الطريق الثالث _ المتاريس أمام مجلسي الوزراء والسيادة _ بكري المدنى

احتكاك بعض الشباب بالمواطنين الذين تجاوزوا المتاريس يوم الخميس بعرباتهم أمر مزعج جدا واشارة سالبة على طريق ثورة ديسمبر المجيدة

 

كان من المفهوم إقامة المتاريس على كافة الطرقات لشل الحياة وإسقاط النظام السايق ولقد نجحت تماما هذه الوسيلة والتى لا تبدو مناسبة اليوم وإن كان لابد فيجب أن تقام على طريق المسؤولين وليس المواطنين

 

ليس ذنب المواطن ان لم تقم حكومة الثورة بالمطلوب منها وعلى الثوار ههنا الاتجاه لمحاسبة حكومتهم والضغط عليها وإسقاطها (ان قنعوا من خيرا فيها) دون ان يكون المواطن مضطرا لدفع ثمن رضاهم عن اختيار هذه الحكومة  ومن اختارها وثمن عجزها في ذات الوقت !

 

بدلا عن إغلاق الطرق العامة واعتراض المواطنين المغلوبيين على أمرهم يعرف شباب الثورة وجههتم تماما هذه المرة والتى من خلالها يمكنهم الضغط على حكومتهم لتصحيح الأوضاع او إسقاطها ان دعا الحال وأمام شباب الثورة مبانى مجلس الوزراء والقصر الجمهوري ومقر تجمع المهنيين ومقار قوى الحرية والتغيير ودور أحزابها المختلفة

 

كل ما سبق  مواقع معلومة سواء كانت لتنفيذيين او سياسيين معنيين بأمر هذه الحكومة عجزت او فشلت وعلى الشباب إقامة المتاريس أمام مقارها لحملها على الاستجابة لمطالبهم سواء ان كان المسؤول عنها المجلس السيادي بشقيه العسكري والمدنى ومقره القصر الجمهوري أو مجلس الوزراء المعروف او الوزارات المختصة والدور الحزبية

 

تلك هي الجهات المسؤولة وهي ليست مجهولة والرسائل من المفترض ان تودع في عناوينها المباشرة مثلما حدث في مسيرة جرد الحساب الأخيرة   والتى ذهبت إلى مجلس الوزراء

 

ان كانت الضرورة تتطلب إقامة متاريس وإشعال الإطارات وتعطيل المسارات فيجب أن يكون ذلك في مواجهة المقصرين وليس مواطنا مغلوبا يسعى خلف رزقه نهارا والذي أصبح شاقا بسبب حكومة الثورة او هو عائدا لبيته مساءا ليقوم على حماية أهله في ظل هذه الأوضاع السائلة

 

سوف يفقد الشباب تقدير المواطنين بإغلاق الشوارع في وجوههم وسيجدون منهم كامل التأييد ان هم قفلوا الطريق أمام المسؤوليين ومنعوهم من الحركة حتى تحقيق أهداف الثورة وسوف ينضم كل المواطنين في الآخر للشباب في اتجاههم الصحيح

 

صحيفة السودانى

Exit mobile version