آراء و مقالات

كلام صريح _ جرد حساب _ سمية سيد

حاصرت مليونية جرد الحساب أمس مجلسي السيادة والوزراء بعد عام من التوقيع على الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية ..جموع غفيرة من المواطنين استجابت للدعوة التي أطلقتها تنسيقيات لجان المقاومة بسبب ضعف أداء الحكومة وفشلها وعجزها في توفير أبسط مقومات الحياة الكريمة التي خرج الشارع من أجلها لتغيير النظام.الوضع المعيشي ازداد سوءا عما كان عليه قبل الثورة ..الشق المدني في الحكومة يتخبط ولا يستطيع الإمساك بزمام الأمور، فيما اختار المكون العسكري الصمت (والفرجة) والشماتة على فشل الحكومة .

استبق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك انطلاقة مليونية جرد الحساب ببيان لم يجب على مطالب المحتجين ،والمتمثلة في الأوضاع المعيشية ..عدم اكتمال هياكل السلطة المدنية والتي لم ينجز منها سواء تعيين الولاة المدنيين.. محاكمة رموز النظام السابق ومحاسبة المفسدين ..قضايا السلام.. وقف الحرب .
في بيانه أشار حمدوك إلى اكتمال خطوات المرحلة الأولى من السلام ،بقرب التوقيع مع الفصائل التي يتم التفاوض معها في جوبا.. لكنه يعد سلاما منقوصا لن يخدم أهداف الوثيقة الدستورية ، وذلك بسبب التباعد الكبير مع أهم فصيلين وهما الحلو وعبد الواحد محمد نور.وبدلا من طي الخلافات مع حاملي السلاح بحسب الاستحقاق الدستوري، فرطت الحكومة الانتقالية في تماسك ووحدة المناطق الشمالية وزادت من الفرقة والشتات والنعرات القبلية في ولايات الشرق.

بالأمس خرجت جماعات بصوت قبلي جديد في ولاية نهر النيل تحت مسمى وحدة قبائل الجعليين .فيما تشهد مناطق الشرق أسوأ مرحلة من الاحتراب القبلي .المستغرب له أن بيان حمدوك خلا تماما من الإشارة إلى الأوضاع الاقتصادية .ولم يأت حتى بوعود لتحسين معاش الناس أو طي أزمات الوقود والخبز والدواء .
ثم ماذا بعد جرد الحساب؟

وأم من يعتقد أن الأوضاع ستنتهي مع نهاية يوم أمس الذي شهد خروج إعداد كبيرة في الخرطوم والولايات الأخرى.
عندما خرجت مليونية 30 يونيو الماضي ،أطلق رئيس الوزراء وعدا مشهودا بتحقيق مطالب الشعب خلال 3 أسابيع. وظنت الحكومة ان الوعد كاف لإسكات الناس .ولم تتوقع انها محاصرة برقابة شعبية قوية .

هذه الحكومة ليس أمامها من خيار غير تجاوز قوى الحرية والتغيير في تشكيل حكومة كفاءات من خارج منظومة الأحزاب المكونة للحاضنة السياسية .و سيكون ذلك اول خطوة في عمليات التغيير والإصلاح، ومؤكد انها ستجد الدعم السياسي والسند الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *