الطريق الثالث _ تصفير العداد _ بكري المدنى

من الفرص الكبيرة لإنقاذ الفترة الانتقالية توقيع اتفاق مع الحركات المسلحة وتشكيل حكومة جديدة من كوادر ترشحها الجبهة الثورية وأخرى ترشحها الأحزاب السياسية

الفرصة كبيرة في تغيير افراد الطاقم الحاكم الآن على المستويين السيادي والوزاري وعمل ذلك من خلال تنفيذ اتفاق بين الحكومة والحركات مدخل جيد يحفظ ما تبقى من ماء وجه لحكومة الثورة ويجنب الحركات المسلحة المشاركة في تجربة فاشلة وإن استمرت

سوف تسقط كوادر الحركات المسلحة مع الحكومة الحالية لو تم تسكينها في الهياكل القائمة والتى فشلت على مدى عام كامل في إيقاف التدهور في كل شيء بل وتسببت في سرعته نحو الهاوية

الحركات المسلحة لديها كوادر سياسية عركتها التجارب ولبعضها خبرات في إدارة الدولة والمشاركة في السلطة ومن غير العدل الزج بها في تجربة فاشلة ومحتضرة ولن تنجح المسكنات في إنقاذها

ان تصفير العداد فقط هو الذي يمكن ان يمنح أملا ببدايات جديدة ومختلفة عن هذه التجربة المليئة بالثقوب والعيوب ويدفع للساحة وجوها جديدة أكثر حيوية وفاعلية وقدرة على العطاء

ان الدعوات للتصعيد الثوري التى تنطلق اليوم من قوى الثورة وتقف خلفها بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير لن يتمكن الجميع من كبح جماحها ان استمرت الأوضاع على ما هي عليه وازدادت سوءا وسوف تنتهي بإسقاط الحكومة في الآخر

ان لم تسقط الحكومة بفعل الثوار فلا أحد يضمن عدم قيام مغامرة عسكرية ناجحة في ظل الظروف الراهنة ولن تعدم من يؤيدها حال وقوعها بل لا تعدم اليوم من يحلم بها وربما يعمل لها بالداخل والخارج

ان الطريق الثالث بين الثورة الشعبية والمغامرة العسكرية هو حل الحكومة عبر الاتفاق مع الحركات المسلحة وتشكيل حكومة جديدة بمجلسي سيادة ووزراء واكمال السلطة بإقامة المجلس التشريعي مع توسيع قاعدة الحاضنة السياسية

سيكون توقيع اتفاق بين الحكومة والحركات سواءا ان كان في جوبا او الخرطوم مناسبة جيدة لإعلان التشكيلات الرسمية الجديدة وضوء أمل في النفق الطويل

لا أحد يزايد على دور الحركات المسلحة في إضعاف النظام السابق و ارهاقه والثورة التى اسقطته ثورة تراكمية للأحزاب فيها والحركات اسهم معلومة فهي ليست ابنة ديسمبر ولا ابريل فقط

ان أجمل إعلان يمكن ان يسمعه شعبنا في الأسابيع القادمة المتوقع من خلالها توقيع اتفاق بين الحكومة والحركات هو حل الأجسام القائمة وبناء أجسام جديدة

في حال عدم تصفير العداد واختيار الطريق الثالث ما بين الثورة والانقلاب فلتستعد حكومة (قحت) والحركات القادمة للإسقاط عبر الطريق الأول او الثانى وكليهما طريق قصير وسريع وخطير للتغيير !

#نشر بجريدة السودانى

Exit mobile version