بقايا أوراق _ آلية حفظ حقوق المبدعين والنوم العميق _ رندة بخاري

(1)

قبل ثلاثة اشهر ونيف انشغل الوسط الفني بخلاف الشاعر اسحق الحلنقي، والفنان محمد الامين، بعد علاقة فنية تجاوزت العقد الرابع، وسبب الخلاف كان هو وفقًا لحديث الحلنقي معي تغول الباش كاتب على حقوقه المالية التي لم يفي له بها، لأربعين عام وأكثر ما احزنه، ان ود اللمين ظل يتجاهله على المستوى الاجتماعي وحتى الكلام الطيب يضن به عليه ذلك الخلاف حل بصورة ودية عبر التسوية تمت بينهما كما يحدث في كثير من قضايا الحقوق

(2)

خلاف ود اللمين والحلنقي، افضى الى تكوين آلية للمحافظة على الحقوق المالية، لأصحاب الحقوق الاصيلة الشاعر والملحن، وتم تعيين الفنان صلاح مصطفى على رأس تلك الآلية التي الى يوم الناس هذا لم تفعل وماهي الا مسمى فقط، وهكذا كيانات تحتاج الى خطوات عملية لحسم قضايا التغول على حقوق المبدعين، التي ارهقت كاهل اصحابها وهم يسعون ورائها، وهنا لابد من الإشارة ايضا إلى ان حق الاداء العلني الذي نص عليه قانون حق المؤلف وقضى بدفع استحقاق مالي نظير عدد بث الاغنيات او اذاعتها، ايضا نجدها غائبة وتحتاج الى من يصحبها معه، الفنان صلاح مصطفي في حال قرر تحريك ساكن الالية التي يراسها ولكم ان تعلموا ان ورثة الشاعر الهادي ادم تتلقى حقوق مالية من القنوات المصرية نظير بث اغنية اغدا القاك لكوكب الشرق ام كلثوم.

(3)

كثيرا ما اعيب على الشعراء، لجؤهم إلى التسوية الودية، التي نجدها تظلمهم كثيرا فالقانون تم تشريعه، ليعطي كل ذي حق حقه، لكن بعض من اصحاب الحقوق الاصيلة، سرعان ما يتنازلون عن ملاحقتهم لحقهم مقابل حفنه جنيهات، وسلوكهم ذاك شجع الفنانين على هضم استحقاقاتهم المالية، فالفنانين يرددون اغنياتهم لسنوات طوال دون التفكير في سداد ما عليهم لأنهم يعلمون ان الشاعر متى ما طالب بحقه لا يلجا إلى المحكمة بل إلى الحل السهل وهو التسوية لذا مسالة انتهاك الحقوق لن تتوقف الا عبر تلكم الالية التي تغط في نوم عميق.
ranadabokary@gmail.com
نشر في (النورس نيوز)

Exit mobile version