بينما يمضي الوقت _ ( شوية وح نسف التراب ) _ أمل أبوالقاسم

يسير الدولار تسابقه الخطى نحو ال(200) جنيه كما توقع خبراء الإقتصاد وربما يتخطى ذلك دونما أمل في كبح جماحه، وكيف ذا وليس هناك أي مؤشر أو معينات لذلك وحركة الإنتاج تعاني شللا كاملا وكلما حاولت الحراك ارتدت إليها محاولتها خسرانا مبينا، وعلى سبيل المثال فثروتنا الحيوانية التي من المفترض أن نباهي بها الأمم تعاني بوارا وكسادا منقطع النظير وهي عقب كل محاولة تصدير تعود من حيث أتت مخلفة خسائر فادحة للمصدرين والدولة ليس آخرها إرجاع شحنات الماشية من المملكة العربية السعودية وقد تعدت ال(105) مليار جنيه لسبعة سفن وأخرى أمس ليبلغ عدد المردود (22 ) باخرة. وما ذلك إلا لفوضى سياسات الدولة وقد حمل مقرر شعبة الماشية السابق المسؤولية لسياسات بنك السودان المركزي، فضلا عن الأمراض والاوبئة سيما في الفترة الأخيرة وهذه بمثابة فضيحة ان تصدر ماشية غير مستوفية للاشتراطات الصحية فينفق اغلبها في طريق الرجعة. بيد ان المحير ورغم تكالب أصحاب الماشية على التصدير الا ان عائده أقل من أسعار اللحوم داخل السودان ما يثير تساؤلات عن جدوى التصدير الإقتصادية وهل تعود عائداته نفعا؟ أم أن الصادر في حد ذاته آلية لتهريب الثروة الحيوانية خارج البلاد وبالتالي أهدار للعملة الصعبة.

ذات الحال يقع على منتج الذهب الذي استعصت السيطرة على تهريبه في ظل اطماع التجار وغير التجار هذا إلى جانب تشاكس الشركات في إنتاجه وتصديره. وليست الزراعة التي تعاني شدا وجذبا بين المزارع والحكومة، وعدم توفير الأخيرة لمعيناتها حتى اوشكت على القحت وأصبح الإعتماد الكلى على الاستيراد الذي يعاني ما يعاني هو الآخر من عدم توفير العملة الصعبة وتخليص البواخر، كل ذلك ليس ببعيد عن سابقيه. أما الدولار نفسه فقد أوشك على النفاذ بعد الإقبال الكبير على شرائيه لتهاوي قيمة الجنيه وضعفه وأصبح الاحتفاظ وتخزينه ضرب من الجنون.وان ظل حال حكومتنا هكذا بلا تقدم عملي أو محاولة السيطرة بالتراجع عن قرارات مجحفة تخدم الخارج ولا تخدمنا ف(شوية وح نسف التراب )

(٢)

التصرف الذي ابدته أمس الحركة الشعبية جناح “الحلو ” من رفضها لترؤس نائب رئيس السيادي الفريق أول ركن “محمد حمدان دقلو ” بزعم انه قائد مليشيات وغيره من ساقط القول رغم دأبه الذي لا تتناطح حوله معزتان وقبوله لدى بقية الحركات إنما يفضح نواياه ويفضح من يقفون خلف ذلك لعرقلة ليس عملية السلام فحسب إنما الحكومة نفسها والشواهد لا تعد وقد ازكمت رائحتها الانوف. لكن مجلس الوزراء الذي على ما بدى في عدد من الموقف قد استيقظ ونهض من رقدته تصدى لبيان الحلو ببيان صارم مفاده التمسك بترؤس حميدتي للوفد الذي شكلته الحكومة وهو بروتوكول وقرار لا يحتمل نقاش اي طرف، وسبق ذلك انباء عن حل الفريق أول ركن “شمس الدين الكباشي ” ربما من أجل استئناف الجلسة بلا منغصات..
ترى إلى متى ستصمد الحكومة أمام تماهي الحلو وخلقه لبلبلة عند كل جلسة بوضعه لشروط معرقلة؟ وبالمناسبة لأي منظومة تنتمي مليشياته.. عفوا قواته؟

Exit mobile version