آراء و مقالات

أذا عرف السبب _ وكيف سنعبر ؟ _ أسامه عبد الماجد

(37) باخرة محملة بالماشية السودانية، تم إرجاعها للبلاد بواسطة السلطات السعودية في الفترة الماضية .. بها أكثر من (60) ألف رأس، آخرها باخرة كان على متنها نحو (9) آلاف رأس الإثنين الماضية، وذلك بسبب تدني المناعة .. عادت الماشية ومعها ملايين من نظرات الشك والريبة تجاه الحكومة .. مخلفة سمعة سيئة للحكومة السودانية في الأسواق العالمية.

الحكومة تفقأ عينها بيدها .. قتلها الاقتصاد ومع ذلك تبرع في دس المحافير.. مدير محجر سواكن البيطري عبد الرحيم عبد الفتاح دون أن يطرف له جفن يقول أن تكرار إرجاع المواشي الحق أضرارا بالغة بقطاع الصادر والمصدرين.. وكأنما أتى بامر جديد.. ذات مرة أعادت السلطات السعودية أربعة شحنات على التوالي.

صحيح حدثت معالجات في إعادة التطعيم وفحص المناعة، وتمت إعادة التصدير مرة أخرى .. ولكن تدنت سمعة الحكومة، ومناعتها الأخلاقية.. قبل مناعة الثروة الحيوانية .. يحدث نقص حاد في لقاح ( الفاكسين) .. بينما يتوفر وبكثرة لقاح الخمول واللامبالاة.

الجميع يعلم عدم ملائمة بعض البواخر التي تنقل المواشي للمواصفات المطلوبة .. أو لربما تتعمد أيادي خبيثة (كتم أنفاس) الصادر بالتلاعب في التهوية بالبواخر.. جوع وعطش الماشية يقلل من مناعتها .. الإهمال أو التعمد يمكن أن يتسببا في وصول الماشية فاقدة للمناعة .. بالمناسبة بعض هذة البواخر مملوكة لرجال أعمال مصريين.

الأمر جد لا يحتمل الصمت ومع ذلك لم تحرك الحكومة ساكناً حتى اللحظة .. ولم تظهر نتائج أي تحقيق في أمر هو واضح للعيان.. السعوديون ولحرصهم على العلاقة الوثيقة مع بلادنا .. مرروا معلومة مهمة للخرطوم .. طالبوها باستخدام لقاح من جنوب أفريقيا .. لكن حكومتنا الهمامة تستخدم لقاحاً كينياً.

وزير الثروة الحيوانية المكلف عادل فرح يبرر الأمر بحديث هو الآخر يحتاج للجنة تحقيق.. الوزير يضرب بالنصيحة السعودية عرض الحائط، وقال إنه من ناحية مهنية أن اللقاح الكيني أقوى من اللقاح الجنوب أفريقي.. وبرر ذلك بأن اللقاح الجنوب إفريقي ميت حسب التصنيف، بينما اللقاح الكيني مضاعف ويعطي مناعة لأطول فترة ممكنة. .. المحير كيف يطالب السعوديون الراغبون في الماشية السودانية باستخدام لقاح أقل جودة.

الوزير بحديثه قد يتسبب في خلق أزمة دبلوماسية مع حكومة جنوب أفريقيا .. لكن الأخطر في حديث الوزير للزميلة الغراء (السوداني) مناقضته لنفسه عندما ألمح إلى امكانية تغيير اللقاح الكيني .. والعمل برأي السعوديين .. لكنه اصطدم وعقب تسلمه لمهامه أن الوزارة دفعت مقدماً مالياً للمعمل الكيني يقدر بـ (45) مليون جنيه .. ومن الصعوبة إلغاء العقد.. واكتفى بنصح المصدرين بشراء بواخر، لأن حكومته لا تملك ولا باخرة.

الكارثة ليست في وزارة الثروة الحيوانية وحدها ووزيرها أو في معاملها في بورتسودان .. كان قد برز اتجاه قوي ويمكن أن يعالج المشكلة جذرياً، وذلك بأن يتم تسليم المواشي للمستوردين السعوديين بميناء بورتسودان أو المحجر .. على أن يتحمل المستورد مسؤولية ترحيل الماشية الي السعودية.. لكن ماذا نقول عن وزارة اسمها التجارة تعطل هذه الخطوة لأن وزيرها مشغول بالسياسة،.

لا أعتقد أن رئيس الوزراء استدعى وزيري الثروة الحيوانية والتجارة ليناقشهما في كيفية (عبور) الماشية السودانية إلى السعودية .. رغم أن شعار حمدوك الرنان (سنعبر).

آخر لحظة الصادرة الخميس 3 سبتمبر 2020

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *