شــــــــوكــة حـــــــــوت _ إهمال وميتة وخراب ديار _ ياسر محمد محمود البشر

بصوت تعلوه نبرة أسى وحزن دفين هاتفنى المواطن السقدى أحمد عثمان الذى يسكن ضاحية دار السلام مربع (٣) بمحلية أم بدة ويكاد يتميز غيظا وهو يحدثنى وقد حاولت أن أخفف من الوجع الذى ألم به إلا أن حجم الألم فى دواخل السقدى أحمد عثمان تمدد وغطى مساحات الوطن بعد أن تأكد للجميع أن أرخص سلعة فى السودان هو المواطن السودانى الذى أصبح لا يجد أدنى إهتمام ناهيك من أن يجد الرعاية وأن يعامل وفق قانون الإنسانية فالمواطن السودانى يأتى فى ذيل قائمة الإهتمامات وحتى لا نذهب بعيدا لا بد من سرد المأسأة التى تعرض لها المواطن يحى الحاج داؤود البالغ من العمر ٤٨ عام والذى يرقد الآن بين يدى من لا يظلم عنده أحد ذهب إلى جوار ربه جراء الإهمال ثم الإهمال فى ظل غياب السلطات الصحية*.

بدأت التراجيديا عندما تعرض المواطن يحى الحاج داؤود إلى حادث حركة بشارع قندهار غرب سوق ليبيا عند الساعة السادسة إلا ربع مساءاً من يوم الأربعاء ٢٠ / ٨ /٢٠٢٠ وتم إسعافه إلى مستشفى أم بدة وهو ينزف وقامت إدارة مستشفى أم بدة بتحويله إلى مستشفى بحرى وتم تحويله من مستشفى بحرى إلى مستشفى إبراهيم مالك والذى حولهم إلى مستشفى حراء الذى حولهم إلى مستشفى يستبشرون كل هذا لم تقدم أى إسعافات للمصاب وتم حمله على إسعاف مقابل دفع مبلغ ثمانية مليون جنيه

ومازال مسلسل الإهمال مستمرا حيث تم تحويله من مستشفى يستبشرون إلى مستشفى الزيتونة والذى حولهم لمستشفى علياء ومن مستشفى علياء إلى مستشفى أسيا والذى تحجج بوجود حالة إشتباه بكورونا ولم يتم إسعاف المصاب حتى الساعة الثانية والنصف صباحا وهو ينزف طوال ثمانية ساعات مع العلم أن هناك ما يعرف بالساعة الذهبية يجب أن يتم إسعاف المريض فيها وبعد أن سدت كل الطرق أمامهم ذهبوا إلى نيابة القسم الأوسط أم درمان وأبلغوا وكيل النيابة بهذه المأسأة التى تعيشها أسرة المصاب يحى الحاج داؤود

ومن ثم تحركوا به إلى مستشفى علياء مجددا ثم عادوا به إلى مستشفى أسيا وعندما فشلوا فى العثور على أى مستشفى تستقبل هذه الحالة عادوا به بعد ١٢ساعة إلى طوارئ السلاح حتى فاضت روحه إلى بارئها عند الساعة الحادية عشر صباحا من يوم الخميس الموافق ٢١ / ٨ / ٢٠٢٠ ويمكن القول أن روح المصاب يحى عافت البقاء فى جسد يسكن وطن لا يعرف قيمة الإنسان ويبقى الإنسان مورد ومصدر دخل لخزينة الدولة وعندما يحتاج المواطن إلى تقديم أبسط الخدمات الطبية وبين ظهرانينا حالة المرحوم يحى الحاج داؤود

نــــــــــص شــــــــوكــة

إمتدت رحلة المرحوم يحى إلى أكثر من ١٦ ساعة وهو ينزف ولم يجد الرعاية الطبية أو حتى الإسعافات التى تجعله يشعر بأدنى درجات الإهتمام وإحترام ذرة الإنسانية وتقدير الإنسان فى المقام الأول ما يمكن أن نقوله أن يحى ذهب إلى جوار ربه ودمه مفرق بين كل من شارك فى مأسأته وهو ينزف حتى لقى ربه

ربــــــــع شــــــــوكــة

تحول السودان من أمة الأمجاد والماضى العريق إلى أمة الأمجاد والركشات والتكتك

yassir.mahmoud71@gmail.com

Exit mobile version