شـــــوكــة حــــــوت _ عندما يتفقون سنفقد الوطن _ ياسر محمد محمود البشر

المتابع لمجريات المفاوضات التى تجرى ما بين الحكومة الإنتقالية السودانية والحركات المسلحة بجوبا ما هى إلا عملية تحصيل حاصل لأن مؤامرة تقسيم السودان السودانيين فى العصر الحديث من الداخل قد إكتملت حلقاتها وآن آوان إسدال الستار على المسرحية التى طال أمدها وكل المتحاورين بجوبا بما فيهم الحكومة ما هم إلا آلية من آليات تنفيذ هذا المخطط الذى صمم بعناية فائقة لتقسيم ما تبقى من جسد السودان وما المفاوضات الجارية إلا بمثابة طلاء على سقف تقسيم هذا البلد وهو مخطط واجب النفاذ والتنفيذ وبأيدى سودانية خالصة

والذين يقفون وراء تنفيذ المخطط الذى صمم لهذا الغرض لا يهمهم من يحكم السودان حكومة إنتقالية أو حكومة منتخبة أو حكومة الجن الأحمر بقدر ما يهمهم أن يقسم السودان إلى عدد من الدويلات حتى وإن كانت لا تملك مقومات دولة لكن من الضرورة بمكان أن لا تبقى خريطة السودان على ما هى عليه اليوم ولا بد أن تكون هناك دولة بدارفور وأخرى بجنوب كردفان وثالثة بالنيل الأزرق ورابعة بشرق السودان لحظتها سيتبقى السودان الممتد ما بين دنقلا والأبيض وسنار وهو ما عرف بمثلث حمدى وعندما رسم حمدى هذا المثلث إنما رسمه بأصابع أخرى تدير أمور السودان بالريموت كنترول من الداخل والخارج ويمكن القول أن عبدالرحيم حمدى كان مكبر صوت لجهات أخرى تدرى ماذا تريد أن تفعل بالسودان وعند حمدى الخبر اليقين

وحتى لا نذهب بعيدا فإن المفاوضات الجارية الآن لا تتعدى كونها مساحة تمكن الجهات المنفذة لهذا المخطط من دس سم تقسيم السودان فى دسم المفاوضات مثلما حدث فى مفاوضات نيفاشا مع الوضع فى الإعتبار غياب بعض الوجوه عن المشهد مع بقاء ذات المخطط الموضوع لتفتيت السودان بعناية حتى ولو فهم المفاوضين المخطط المعد والسيناريو المرسوم لهذا الغرض.

ومن مقومات كل دولة فى العالم الجيش والعملة والعلم بالإضافة إلى الأرض وعندما تمت عملية إنفصال الجنوب كان الجيش موجود وهو جيش الحركة الشعبية والعلم كان علم الحركة الشعبية وتمت طباعة الجنيه الجنوب سودانى قبل الإنفصال والآن تم إعداد الجيوش بالنسبة لجنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق والشرق موجودة أصلا ولم يتبقى إلا العملة أما الأعلام هى نفس علم السودان عليه نجمتان علم دولة دارفور وثلاثة نجوم وهو علم جنوب كردفان وأربعة نجوم وهو علم النيل الأزرق وما أسهل طباعة العملة بعد إعلان إنفصال كل جزء من الأجزاء المراد تقسيمها

نــــــــص شـــــوكــة

عندما يتفق المتحاورون بجوبا على صيغة كيفية حكم السودان والوصول به إلى ضفة حكم علمانية الدولة أو إسلاميتها سيكون المفقود هو السودان ومثلما أضطررنا السفر الى جوبا بتأشيرة دخول وجواز سنضطر لدخول الفاشر الدمازين وكادوقلى بتأشيرة دخول وجواز طالما أن حملة السلاح والحكومة ينفذون أجندة غيرهم بوعى أو غير وعى منهم.

ربــــــــع شـــــوكــة

عندما كانوا صغارا كان السودان عظيما وعملاقا وعندما كبروا تناحروا وتصارعوا حتى أصبح السودان قزما بين الأمم

yassir.Mahmoud71@gmail.com.

Exit mobile version