تسجيلات الاغنيات ..بين وعود لقمان ومجهودات اتحاد المهن

الخرطوم :رندة بخاري

لازالت اغنية من دار الاذاعة للفنانة الراحلة عائشة الفلاتية، تمسك بتلابيب ذاكرة عشاق الطرب الاصيل كيف لا ووقتئذ كان الطريق الى صوت هنا ام درمان عصي على انصاف  المواهب اذ لا يدخل الى استديوهاتها الا اصحاب المواهب الحقيقة، بجانب  ذلك كانت الجهة  الوحيدة التي تحرر شهادة ميلاد المطربين، غير ان دورها هذا نجده قد تراجع   بعد ان توقفت التسجيلات لأكثر من عشرين عام فطفق المطربين يبحثون عن وسيلة اخرى فغالبيتهم خاصة الشباب يمموا وجهوهم شطر الوسائل الالكترونية   خاصة منصات التواصل الاجتماعي  واليوتيوب،  وفي المقابل نجد كبار المطربين توقفوا عن رفد الساحة بمنجزاتهم  الغنائية فالوسائل المبتكرة هذه لا تروق لهم وتعالت الان اصوات مبدعة كثيرة بعد سقوط النظام البائد بضرورة عودة تسجيلات الاذاعة  خاصة بعد الوعود التي اطلقها مدير الهيئتين  لقمان احمد.

 

ذكريات هنا ام درمان

كثيرا ما يعبر الفنان  محمد ميرغني عن خوفه على مستقبل الاغنية السودانية   وان تواجه الاغنيات الجديدة التي تقدم من وحين لأخر مصير مجهول  اغنياته ماضيا بقوله : إن هناك اعمال غنائية كثيرة  عكف عليها  في فترات  ماضية الى ان انتهى منها  ولكن عبر اي وسيلة ستصل لجمهوره ليتمكن من  الاستماع اليها  فهو وابناء جيله جميعهم لهم ذكريات تجمعهم مع الاذاعة الام التي بث عبر اثيرها اغنياتهم منذ البدايات، ومحمد  اكد ان لديه انتاج فني غزير يخشى ان تفارق الروج الجسد قبل ان يصل إلى جمهوره التواق لان تصافح اعماله الجديدة اذانهم ومضى بالقول :”ولكن كيف سيتسمعون اليها ؟”

 

موت سوق الكاسيت

نشر الاغنيات الجديدة عبر الفيس بوك، على سبيل المثال وسيله ابتدعها المطربين الشباب، باعتبار ان علاقتهم وثيقة بهذه الوسيلة وغيرها من الوسائل الأخرى،  ومؤخرا بات رواد تلك المواقع يتعرفون على جديد المطربين الفني عبرها اذ يقومون بوضع رابط يقودهم مباشرة إلى استماع للأعمال الجديدة ومن ثم يتم تداولها، والامر لم يقتصر على الاغنيات السنغل فقط بل امتد إلى  نشر البومات كاملة فالفنان عبدالوهاب وردي خاض هذه التجربة التي  قال عنها: ان توقف تسجيلات الاذاعة و موت سوق الكاسيت هو الذي قاده الى الركون اليها كما اتخذ فنانين شباب كثر هذه الوسيلة  حيث نجد مطربين شباب مثل الاخوين احمد وحسين وطه سليمان عصمت بكري و شكر الله عزالدين وميادة قمر الدين والقائمة تطول.

 

تكرار المسموع

المتتبع للوسائل المبتدعة هذه يلحظ الغياب التام لكبار المطربين الذين على الارجح  بحكم تعودهم على وسيلة بعينها  الاذاعة او التلفزيون بجانب ذلك  حبهم الى كل ما هو كلاسيكي لم يستطيعوا التأقلم    معها لذا غابوا  عن المشهد الفني واكتفى بعضهم بالظهور الموسمي في الشهر الفضيل والعيدين فيغتنمون  الفرصة لتقديم اعمالهم الجديدة او تكرار المسموع وهذا الشي  تتحكم فيه القناة او المحطة الاذاعية.

 

نقاش مستفيض

الدكتور عبدالقادر سالم رئيس اتحاد المهن الموسيقية  قال لـ(النورس نيوز) إن امر نشر الاغنية عبر الوسائل الاعلامية هي من اهم القضايا التي يدور حولها نقاش مستفيض من حين لأخر من اجل وجود حلول لها، وسالم يعتبر من المطربين الذين لهم اسهامات واضحة في نشر الاغنية خارج السودان حيث شارك بمهرجانات عالمية وحصد منها الجوائز ويمني النفس كغيره من المطربين بعودة تسجيلات الاذاعة لتعود للأغنية عافيتها مستبشر خير بوعود مدير الهيئتين الجديد لقمان احمد الذي وعدهم بعودتها.

 

على راس كل ساعة اغنية

لا اختلاف حول ان الانترنت وسيله اسهمت نوعا ما في نشر العديد من الاغنيات ولكن كثيرين يشبونها برغوة الصابون التي سرعان ما تذوب عكس الاذاعة قديما حيث كانت تفرد مساحة برامجية لتقديم  الاغاني الجديدة عبر برنامج ما يطلبه المستعين الذي كان يعتبر تريمو  متر لقياس نجاح الاغاني مستندين في ذلك على  طلبات المستمعين  لها فاذا مضت في ازدياد يوما عن اخر هذا يعني انها نالت رضاهم فتذاع بشكل يومي إلى ان يحفظها المستمعين والشاهد ان المطربين كانوا لا يتعجلون انتاج اغنية جديدة الا بعد ان يسال جمهورهم عن الجديد اما اليوم فالعجلة هي السمة الغالبة اذ من الممكن ان يقدم الفنان على راس كل ساعة اغنية  قبل ان يتحقق من نجاح اخواتها.

 

جلسة تفاكرية

وكشف الامين العام لأتحاد المهن الموسيقية الفنان  سيف الجامعة عن عزمهم تنظيم جلسة تفاكرية بين الاتحاد ومدير الاذاعة والتلفزيون حول اهمية التوثيق للفنانين وضرورة  فتح التسجيلات باستديوهات الاذاعة والتلفزيون وتطوير اوركسترا الاذاعة وحفظ الحقوق المادية والادبية للفنانين

 

 

الميديا الجديدة

اعتبر الناقد السر السيد ان الوسائط الجديدة من يوتيوب وفيس بوك وواتساب انها وسائل جيدة واستطاعت ان تكسر السلطة  الاحتكارية للمحطات الاذاعية  والقنوات الفضائية في مجال نشر الاغاني خاصة، ومضى السيد مضيفا “خاصة ان هذه الوسائل سريعة وانتشارها بات اوسع وانا ارى انها وسائل ايجابية ومشاهدة من قبل عدد كبير من الشباب الذين نجدهم لا يستمعون إلى الاذاعات والقنوات السودانية لذا اذ قدم احد المطربين منتوجه عبرهم لا يحظى   بنسبة استماع او مشاهدة عالية”،  واردف السر “وفيما يخص تمسك كبار المطربين بالوسائل القديمة اقول لهم لابد من مواكبة التطور التقني  الذي جاءت الينا به ثورة الاتصالات مع السعي إلى تقدم ابداعاتهم عبر الوسائط التي تعودوا عليها لان الظرف الراهن هو الذي جعل من الفيس بوك والواتساب واليوتيوب وسائل حل  فهذه هي الميديا الجديدة التي على كبار المطربين التعامل معها فهي  لغة العصر التي  تتعامل معها كل القطاعات فعلي سبيل المثال الفن يمضى إلى تطور قد يفضي إلى ان يستغنى الفنان من الاوركسترا الموسيقية وقد يغني بعازف واحد

Exit mobile version