بقايا أوراق _ وزارة الثقافة الحلقة الأضعف _ رندة بخاري

(1)

ظلت وزارة الثقافة ابان العهد البائد الحلقة الأضعف في مشروع الدولة الاسلامية؛ التي شيطنت الفنون بكل اشكالها لذلك في عهدهم عاش المبدعين السودانيين حالة من الشظف الابداعي؛ فتوقفت تسجيلات الإذاعة وتوقف معها مد الأغنيات الجديدة الا عبر الوسائل المستحدثة التي تنشر جميع الاغنيات بلا استثناء كيف لا تنشرها وهي لا تخضع لأية معايير تضبطها فكان من الطبيعي ان تسقط الاغنية في براثن انحطاط المفردة ووجدت في ظل غياب الفن الرصين سوق رائج عبر مسارح بيوت الافراح وبعض من اذاعات “الاف ام” التي أكبر همها ان تملأ مساحاتها البرامجية

(2)

ذلك التراجع ادخل مبدعين كثر في دائرة من الاحباط بعضهم فشل في الخروج منها والبعض الآخر ظل يقاتل من أجل ان يقدم فنه الذي يقتات من عائده هو واسرته ورحل وترك اسرته تتكفف الناس؛ ولكم ان تعلموا ان المبدعين السودانيين على اختلاف مشاربهم الابداعية لا يتقاضون معاشات من الدولة البائدة اذ تم ايقافها قبل أكثر من عشرة سنوات؛ وهنا تحضرني مقولة تغص الحلق قالها لي ذات يوم الشاعر تاج السر عباس وهي (ان هناك شعراء كثر رحلوا عن الدنيا واسمائهم في قائمة الانتظار للحصول على معاش من الدولة ) وآخرين الآن هم طريحي الفراش الابيض لا يدري عنهم وزير الثقافة شئيا و منهم الشاعر عبدالله النجيب

(3)

السيد وزير الثقافة فيصل محمد صالح عرف بقربه من أهل الابداع على وجه العموم لذا هو ادرى بحالهم لكن لا نعلم لماذا يغض الطرف عنهم فمنذ ان تقلد منصبه ينعي الذي رحل منهم اما الاحياء والذين يشتكون من الامراض المزمنة ومن عجزهم عن شراء الدواء لا عين رأت ولا أذن سمعت لذلك كلما سنحت الفرصة لأحدهم بعث اليه برسالة عتاب ولوم لان سقف توقعاتهم كان مرتفعا بأول وزير ثقافة بعد ثورة ديسمبر المجيدة لكن ذلك السقف تسرب اليه الاحباط وانخفض وشارف على الانهيار فأما ان يدركه واما ان يقع ونخشى ان تكن وزارة الثقافة ايضا في الفترة الانتقالية هي الحلقة الأضعف.

ranadabokary@gmail.com

Exit mobile version