آراء و مقالات

 كلام صريح _ جاب من الآخر _ سمية سيد

(بننفخ في قربة مقدودة) أهم النتائج التي توصل إليها نائب رئيس المجلس السيادي رئيس اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية محمد حمدان دقلو، بعد ثلاثة أشهر من تكوين اللجنة الخاصة بمعالجة الأزمة الاقتصادية.

رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية الفريق حميدتي نفى أي تقصير من اللجنة لإصلاح الوضع الاقتصادي، لكن عبر عن هزيمة الجهود المبذولة باستخدام المثل الشعبي .. كأننا بننفخ في قربة مقدودة..

حميدتي اعترف بأن المافيا تتحكم في الأوضاع، وهي عصابات تدير الاقتصاد، عاملين فيها شرفاء وهم حرامية، كانت تهتف للبشير ثم هتفت للثورة وستهتف لأي حكومة قادمة .

ماذكره الفريق حميدتي حول وجود مافيا تتحكم في الاقتصاد صحيح مائة بالمائة، وهي ذات الفئة التي ظلت مسيطرة على إدارة سعر الدولار عبر السوق الأسود، ومن خلال استيراد المحروقات والتحكم في تجارة الذهب عبر التهريب، ومالم يقله حميدتي، إن كل الحكومات فشلت في محاربة هذه المافيا، بالقانون أو عبر الأجهزة الأمنية، وما لم يقله حميدتي، إن هذه الفئة متغلغلة داخل النظام السياسي الحاكم.. السابق والحالي واللاحق.. وهي شديدة المقاومة تجاه مصالحها، وقد تكون المتحكم الرئيسي في السياسات العامة بالترغيب والترهيب.
دليل تحكم المافيا يقرأ من خلال تصريحات حميدتي لدى تدشين صادر الذهب.. حميدتي أقر بأن السياسات التي وضعتها لجنة الطوارئ الاقتصادية فشلت في أول اجتماع لوضع البرنامج وقال لو نفذنا البرنامج المتفق عليه لانخفض سعر الدولار إلى 80 جنيهاً، ولن يكون هنالك مبرر للقفز إلى 150 جنيهاً.. واعترف أن اللجنة تواجه معاكسات من العديد من الجهات.

في اعتقادي أن لجنة الطوارئ فشلت في مهمتها الأساسية، ولم تنجح في معالجة الأولويات التي قطعت بها وعوداً للشعب .
إخفاق لجنة الطوارئ يعتبر جزءاً مكملاً لإخفاق الجهاز التنفيذي المتمثل في وزارات القطاع الاقتصادي والتي ظلت تعمل برزق اليوم باليوم، وليس وفق برنامج وسياسات متكاملة ومتناغمة.
حميدتي لم يقل ما قاله لمجرد إخراج الهواء الساخن فقط .. المؤكد أن الرجل صاحب النفوذ الأقوى في ظل ضعف أداء الحكومة الحالية كانت له رسائل محددة أراد أن يبلغ بها الرأي العام.

حديث حميدتي حول معاكسات عدد من الجهات لعمل لجنة الطوارئ الاقتصادية، يشير إلى عمق الهوة بين مكونات الحكومة الانتقالية في شقيها المدني والعسكري، قد تكون له تداعيات على الوضع الراهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *