آراء و مقالات

فيما أرى.. د.مزمل …رفع الغطاء عن العطاء.عادل الباز

علينا جميعاً كصحفين رفع القبعات لهذه الصحيفة ولدكتور مزمل أبو القاسم.. ليس لأنه تقدم بشجاعة لمحاصرة ومحاربة الفساد المستجد فى حكومة مابعد الثورة.. وليس لأنه فعل ذلك من خلال عمل صحفي مهني رصين عبر الخبر والتحقيق والمقال، بل لأنه أعطى الصحافة معنى لوجودها الحقيقي ومهمتها ودورها في النظام الديمقراطي. فبمثل فعل د. مزمل تكافح الصحافة الفساد وتعلي من قيمة الشفافية وترسخ الديمقراطية ويحس الشعب بالتغيير ويعرف أن هناك سلطة (فوق السلطة) تكشف وتراقب

موبقاتها وتجاوزاتها للرأي العام فتنحني صاغرة له وتستقيم ممارساتها في الدهاليز المظلمة.
٢
كان هدف هذه الصحيفة منذ أول ملف للفساد في العهد الجديد ( قضية الفاخر) تكريس مبدأ الشفافية في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، وظلت تلح على ضرورة الالتزام بهذا المبدأ، وقد نجحت بأكثر مما كان يتوقع.
٣
في قضية الفاخر قادت الحملة الإعلامية لكشف فسادها حتى اضطرت الحكومة لتكوين لجنة وزارية للتحقيق في الصفقات المريبة مع الفاخر.
في تجاوزات عطاء الأسمدة اضطرت إدارة البنك الزراعي للتراجع عن دغمسة العطاءات فأعادت الإعلان عن العطاء مرة أخرى وأصبحت الآن لا تقوى على طرح أي عطاء إلا بعد مهلة كافية للمتقدمين وعلنا.
وزارة المالية نفسها اضطرت لأول مرة الأسبوع الماضي أن تعلن عن عطاء في الصحف لشراء مواد بترولية بعد أن كشفت ممارساتها السابقة ومحاولتها الشراء من الآلية الاقتصادية بدون عطاء ولولا نشر شروط الآلية المتعسفة لتمت كل العملية في الظلام وتم احتكار توريد المواد للآلية ولاتزال الشكوك حول صفقة مابين الآلية والمالية وخاصة أن السيدة هبة أعلنت انها تقف خلف الدعم السريع!!.
أخيراً كشفت اليوم التالى عملية فاسدة (صفقة العربات) التى مضت خطوات وتم التصديق من قبل المالية وكادت أن تتم الصفقة في الدهاليز المظلمة بين المجلس السيادى والمالية وبدون عطاء، أضطر المجلس للتراجع عن الصفقة المشبوهة أمام ضغط الرأي العام.. بل وأعلن أنها تمت وراء ظهره.. معقول.. تجي كيف دي، يعني السيد الغالي بامكانه أن يشتري عربات قيمتها قرابة التريليون جنيه دون عطاء.. من رأسه فقط.معقول ؟! ، عرفنا أن السيد الغالي سيدوس الكيزان دوس لكن أن يفسد لهذه الدرجة ويدوس كمان القانون دوس هذا ما لايمكن تصديقه.
لكن لم نعرف حتى الآن لماذا اختار السيد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة شركة ( بست انفستمنت) ليخصها بصفقة شراء العربات؟ ياترى لمن تتبع من الأباطرة؟.. غريبة شركة الفاخر خبرة أصحابها كلها في معسل الشيشة أدوها تستورد بنزين وجازولين وشركة انفستمنت خبرتها في الكاميرات منحوها حق استيراد عربات لاندكروزر !!مَن المحظوظ أو المحظوظة صاحب/ة هذه الشركة.،؟ ولماذا هي بالذات .. هذا ماستكشف عنه الأيام القادمة خليكم قراب، نترقب أيضاً تصريح من السيد الغالي حول الشركة قبل انكشاف المستور.
٥
استطاع د.مزمل بجهده ومتابعته أن يجبر الدولة بالالتزام بالقانون والشفافية ولأول مرة تفيض الصحف بالعطاءات الحكومية ويرتجف المسئولون من الصحافة وبطش الرأي العام، تلك هي الصحافة التي لا تبيع ضميرها المهني ولا ترهن نفسها لأجندة حزب بل تضع مصلحة الشعب فوق كل انتماء، هي الصحافة التي أكدت قولاً وفعلاً مبادئ الثورة.. وشرعت تفضح مكامن الفساد لتستقيم الحياة العامة على صراط النزاهة.
هل ياترى تعلم الصحفيون من تجربة د.مزمل واليوم التالي في مكافحة الفساد درساً مفيداً لبناء مستقبلهم المهني؟ أتمنى ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *