تلميذة لعنت (الظلام) حرفياً .. “فاطمة جبريل” تتوقد تحت وهج “الشموع”

الأبيض : النورس نيوز

أضواء كثيفة تم تسليطها على منطقة (المزروب) بمحلية غرب بارا، مؤخراً، بعد النجاح الباهر الذي حققته التلميذة فاطمة جبريل محمد، باكتساحها لكافة الجالسين لامتحانات شهادة الأساس بولاية شمال كردفان.

الأنظار  توجهت نواحي فاطمة لكونها أضاءت من قلب بقعة منسية، على الأقل بالنسبة لكثيرين، كذلك لأنها حققت هذا النجاح على أضواء الفوانيس، وآشعة الشموع المتراقصة على وقع الرياح.

وبالطبع لو سمع أحدنا عبارة (كنَّا بنذاكر بالشمعة)، مباشرة سيستدعي مقولات الأباء والأجداد الآسية على كوننا من جيل توفرت له كل سبل الراحة والدعة، ومع ذلك يضيع طريقه للنجاح.

وعليه، سيحق لفاطمة مستقبلاً أن تتباهى بأنها تملك كامل الأحقية في نطق هذه العبارة أمام أهلها، وأمام الجميع، لكونها ادركت النجاح رغم كل الظلام من حولها.

وتسنمت فاطمة سدة الولاية بإحراز مجموع 279 درجة، من مدرسة (الزهراء)، شاركتها فقط في هذا النجاح إحدى تلميذات المدارس الخاصة ذائعة الصيت، بحاضرة الولاية مدينة الأبيض.

وعليه يرتجى من فاطمة أن تقود –مستقبلاً- أسرتها الصغيرة من داخل منزلهم البسيط المكون من (قطية دردر وراكوبة وسور من المواد المحلية) إلى رحاب وضع أفضل، امتثالاً لمقولة إن العلم يرفع دعامات ومقامات البيوت.

وبالفعل فإن العلم، رفع من رأس والدها العامل الكادح، في أوساط أقرانه، لا سيما وقد أثمر كفاحه عن أبنة نجيبة ينتظر منها الكثير لأسرتها، ولبلديها الصغير والكبير.

فاطمة اليوم هي محل احتفاء كبير من الأهل والمعارف، وكلنا أمل في (النورس نيوز) أن نرى اسمها يشع ثانية ضمن قوائم أوائل الشهادة السودانية بعد عدة أعوام، ومستقبلاً في مسيرة اكاديمية زاهية تضئ مسارات الوطن وفجاجه.