شــــــــوكــة حـــــــــوت _ كـتـامـى صــلاة مـيـت _ ياسرمحمدمحمود البشر

عندما شارفت طائرة وزير الخارجية الأمريكى مايك بامبيو على الهبوط بمطار الخرطوم كنت على مقربة من مطار الخرطوم قبالة كبرى القوات المسلحة وتزامن مع لحظة هبوط طائرة بامبيو إطلاق صافرات إنذار عربات الشرطة وهى تعيد المخلوع عمر البشير والمتهمين معه فى بلاغ تقويض النظام الديمقراطى صبيحة الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ إلى سجن كوبر بعد أن تمت عملية ترحيلهم لحضور جلسة المحاكمة مع العلم أن الأحداث التى شهدتها الخرطوم البارحة شغلت الناس عن محاكمة المخلوع عمر البشير وتحولت الأنظار لما تسفر عنه زيارة وزير الخارجية الأمريكى إلى الخرطوم وما بين زيارة بامبيو ومحاكمة المخلوع البشير جملة من الإستفهامات وعلامات التعجب

مع العلم أن زيارة بامبيو قد حملت جذرة أمريكية ليس معها عصا هذه المرة جذرة لا يمكن الوصول إليها أو تناولها إلا إذا إستوعبت الحكومة الإنتقالية معنى الرسالة الحقيقية من الزيارة ولا سيما أن طائرة بامبيو أقلعت من مطار بن غريون مباشرة إلى مطار الخرطوم (والجواب يكفيك عنوانو) مع العلم أن بامبيو سيتوجه إلى الأمارات والبحرين والجميع يعلم أن الإمارات أعلنت التطبيع الكامل والعلنى مع إسرائيل والبحرين هى العروس التى تبدئ محاسنها لإسرائيل ولا تستطيع أن ترفض أى طلب لإسرائيل مهما كان صعبا فالسياسية الخارجية لها حسابات مختلفة تماماً

عموما جاء وزير الخارجية الأمريكى وهو يعلم ماذا يريد أن يقول وما هو الهدف الحقيقى من الزيارة والجميع يعلم ماذا يدور فى لقاء بامبيو وعبدالله حمدوك ومثلما يعلم الجميع ماذا يجرى بين كل عاشقين أكملا حلمهما فى أول ليلة لهما مع بعض بعد إكمال مراسم الزواج لذلك نجد عبدالله حمدوك قد توكل على الله وقال أن عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليست من مهام الحكومة الإنتقالية لكنه طالب برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الأحادية التى تفرضها واشنطون على الخرطوم لأكثر من ربع قرن من عمر الزمان

أما عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قد حسم أمره تماما عندما إلتقى برئيس الوزراء الإسرائيلى بكمبالا قبل أشهر قليلة لذلك لن يجتهد وزير الخارجية الأمريكية كثيرا فى شرح فكرة التطبيع مع إسرائيل للبرهان لأن البرهان لا يستطيع أن ينفى أنه قد خطى خطوات فى طريق التطبيع الغير معلن مع إسرائيل وهناك حديث قد تم عن التطبيع بعيدا عن الأنظار وبعيدا عن وسائل الإعلام على طريقة الصلاة على الميت (كتامى) يكون الإمام واحد لكن كل مصلى يدعو دعاء منفرد ليس له علاقة بالإمام إلا فى التكبيرات ولكل شيخ طريقة يتعامل بها مع وزير الخارجية الأمريكى فى زيارته للخرطوم والتى ستعقبها كثيرا من التحولات فى الشأن السودانى قبل الإنتخابات الأمريكية المقبلة

نــــــــــص شــــــــوكة

وإذا ما أصر حمدوك على موقفه من أن الحكومة الإنتقالية ليس من مهامها تطبيع العلاقات مع إسرائيل فإن بامبيو سيبتسم فى وجه حمدوك ويقول له بالحرف الواحد ليس من مهام الإدارة الإمريكية التعامل مع الحكومة الإنتقالية فى رفع العقوبات الأمريكية أو رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

ربــــــــع شــــــــوكــة

(جراب الفيل ولا بشدو فى الحمار)

yassir.mahmoud71@gmail.com

Exit mobile version