آراء و مقالات

همس الحروف _ (رسالة مستعجلة إلى بريد والي ولاية الخرطوم) _ الباقر عبد القيوم علي

 

النظافة هي أهم قيم الحياة وهي الضامن لسلامة الصحة العامة للناس وتعتبر من القيم السماوية التي دعت إليها كل الأديان و الاعراف المجتمعية ، و لكنها أخذت الصدارة في الفضائل التي دعى الإسلام إليها و تعد اهم ركائز تهذيب الانفس و جزءًا أصيلاً لا يتجزأ عن الإيمان ، و لهذا نجدها أخذت حظوتها العظمى بالاهتمام بها في الدين الإسلامي الذي تفوق على بقية الأديان السماوية الأخرى في دعوته المباشرة إليها وحث الناس للتقيد بها ، لأنه لم يُنظر إليها على أنها مجرد سلوك نمطي يجب على الناس القيام بها ، وكما لم تكن فقط من الممارسات الاجتماعية الراقية التي ينال فاعلها إستحسان ورضا الناس عنه .. ولكن نجد ان الإسلام قد أفرد لها اكبر المساحات و إعتبرها أهم الفضائل التي تصح بها ممارسة جميع الطقوس الدينية و العبادات و لهذا كانت قيمتها الإيمانية هي الأعلى لانها متصلة بكامل العقيدة

يختلف مقياس مفهوم الناس حول تعريف مدلول النظافة ، وهذا الإختلاف يعود إلى التربية السلوكية حسب الوعي العام للحاضنة الإجتماعية التي يتربى فيها الفرد و كذلك يزيد الفهم حول مفهوم مدلول هذا اللفظ حسب ثقافات المجتمع ومستوى الفكر و الوعي المجتمعي ، و التربية حسب الفروق الإجتماعية ، وهذا التدرج في الفهم يرجع إلى عوامل كثيرة جداً تضيق لها المساحة في هذا المقال ويمكن إختزال تعريف هذه الفروق في إختلاف أنماط الحياة واختلاف مستوى الثقافات والوعي بين الناس ، فمثال ذلك نجد ان البعض يتعامل تجاه هذا الأمر بأنانية شديدة فيمكن ان يقوموا بتنظيف بيوتهم ولكن نجدهم يقومون برمي نفاياتهم و مخلفاتهم في أقرب مكان في الشارع العام دون الإلتفات إلى إصحاح البيئة … و التي يمكن أن ينعكس الأمر عليهم و تدخل هذه النفايات بيوتهم مرة أخري في شكل مختزل ومختصر كجراثيم تنتقل إليهم عن طريق الذباب الذي توالد بسبب نفاياتهم التي تعاملوا معها بإهمال شديد و يكونوا بذلك هم من تسببوا في مرض أنفسهم بسبب سلوكهم الأناني الذي جعلهم يدفعون ثمن تلك الانانية بمساحة مقدرة من صحتهم .. ولهذا نجد ان تعريف مفهوم النظافة ضخم جداً و لكنه بسيط في ممارسته فهي مجموعة من السلوكيات الراقية التي ترفع من شان الفرد في مجتمعه و ترتقي به لانه بتلك السلوكيات يكون قد اسهم في بناء الصحة العامة للمجتمع

أعظم ما قام به سعادة والي ولاية الخرطوم الأستاذ أيمن خالد نمر عقب توليه لمهام منصبه هو ضربة البداية التي كانت في قمة التوفيق وهي تنظيف ولايته عبر حملة النظافة الشاملة التي دشنها يوم أمس لإزالة تراكمات النفايات التي أصبحت مهدداً للصحة العامة بمشاركة جماهير الولاية الحادبين على نظافة بيتهم العام بدعم مقدر من القوات النظامية ومنظمات المجتمع المدني.

و بهذه الحملة العملاقة التي إستهدفت كامل الولاية و التي تعاون فيها معظم سكان الولاية من أجل إصحاح البيئة و تقليل فرص الإصابة بالأمراض الفتاكة بمعاونة قدر معتبر من منظمات المجمتع المدني و التي لعبت فيها القوات النظامية دوراَ مقدراً وعلي رأسها الدعم السريع الذي بدأ يوطن لإسمه في قلوب الشعب بانه فعلاً إضافة حقيقية داعمة لكل متطلبات الشعب ليس في المجال الامني فقط وأنما في جميع الخدمات التي تطلب منه وينفذ ذلك علي اعلي درجة من السرعة تحقيقاً لشعار إسمه (الدعم السريع)

فأقول لكل من شارك في هذه الحملة شكراَ جزيلاَ وجميلاَ يليق بمقامكم و اتقدم بشكري الخاص إلى سعادة والي ولاية الخرطوم الذي قام بتدشين هذه الحملة و إلى كل من ساهم فيها من أفراد هذا الشعب و لو بمقدار كلمة طيبة فقط في دعم هذا المشروع الضخم .. و كذلك أخص بالشكر أجزله جميع القوات النظامية التي تفننت بمساهماتها الجبارة في هذا العطاء الضخم من اجل إصحاح البيئة لإنجاح هذه الحملة التي شملت النظافة العامة لكامل الولاية بإزالة اكوام النفايات و محاولة معالجة اعطاب الصرف الصحي التي كانت تشكل مصدر إزعاج لكل سكان العاصمة

وبهذه البداية الموافقة يا سعادة الوالي تكون قد خطوت الخطوة الأولى في مسيرة نجاحك في إدارة هذا المنصب الذي تحفه الأشواك .. و أسال الله ان يعينك عليه و أن يهيئ لك البطانة الصالحة لإنتشال هذه الولاية من الوحل

وسوف يسجل لك التاريخ إسمك بأحرف من نور علي صفحاته إذا تبع هذه التظاهرة حملة جوية لمحاربة الذباب و الناموس عن طريق الرش بالطائرات لنمزق بعدها فاتورة شراء أدوية الملاريا والامراض المنقولة عن طريق هذه الهوام .. و يمكن ان يكون ذلك بمساندة شعبية يساهم فيها جميع مواطني الولاية لدعم هذه الحملة مادياً ولو بمبلغ بسيط يعادل فقط ثمن سعر جرعة واحدة لمرض الملاريا الخبيث.. و كما يمكن ان يتم إنجاح هذه الحملة التي هدفها الصحة العامة عبر الإعلام المرئي و الصحافة بمساعدة منظمات المجمتع المدني .. و كذلك أن معظم شركات الرش التي تواصلت معها انا شخصياً مستعدة إستعداداً تاماً لتضع كامل إمكانياتها و خدماتها تحت تصرف الولاية بتكلفة التشغيل فقط

سر في طريقك الذي شققته بضربة بداية كانت موفقة و التي تشكر عليها .. وسوف تجد الدعم الكافي واللازم من جميع مواطني الولاية .. وكما يقول المثل (إستمتع بالرحلة يا سعادة الوالي ودع السياقة لشعب ولايتك الجميل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *