بقايا أوراق – عن حادثة عائشة الجبل – رندة بخاري

1

اخذت حادثة الاعتداء على الفنانة عائشة الجبل؛ حيزاً كبيراً من احاديث الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ اذ انقسم رواد تلك المواقع إلى قسمين الأول جرم الفعلة واعتبرها دخيلة على مجتمعنا السوداني المعروف باحترامه للمرأة والثاني حمل “الجبلية” كل تم فعله مستندا في تحميله لها لتلك الحادثة على الاغنيات التي ترددها هي وغيرها فيما يعرف بمصطلح اغنيات (الزنق او الكتمات ) التي على حد قولهم مفرداتها بها ايحاءات تثير الغرائز معتبرين ان ذلك مبررا كافياً لان تتعرض هي او غيرها من المطربات إلى التحرش

2

في تقديري ان ما ساقه البعض مبررات غير مقبولة؛ اذ ان تلك الاغنيات اصبحت رائجة و لها جمهور ليس فقط في بيوت الافراح وانما في كل مكان؛ تعانق اسماعنا صباح مساء وتبريرهم لفعلتهم اقبح من ذنبهم؛ و ما قالوه وصموا به انفسهم ومن ثم صنفوا انفسهم بانهم منحلين أخلاقيا؛ وبما انهم يرون ان تلك الاغنيات تخاطب غرائزهم حد الإثارة لماذا لا يقلعون عن الاستماع لها ويدعون عنهم الركض خلف مطربيها ومطرباتها اينما اقاموا حفل خاص كان ام عام.

3

المجتمع السوداني بعضه يعاني من ازدواجية في السمع؛ واعني انه امام عامة الناس يصب جام غضبه على تلك الاغنيات ويحلف بأغلظ الايمان انه لا يستمع إلى هكذا غناء؛ ولو امتدت يدك إلى هاتفه لوجدته يضج بأغنيات سيد الثلاثاء؛ واخواتها فيتعاطاها سرا وينبذها جهرا ورضينا ام ابينا هذا فن عالمي؛ بدأ في الخروج من قاع المدينة إلى سطحها وحفلاته تجاوزت بيوت الافراح إلى المسارح العامة؛ ودونكم خشبة المسرح القومي الذي اقيمت به حفلات الزنق مرات عدة وعلى الجميع احترام المؤدين له كما على المطربات اللجوء إلى البودي قارد لحماية انفسهم من التحرش الذي لن يتوقف عند حادثة عائشة الجبل.

ranadabokary@gmail.com

نشر بموقع (النورس نيوز)

Exit mobile version