آراء و مقالات

صلاح الكامل يكتب _ وراق في بحر ابيض..السيف إلى غمده !!

حل امس الاول حاضرة النيل الابيض-مرورا بحواضر الطريق القومي- ركب واليها الجديد اسماعيل فتح الرحمن حامد وراق مكلفا لتوليها طيلة الفترة الانتقالية تطول او تقصر، وقد شهدنا يوما من ايام الولايه وهي تهب لاستقبال واليها وابنها الشاب وراق.

يكتسب تكليف اسماعيل وراق واليا علي النيل الابيض اهميته من كون الولايه كانت تعد مركزا قويا لنفوذ حزب الامة وتبعا لذلك لطائفته الانصاريه، ففي الولايه تتمدد الجزيرة ابا برمزيتها الكبيرة وكذلك يحدثنا التاريخ ان الحزب قد حاز علي جل دوائر الولايه، (فاز ب11 دائرة من12 في انتخابات1986م) وبعد استقالة المرحوم خليل عثمان نائب الدويم المستقل فاز بالدائرة الحزبي المرحوم فاروق اسماعيل سعيد عن حزب الامه وهو آخر حاكم للاقليم في نسخته الكبري(الاقليم الاوسط) التي كانت مديرية النيل الابيض داخله ضمنه، وهنا نشير الي ان بولاية اسماعيل وراق استعيدت الولايه لحزب الامه بعد اكثر من ثلاثين عاما . يذكر في هذا المقام ان المرحوم د.عمر محمد نورالدائم امين امانات حزب الامة وقتها كان (واقفا) علي فوز الحزب بمقاعد بحر ابيض وهنا يكمن التحدي الاكبر أمام اسماعيل وراق، غض النظر عن موقف الحزب الآني والذي سيكون عرضه لتقلبات (ساس يسوس).

من المعلوم الظروف التي احاطت بتكليف الولاه عامه ووالي هذه الولايه خاصه، اذ انه بعد طول انتظار واخذ ورد كلف الولاه المدنيين وقد هبت ردود افعال واسعه قبولا ورفضا، الا ان اسماعيل وراق قد حاز قدرا كبيرا من القبول وقد هب شباب الولايه لدعمه، باعتبار انه ناشطا مذ تخرجه في جامعه الخرطوم في كلية الاقتصاد منتصف تسعينات القرن المنصرم ووقوف الشباب في وجه حزبه الا يسحبه ودبجت مجموعة شباب النيل الابيض للتغيير في الفيسبوك حملة كبيرة ثبتت ولايته،مما يشي بان الشباب يمثلون حاضنة الوالي في حال غاب عنه حزبه، هو من اميز ابناء الولاية وحقيق بالقبول والتكليف لتاهيله عالي وحضوره الكبير مذ مده وتفاعله مع شئون الولايه ومشاركته مراسم ومواسم مواطنها ودعم خدماته.

يبقي ان نجاح اي والي اوعدمه يتوقف علي احداثه اختراقا كبيرا في خدمات المواطن والحفاظ علي موارده بحسبان ان الظرف صعب وقاسي، فالمواطن ينتظر الخدمات ومرافقه تحتاج الاصلاح وموارده تتطلب المحافظه.

من الملفات التي تنتظر الوالي ملف تحرير الفساد ومحاربته بغير هواده وإعمال القانون في هذا الملف باعتبار انه يتصدر مطالب الثورة واشواق الثوار ..تنشيط وتنسيق دور لجان المقاومة والتماهي مع القوي الثورية.. يعد الملف الاهم الزراعة، بحسبان ان ولاية النيل الابيض ولاية زراعية بإمتياز والنجاح فيها يعد الضامن الرئيس للفوز برضاء المواطن وتحقيق اهداف الحراك الثوري، فجل المواطن يعمل فيها ويعتاش عليها ويعتني بملحقاتها من ثروة حيوانية الي صناعة تحويلية..وهنا يبرز شان تنشيط دور المشاريع القومية(خصوصا مشارع صناعة السكر) في النهوض بموارد الولاية ودعم مواطنها ورفد خدماته..ياتي ملف الخدمات فهو الملح بكافة صنوفه من تعليمية الي صحية الي كهرباء ومياة شرب، كل ذا يكتسب اهميته بلحاظ ان التنمية متوقفه في ميزانية هذا العام ويبقي ان الخدمات هي النافذه الوحيدة لدعم المواطن.

بالعوده الي يوم الولاية المحضور في استقبال ابنها وواليها وراق فانه يوم احتفائيا واحتشاديا عبر عن حالة كبيرة من القبول للوالي الذي جاء علي (حصان) الثورة يسبقه تأهيله وكسبه وعشم وآمل مواطنيه .. اجتنبت الحشود الطريق الشرقي لبحر ابيض من الياقوت حتي مدخل عسلاية الي ربك التي عبق جوئها وهي تستقبل وراق ببهجة وحبور.

كان مبتدر مسير الوالي بالشيخ الياقوت وودالكريل والمنطقة المنكوبة بالسيول في قوز عوض الله والقطينة ونعيمه والدويم ليكتمل استقبال الطريق بعسلايه ومن ثم امانة الحكومة بحاضرة الولاية ربك وقد كان استقباله حاشدا فاق النظير خصوصا في مدخل الجزيرة ابا وربك .. امن الوالي وراق علي محاربة الفساد وازالة التمكين واكد انه جاء خادما للشعب لا سيدا. وقد تم تسليمه الولاية.

قد كان في معية الوالي كوكبة من ابناء الولاية بالعاصمه يتقدمهم رجل البر والاحسان الحاج خوجلي حبيب الله حامد واخوانه(عبدالكريم وفتح الله) ود.الزبير وراق ووالي الدين وتجار الولايه بامدرمان واولاد جكومه واولاد اخيشن واولاد لاغبش واولاد محمد الصديق والناظر هباني يوسف والشيخ اسامه الشيخ محمد احمد وثلة من ابناء الولاية وناشطي الحراك الثوري ولجان المقاومة وشباب الثورة وحضور مقدر للمراة.

برغم كون تقييم وتقويم تجربة هذا الوالي لم يزف بعد، حيث اننا لن نقول عنها شيئا حتي نري ونسمع، ووقتها سنبشر بمظان الانجازات ونبصر بمواقع الخلل(عهدا وعدا)..لكن ما يمكن قوله الآن بالصوت العالي والضرس القاطع: انه وبحسابات الجغرافية والتاريخ فان تكليف اسماعيل وراق واليا علي ولاية النيل الابيض يعد طبيعيا كالسيف الي غمده !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *