والي نهر النيل..طبيبة تتحدى الدميرة وتيار “العميقة”

تقرير:صديق رمضان

بلغ الاعجاب بقوة شخصيتها مداه، فعبر عنه الخمسيني سيد احمد بالقول “انها امرأة بمليون راجل”، فالعامل السابق بالسكة حديد بمدينة عطبرة شمال السودان لايخفي تأييده لسياسة والي ولاية نهر النيل الدكتور امنة احمد محمد الفكي، التي اتسمت خلال الشهر الذي انصرم من حكمها عقب تعيينها في خواتيم يوليو الماضي بالشفافية والجراءة، وعلى الرغم من ان البعض مايزال يشكك في قدرتها على إدارة ولاية استراتيجية الا انها وفي موسم فيضان النيل تمكنت حتى الان في تحدي الدميرة والسباحة في بحر متلاطم الامواج، وهي تسعى لعبوره والخروج الى بر الامان رغم الغرق الذي يتهددها لقوة تيار الدولة العميقة، ومن تسيطر عليهم المقولة الشعبية الشائعة :”المرا كانت بقت فأس مابتشق الرأس”.

طريق شاق

امنه الفكي التي تبلغ من العمر 47 عاما كانت تدرك ان مهمتها ستكون شاقة وطريقها لن يكون مفروشا بالورود عقب اختيارها واليا لنهر النيل ،فالاصوات الرافضة لها ارتفعت عقب تعيينها بدقائق وتصدرت منصات التواصل بل مضى البعض بعيدا في التعبير عن رفضه للتصالح مع حقيقة ان تتولي امرأة منصب الوالي وارسل لها تهديدات بالقتل اذا وصلت الدامر لتسلم مهامها ،غير انها لم تعبأ كثيرا بالحملات التشكيكية التي انطلقت ضدها من الدولة العميقة او اؤلئك الذين يتمسكون بتقاليد المجتمع المحافظ في هذا الجزء من البلاد.

 

دورات ومهارات

ويبدو انها وفي طريقها الى الدامر لاستلام مهمتها استدعت الدورات التدريبية التي خضعت لها من قبل في القيادة السياسية من قبل هيئة الامم المتحدة لتنمية المراة ودورة اخرى وفي التخطيط الاستراتيجي، وثالثة في تعزيز حقوق المرأة ،وهذا جعلها أكثر صمودا وجسارة امام الاصوات الرافضة التي لم تنل من ارادتها فقد واجهتها وهي عضو في رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بجامعة الجزيرة التي درست فيها الطب، واستلهمت كذلك كل نضالاتها ضد النظام البائد الذي عمل ضدها حينما ترشحت لعضوية المجلس التشريعي في انتخابات 2010 ،لذا فان عضو تنسيقية الكوادر الطبية والصحية الدكتورة امنة اظهرت تماسكا كبيرا وهي تصل الى الدامر وتتزود في مدخلها بجرعة معنوية كبيرة حقنت بها اوردت ارادتها حينما استقبلتها لجان المقاومة بالترحيب والتأييد.

 

متاريس العسكر

ورغم حماسها الذي اظهرته لخدمة انسان الولاية الا ان العسكر وضعوا سريعا المتاريس في طريقها حينما رفضوا التعاون معها ربما لانها طالبتهم عقب اداءها القسم بالعودة الى ثكناتهم ،غير انها لم تنزعج حينما فعلوا ذلك بل اكدت وهي في ايامها الاولى تتلمس خطاها بالولاية ضرورة هيكلة اللجنة الامنية والقوات النظامية..لتتعاقب عليها الايام وهي تؤكد كلما اشرقت الشمس انها امراة قوية ،رغم ان حماسها يعتبره معارضيها تهورا الا انها تدثرت به وهي تمضي على طريق تعهدها الاول بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو لانهاء استعماره في الولاية لتصدر عدد من القرارات التي قضت باعفاء قيادات ماكان يظن احد انه سيأتي يوم وينزاح همهم من كاهل المواطن.

 

شجاعة وحسد

وبذات شفافيتها التي تحدثت بها في القصر الجمهوري فانها ظلت تتحدث في كل القضايا بشجاعة يحسدها عليها الرجال ،وحينما زار وفد من الشركة السودانية للتعدين الولاية طرحت السؤال الذي تحاشى كل الولاة السابقين الجهر به حينما سألت عن نسبة الولاية من عائد الذهب وهو سؤال في نظر البعض فرضته حقيقة اجهاض المركز حقوق نهر النيل في هذا الصدد.

ولانها خاضت معارك كثيرة ضد النظام البائد وهي طالبة جامعية ثم طبيبة فانها تنتهز كل الفرص لتوجيه سهام نقدها ناحيته ،وامس اكدت ان بقايا العهد البائد موجودة بالولاية وتسيطر على مفاتيح الحياة، متعهدة بتفكيكها وإرجاع الحقوق لأهلها، وقالت “وزي ماظلمونا سنحاسبهم”، وتدرك الطبيبة امنه ان تشخيص امراض نهر النيل ليست عسيرة بيد ان علاجها يستلزم الصبر وهذا جعلها تخاطب مواطني ولايتها  قائله:” ادونا فرقة وربنا خلق السموات والأرض في سته ايام “،وهذا يعني ان التركة التي ورثتها ثقيلة والتحديات جسيمة الا ان سلاحها لعبور ذلك يظل قوة العزيمة التي ميزتها وتعتبر عنوانا بارزا لرفضها مبدأ الهزيمة.

Exit mobile version