئ الموقع مع الحلو.

أراء منقسمة

عقابيل توقيع الاتفاق وذيوعه بين الناس، انقسمت الآراء  مابين مؤيد ورافض له. عدد من التنظيمات السياسية دبجت بيانات ترحيب وأخرى رفضت الإعلان.

أول المرحبين كان حزب المؤتمر السوداني الذي دفع ببيان صحفي أعلن فيه ترحيبه بالاتفاق، وقال إن الاتفاق يُمثل اختراقاً حقيقياً في ملف السلام، وبحسب البيان الذي تحصلت عليه (النورس نيوز) أعلن المؤتمر السوداني حرصه على الوصول للسلام، مع تعهد ببذل قصارى جهدهم لدعم السلام.

ذات الموقف المرحب، تبناه تجمع المهنيين السودانيين، وذلك على عكس موقفهم من الاتفاق الموقع مع الجبهة الثورية.

وقال تجمع المهنيين في تعميم صحافي أن إعلان المبادئ خطوة مهمة وقفزه نوعية، مشيداً في نفس الوقت بدور السلطة التنفيذية في دعم السلام.

ويرى التجمع أن قيادة السلطة التنفيذية للسلام يدفع العملية السلمية أماماً.

وعلى المستوى الخارجي، غرد السفير البريطاني عرفان صديق عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، بأنه سعيد بالاتفاق، وأشاد بكل من حمدوك والحلو، مشدداً على أهمية معالجة صراع الهوية الدينية.

ومن القاهرة رحب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل”، مولانا محمد عثمان الميرغني بالاتفاق، عبر بيان وصف ما جرى في أديس أبابا بالخطوة المهمة نحو تحقيق السلام.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحادي الأصل وقع مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية شمال قيادة الحلو بجوبا قبل أشهر.

في مقابل الأصوات المرحبة ارتفعت أصوات رافضة، أعلاها بلا شك صادر عن الحركة الإسلامية السودانية “المحلولة” التي خرجت من صمتها وأعلنت رفضها القاطع للاتفاق.

وقال بيان صادر باسم متحدثها الرسمي أنهم يرفضون الاتفاق وسيقاومون حمدوك وما أسماهم البيان بشلة العملاء (حد تعبيرهم).

وفي صعيد متصل يتوقع مراقبون معارضة بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير للاتفاق لا سيما الأمة القومي الذي لطالما أعلن مواقفاً مناوئة للعلمانية.

إمكانية الصمود

ثمة مواقف متشائمة، وتقول بإمكانية انهيار الاتفاق خاصة وأنه جاء متجاوزاً للوفد الحكومي المفاوض الذي يقوده الفريق أول محمد حمدان “حميدتي”.

وكانت الشعبية شمال رفضت الجلوس مع الوفد الحكومي الذي يقوده دقلو، وطبقاً لتسريبات خاصة لـ(النورس نيوز) فأن المكون العسكري بالسيادي ربما يرفض الاتفاق ويدون في حقه اعتراضات، خاصةً وأنه جاء متجاوزاً للعسكر الذي يتقاسمون الفترة الانتقالية مع المدنيين.

غير أن مراقبين قللوا من فرضية اعتراض المكون العسكري على الاتفاق، لا سيما وأن التنسيق بين المكونين العسكري والمدني ظلا حاضراً طوال فترة السلام، ويرى البعض أن التنسيق ربما يؤدي لقيادة حمدوك لملف التفاوض مع الحلو وعبد الواحد نور في الأيام القادمة.

وبالرغم من حرص الحكومة التنفيذية على عدن البت في قرارات تقع على عاتق حكومة منتخبة، يسري حديث هامس -كذلك- عن إمكانية تمرير العسكر للاتفاق، مقابل قبول المكون المدني بالتطبيع مع إسرائيل.

البدايات

بعد توقيع إعلان المبادئ في أديس أبابا يتساءل الناس عن مصير التفاوض مع الحلو وحركته، هل سيكون التفاوض بقيادة حمدوك، وهل ستكون أديس أبابا هي بقعة التفاوض.

عن ذلك، قال القيادي بالشعبية – شمال محمد يوسف أحمد المصطفى، باقتضاب لـ(النورس نيوز) إن التفاوض سيكون بجوبا. مضيفاً بأنهم رهن إشارة الجانب الآخر، وأهم مستعدون للتفاوض من أجل الوصول لسلام مستدام ونهائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *